أوصى المشاركون في مؤتمر «صناعات النخيل الأول»، بضرورة اهتمام الدولة -متمثلة في وزارت الاستثمار والتنمية المحلية والزراعة، إضافة إلى جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة وكافة الجهات المعنية- بتشجيع الاستثمار في مجال صناعات النخيل عبر تسهيل الإجراءات ومنح الحوافز المشجعة للمستثمرين. ومن جانبه، قال نقيب مهندسي الوادي الجديد، المهندس عادل ربوح، في تصريحات خاصة ل«الشروق»: «الأرض لازم تكون بالمجان إذا أردنا تشجيع الاستثمار، وإذا منحنا بعض الأراضي للمستثمرين بمقابل مادي أو حق انتفاع، ونجحوا في اصلاحها وزراعتها، فعلينا أن نمنحهم 200 فدان بالمجان ليصنع عليهم بير ويقوم بزراعتهم». وطالب، الوزيرة سحر نصر، بتوفير قروض لجمعيات تنمية الأسرة للعمل على جميع منتجات النخيل. وقال مقرر المؤتمر وأمين الصندوق المساعد لنقابة المهندسين، عبدالكريم آدم، إن محافظ الوادي الجديد استجاب سريعا لمطالب المؤتمر وقام بتخصيص 3 قطع أرض بمساحة 10 أفدنة لكل قطعة، لإقامة مشروعات صناعية تقوم على النخيل مثل صناعة الأخشاب بمركز الخارجة، وصناعة السماد بمركز الداخلة، وصناعة الأعلاف بمركز الفرافرة. وأوصى المؤتمر بإنشاء حضانات تكنولوجية أي وسائل نقل المعرفة والتكنولوجيات، في مجال صناعات النخيل في الوادي الجديد وغيرها من المحافظات الواعدة. وفي السياق نفسه، أوصى المؤتمر مراكز البحث العلمي وكذلك الرسائل الأكاديمية في كليات الهندسة بتطوير وتحديث الصناعات القائمة على النخيل، مثل صناعة الأخشاب والسماد والوقود الحيوي والأعلاف والصناعات الغذائية. وطالب المؤتمر الجهات الصناعية بالتشجيع على تطوير وميكنة الحرف الخاصة بالنخيل، مثل تقليم النخيل وتلقيحه وجني التمر، وغيرها من حرف على وشك الإنقراض؛ مما يؤثر سلبا على إنتاجية النخيل وإنتشار أمراضه، وقلة جودة الإنتاج. ودعا إلى إنشاء أقسام متخصصة في مجال صناعات النخيل ضمن مناهج التعليم الفني الزراعي والصناعي، وخاصة بالمحافظات التي تمتلك أعداد كبيرة من النخيل مثل الوادي الجديد وأسوان. وأعلن مقرر المؤتمر عن تشكيل لجنة دائمة من نقابة المهندسين لمتابعة توصيات المؤتمر والتواصل الدائم مع الجهات المعنية لتنفيذ هذه التوصيات. وأشار إلى أنه تم البدء في الإعداد لتجهيز المؤتمر الثاني لصناعات النخيل، والتوصية بالبحث في محاور صناعات الألياف البيولوجية والمؤلفات الليفية البلاستيكية وعجينة الورق، من بواقي منتجات النخيل، وبحث محور تنمية الصناعات الحرفية القائمة على موارد النخيل، وبحث ميكنتها. وفي النهاية علق مقرر المؤتمر: «تحوز مصر ما يزيد على 15 مليون نخلة منتجة، تنتج عنها سنويا ما يقرب من مليون طن من بواقي النخيل، وهي ثروة متجددة ومستدامة يمكن استخدامها كمادة خام في أكثر من 100 صناعة، في مقدمتها ألواح mdf وهو ما يمكن أن يسهم في سد الفجوة في هذه المنتجات من الألواح والتي تبلغ أكثر من 75%». وتابع أن هذا يخفف العبء على ميزان المدفوعات، حيث استوردت مصر نحو 2 مليار دولار من الأخشاب ومنتجاتها علم 2014، بالإضافة إلى إمكانية استغلال الخامات في العديد من الصناعات والحرف بما يوفر فرص عمل مستدامة. وفي سياق متصل، قال الدكتور مصطفى سلامة ممثل الهيئة العربية للتصنيع، إن الهيئة تصنع حاليا عددا من الآلات والمعدات ذات الأهمية في صناعات النخيل، منها ماكينات اجتزاز وونقل وإعادة زراعة أشجار النخيل، وماكينة تسلق النهيل بطريقة آلية وماكينة قطع جريد النخيل، وماكينة قطع وجمع تمور النخيل. وطالب المهندس عادل ربوح، الهيئة، بالمساهمة في تصنيع سلم هيدروليكي لجمع التمور، مشيرا إلى أن نقيب المهندسين طارق النبراوي أطلق مسابقة لتصميم سلم هيدروليكي لتسلق النخيل، وتقدم 4 مهندسين بتصميمات مختلفة لهذا السلم.