فيما بدأت قوات الاحتياط الإسرائيلية، أمس، مشاركتها للقوات النظامية فى الاشتباكات الدائرة مع المقاومة الفلسطينية على محورى مدينة غزة الشرقى والغربى، نفى مسؤولون إسرائيليون أن يكون ذلك إشارة لبدء المرحلة الثالثة من العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، التى دخلت أمس يومها ال17 باستشهاد 19 فلسطينيًا فى عمليات قصف إسرائيلية على القطاع، مما يرفع إجمالى ضحايا العدوان إلى 910 شهداء. وقال المتحدث العسكرى الإسرائيلى، آفى بنياهو، «بدأنا إشراك قوات الاحتياط فى العمليات فى قطاع غزة»، مضيفًا «نحن لا نتصرف من منطلق الشعور بالذعر وإنما بالحذر». كانت إسرائيل قد أحجمت عن استخدام جنود الاحتياط فى المعركة ريثما يبحث زعماؤها مسألة القيام بهجوم برى شامل على بلدات ومدن غزة، لتدمير قدرة حماس على إطلاق الصواريخ، لكن الأوساط الإسرائيلية تخشى أن تتسبب هذه الخطوة بزيادة عدد القتلى والجرحى فى الجيش الإسرائيلى. وفيما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الزج بقوات الاحتياط يمهد لبدء المرحلة الثالثة من العدوان، تشمل مهاجمة قلب المدن ومخيمات اللاجئين فى القطاع بعد الغارات الجوية وانتشار القوات البرية، نفى مسؤولون إسرائيليون أن يكون ذلك بداية لمرحلة جديدة فى العمليات العسكرية. ومع توغل قوات الاحتلال الاسرائيلية لأكثر من كيلومتر فى بلدة خزاعة، شرق خان يونس جنوب القطاع، وسط قصف مدفعى على البلدة أدى لتدمير أكثر من 20 منزلاً، وقعت اشتباكات عنيفة فجر أمس شرق حى الزيتون وحى الشيخ عجلين غرب مدينة غزةوجنوب حى التفاح شرق غزة، وكذلك فى شرق جباليا شمال بيت لاهيا شمال القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلى أن الطيران الحربى قصف ليل الأحد - الاثنين 12 هدفا، وهو أقل عدد من الهجمات منذ بداية العدوان، وأضاف الجيش أنه استهدف مواقع تخزين الأسلحة فى منازل الناشطين الفلسطينيين فى حماس وأنفاقًا للتهريبٍ وعناصر المسلحين. وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد 19 فلسطينيا - حسب ما أكدته المصادر الطبية الفلسطينية - وهو ما يرفع إجمالى شهداء العدوان الذى بدأ فى 27 ديسمبر الماضى إلى 910 شيهدًا بينهم 277 طفلاً و95 امرأة و88 مسنًا و12 مسعفًا و4 صحفيين بالإضافة إلى 4090 جريحًا. ومن جهتها واصلت فصائل المقاومة قصف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة بالصواريخ والقذائف، رغم التحليق المروحى المكثف، وسيطرة الجيش الإسرائيلى على محاور قطاع غزة الأربعة برا وبحرا وجوا. وأعلنت «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة حماس عن إطلاقها صاروخ جراد نحو مستوطنة «كريات غات»، واستهداف موقع المدفعية الإسرائيلية شرقى مخيم البريج وسط القطاع بصاروخ قسام ، كما أعلنت عن تفجير عبوة أرضية بآلية إسرائيلية على جبل الكاشف شرقى مخيم جباليا، وأعلنت أيضا عن قنص جندى إسرائيلى على جبل الريس شرق حى التفاح أقصى شرق غزة، وتفجير عدة عبوات ناسفة بقوة إسرائيلية خاصة متوغلة شرق حى الزيتون شرق مدينة غزة. وأعلنت «سرايا القدس» الجناحى العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى مسؤوليتها عن قصف مستوطنة «نير عوز» بصاروخين من طراز «قدس». وأعلنت كتائب نسور فلسطين وسرايا القدس عن قصف تجمع لقوات الاحتلال شرق عبسان ب3 قذائف هاون. وأعلنت كتائب حزب الله فى فلسطين عن إطلاق 8 صواريخ من طراز الرضوان نحو عسقلان وسديروت والنقب الغربى وناحل عوز. كما تحدثت كتائب القسام عن «مفاجآت» أعدتها للقوات الإسرائيلية إذا ما قررت الدخول فى عمق المدن المكتظة بالسكان. وكشفت كتائب القسام عما سمته «أشباح الاستشهاديين» وكمائن محكمة تنتظر قوات الاحتلال، وقال أبوعبيدة الناطق باسم القسام، بحسب ما نقلته مواقع إلكترونية محسوبة على حماس، «إن المقاومة قادرة ليس فقط على الصمود بل على ردع القوات البرية الإسرائيلية من الاستمرار فى خطة الاجتياح الكامل لقطاع غزة». وعن المقصود من «أشباح الاستشهاديين» قال إنهم مجموعات تدربت على نحو خاص وترابط فى مكانها منذ أيام فى الاماكن التى توغلت منها القوات الاسرائيلية، وذلك حتى تباغتها من صفوفها الخلفية. وأعلن الجيش الإسرائيلى – بحسب ما نقلته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية - إعلانه أن هجمات كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس انخفضت بنسبة 50% منذ بدء العملية العسكرية على غزة. ونسبت الصحيفة إلى رئيس المخابرات العسكرية، الجنرال عاموس يادلين، قوله فى اجتماع للحكومة الإسرائيلية المصغرة أمس الأول «إن حماس قادرة على القتال ولن تستسلم، رغم أن قدرتها أصيبت بأضرار بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية». كما أعلن الجيش الإسرائيلى أنه أوقف عملياته العسكرية فى قطاع غزة لمدة 3 ساعات بدءًا من العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلى لتمكين سكان القطاع من التزود بالإمدادات الغذائية والإنسانية، وأشار إلى أنه سيفتح معبرى كارنى (المنطار) وكرم أبوسالم لهذا الغرض.