كولوم: باريس والقاهرة تساهمان فى استقرار منطقة المتوسط.. والسيسى: حريصون على استمرار التنسيق خاصة فى مجال ضبط الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية الرئيس خلال استقباله رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا: مصر مهتمة بتنويع مصادرها من الطاقة لتلبية الاحتياجات المتنامية قال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، استقبل وزير الداخلية الفرنسى جيرارد كولوم، مشيرا إلى أن الرئيس أكد خلال اللقاء أهمية تعزيز التشاور والتعاون المشترك بين البلدين، فى ظل الظروف والتحديات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وتنامى خطر الإرهاب وانتشاره بحيث أصبح يهدد جميع أنحاء العالم بما فيها فرنسا وأوروبا. وأشاد كولوم بالعلاقات بين البلدين، مشيرا إلى دور مصر فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، منوها بحرص بلاده على الوقوف بجانب مصر وتقديم كل سبل الدعم لها فى حربها ضد الإرهاب. وأكد الرئيس عزم مصر على المضى قدما فى التصدى للإرهاب، مشيرا إلى الجهود التى تتم فى هذا الصدد على المستويات المختلفة، حيث استعرض الرؤية المصرية بشأن استراتيجية مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنها لا تقتصر على الوسائل العسكرية والأمنية فقط بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتصدى لمحاولات ضرب الوحدة الوطنية. وشدد السيسى على ضرورة تكثيف المجتمع الدولى جهوده لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على مصادر تمويله وإمداده بالسلاح والمقاتلين، وأيضا للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تشهدها المنطقة والتى تعد سببا رئيسيا فى تفشى ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وما يرتبط بتلك الأزمات من احتمالات انتقال المقاتلين من بؤر النزاع إلى مناطق أخرى، مشيرا إلى أن ذلك يؤدى إلى تفشى خطر الإرهاب. وذكر يوسف أن اللقاء شهد أيضا تباحثا حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى المجال الأمنى، إضافة إلى بحث آخر مستجدات الوضع فى كل من ليبيا وسوريا، موضحا أن الرئيس أكد ضرورة استمرار التنسيق والتعاون المشترك خاصة فى مجال ضبط الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية. من جانبه، ذكر وزير الداخلية الفرنسى أن فرنسا ومصر تساهمان فى استقرار منطقة المتوسط، مشددا على أن ذلك يتطلب تضافر الجهود وتعزيز التعاون بين البلدين لاسيما على مستوى القيادة السياسية بين السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وقال كولوم، فى تصريحات صحفية عقب لقاء السيسى بمقر اقامته بباريس: «نرى جميعا أننا معنيون بمخاطر عدم الاستقرار فى حوض المتوسط.. وفرنسا ومصر عنصران للاستقرار»، مشددا على الأهمية التى توليها بلاده لاستعادة السلم والاستقرار لتلك المنطقة. وأوضح وزير داخلية فرنسا أن لقاءه مع السيسى تناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وحل الأزمات فى سوريا والعراق نهائيا، فضلا عن المساعدة فى تشكيل حكومة مستقرة فى ليبيا ترتكز على دعائم قوية، مكملا: «يجب المضى قدما فى ظل الهجمات التى تستهدف بلداننا». وفى سياق آخر، استقبل الرئيس رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا العاملة فى مجالات الطاقة بمختلف أنواعها جون بيرنار ليفى، وذكر المتحدث باسم الرئاسة أن السيسى أكد خلال اللقاء الأهمية التى توليها مصر لتنويع مصادرها من الطاقة لتلبية الاحتياجات المحلية المتنامية وتوفير الطاقة اللازمة للصناعة. ولفت الرئيس إلى الجهود التى يتم بذلها للارتقاء بمناخ الاستثمار وتطوير بيئة الأعمال، معربا عن تطلعه لزيادة استثمارات الشركة فى مصر، وتطوير نشاطها فى مجالات الطاقة المختلفة. وأضاف يوسف أن رئيس شركة كهرباء فرنسا استعرض خلال اللقاء المشروعات التى تعكف الشركة فى الوقت الحالى على تنفيذها فى مصر، وخاصة فى مجالات التنقيب عن الغاز وتنفيذ محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، مؤكدا حرص شركته على تكثيف نشاطها فى مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة فى ظل تقديرات الشركة بوجود فرص كثيرة تتيحها المشروعات الكبرى الجارى تنفيذها فى مصر. وأشار المسئول الفرنسى إلى حرص شركته على الاستمرار فى التشاور مع الجانب المصرى لبحث فرص التعاون خلال الفترة المقبلة. كما زار الرئيس مساء أمس الأول مقر الجمعية الوطنية الفرنسية «مجلس النواب»، حيث كان فى استقباله رئيس المجلس فرانسوا دوروجى، وعقب استعراض حرس الشرف فى ساحة المجلس، تم عقد جلسة مباحثات موسعة ضمت عددا من النواب، منهم رئيس جمعية الصداقة البرلمانية مع مصر فى المجلس والممثلة للفرنسيين المقيمين فى مصر. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية فرانسوا دوروجى رحب بزيارة السيسى لباريس، مشيرا إلى أنها تمثل خطوة إضافية فى سبيل ترسيخ علاقات الشراكة بين البلدين، وأن بلاده تثمن عاليا الدور المصرى الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. من جانبه، أشاد الرئيس السيسى بالنمو المتواصل الذى تشهده العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات، مؤكدا أهمية مواصلة العمل على تطويرها، فضلا عن تعزيز التعاون بين مجلس النواب المصرى والجمعية الوطنية الفرنسية، وزيادة تبادل الزيارات بين المجلسين، بما يسهم فى توثيق العلاقات بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى استعرض خلال اللقاء مُجمل التطورات السياسية والاقتصادية على الساحة الداخلية، وأكد حرصه على إنشاء دولة ديمقراطية حديثة تقوم على سيادة القانون وترسيخ قيم المواطنة والتسامح وقبول الآخر، فضلا عن تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، مشيدا فى هذا الصدد بالدور المهم الذى يقوم به مجلس النواب فى تدعيم العملية الديمقراطية. وأشار الرئيس إلى أن المجلس الحالى هو الأوسع تمثيلا فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، وأن 50% من أعضائه لم يسبق لهم العمل البرلمانى من قبل، لافتا إلى أن نسبة الشباب فيه تزيد على 40%، فضلا عن وجود عدد كبير من النواب من السيدات وذوى الاحتياجات الخاصة. وتم خلال الاجتماع استعراض عدد من الموضوعات الإقليمية، حيث تباحث الجانبان حول سبل تعزيز جهود المجتمع الدولى فى مجال مكافحة الإرهاب من أجل القضاء عليه واستئصال جذوره، إضافة إلى عدد من الأزمات فى منطقة الشرق الأوسط، خصوصا آخر تطورات القضية الفلسطينية وسبل استئناف العملية السلمية، فضلا عن الموقف فى ليبيا وسوريا. وفى نهاية اللقاء تحدثت النائبة الممثلة للفرنسيين المقيمين فى مصر عن الانطباعات الإيجابية التى لمستها خلال لقائها مع المواطنين الفرنسيين بالقاهرة منذ عدة شهور، حيث أشادت بالمعاملة الطيبة التى يلقونها فى مصر والتى دفعت العديد منهم إلى الاستقرار والتوسع بنشاطهم فيها. من ناحية أخرى، زار الرئيس مقر مجلس الشيوخ الفرنسى، حيث كان فى استقباله رئيس المجلس جيرار لارشيه، وعقب استعراض حرس الشرف فى ساحة المجلس، تم عقد جلسة مباحثات موسعة ضمت عددا من رؤساء اللجان وأعضاء مجموعة الصداقة المصرية الفرنسية بالمجلس. وقال السفير علاء يوسف إن رئيس مجلس الشيوخ أعرب عن سعادته بالالتقاء مجددا بالرئيس السيسى عقب زيارته للقاهرة العام الماضى، مشيرا إلى إعجابه بما تحقق حتى الآن فى مصر من إنجازات على مختلف الأصعدة، على الرغم من الظروف التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن التحديات التى تواجهها مصر فى ظل جهودها لمكافحة الإرهاب. وأعرب لارشيه، عن تطلعه للتعرف من الرئيس على رؤيته وتقييمه لمجمل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، منوها بأن بلاده تثمن عاليا الدور المحورى لمصر فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة. من جهته، وجه الرئيس السيسى التهنئة لرئيس مجلس الشيوخ بمناسبة إعادة انتخابه فى منصبة بداية الشهر الحالى، مؤكدا حرصه على الالتقاء بأعضاء البرلمان الفرنسى بغرفتيه (مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية)، مشيرا إلى اهتمامه بدفع العلاقات البرلمانية بين البلدين فى ظل دورها المهم فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، بما يلبى طموحات الشعبين الصديقين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وثيقة وممتدة. وقال السفير علاء يوسف إن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى رحب بتعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، معربا عن تطلعه لاستقبال رئيس مجلس النواب المصرى على عبدالعال قريبا فى باريس، مشيرا إلى أنه تم خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وآخر مستجدات الأزمات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وعقب انتهاء المباحثات، أقام رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى مأدبة عشاء على شرف الرئيس السيسى بمشاركة أعضاء الوفد الرسمى المرافق له، وعدد من رؤساء لجان وأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسى، كما وقع السيسى على كتاب الشرف الخاص بمجلس الشيوخ الفرنسى.