مع فشل المنتخب الأمريكي في محاولته لبلوغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا ، قد يكون هذا الفشل مؤشرا عل تجديد شامل في صفوف الفريق ومنح فرصة حقيقية للوجوه الجديدة والشابة، لقيادة طموحات الفريق في السنوات المقبلة أملا في العودة للظهور مجددا بالمونديال عبر نسخة 2022 في قطر. وتلقت كرة القدم الأمريكية صدمة كاريبية حيث خسر المنتخب الأمريكي أمام مضيفه الترينيدادي، 1 / 2 في الجولة العاشرة الأخيرة من فعاليات الدور الأخير في تصفيات اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) المؤهلة للمونديال الروسي. وأهدر المنتخب الأمريكي الفرصة الأخيرة لبلوغ النهائيات، حيث تراجع إلى المركز الخامس قبل الأخير في جدول التصفيات خلف منتخبي بنما وهندوراس. وحجز المنتخب البنمي بطاقة التأهل المباشر الثالثة من تصفيات الكونكاكاف إلى المونديال الروسي، فيما تأهل منتخب هندوراس إلى الملحق العالمي، الذي يلتقي فيه المنتخب النيوزيلندي بطل تصفيات اتحاد أوقيانوسية، فيما وصفه الاتحاد الأمريكي للعبة على موقعه بالانترنت بأنه "عاصفة هائلة" . وبدأت هذه العاصفة من خلال هدف التقدم للمنتخب الترينيدادي، والذي جاء عبر النيران الصديقة و سجله اللاعب الأمريكي عمر جونزاليس في مرمى زميله المخضرم تيم هاوارد ،عندما حاول عمر جونزاليس تشتيت إحدى الكرات. وجاء الهدف الثاني بقذيفة هائلة أطلقها ألفين جونز من نحو 40 مترا ليحسم المنتخب الترينيدادي المباراة بشكل كبير في شوطها الأول. وقال جونزاليس ، عن الهدف الذي سجله عن طريق الخطأ في مرمى فريقه ، : "سيطاردني للأبد". واعتذر اللاعب لجماهير المنتخب الأمريكي قائلا : "خذلنا أمة بأكملها اليوم". وكان الشيء الوحيد المضيئ للمنتخب الأمريكي في هذه المباراة، هو الهدف الذي سجله كريستيان بوليسيتش /19 عاما/ في الدقيقة 47 . ورفع بوليسيتش، نجم بوروسيا دورتموند الألماني، رصيده إلى تسعة أهداف في 20 مباراة دولية خاضها مع المنتخب الأمريكي، منذ أن بدأ مشاركاته مع الفريق في 2016 . ولكن بوليسيتش لن يكون النجم الوحيد الشاب، الذي ينتظر التألق عندما يعود المنتخب الأمريكي للمونديال من خلال النسخة التالية في 2022 بقطر. وصرح بروس آرينا، المدير الفني للمنتخب الأمريكي، في برنامج "60 دقيقة التلفزيوني الشهر الماضي، بأن بوليسيتش لديه القدرة على أن يكون "ربما أول نجم عالمي كبير في تاريخ الكرة الأمريكية". ولكن اللاعب سيكون في الرابعة والعشرين على الأقل من عمره،عندما يشارك للمرة الأولى في المونديال وذلك في حال تأهل المنتخب الأمريكي لنسخة 2022 . ولا يبدو من المرجح استمرار أرينا /66 عاما/ في منصب المدير الفني للفريق حتى ذلك الوقت. وتولى أرينا تدريب الفريق في الفترة من 1998 إلى 2006 ثم عاد لتدريب الفريق في تشرين ثان/نوفمبر 2016 ،خلفا للمدرب الألماني يورجن كلينسمان الذي أقيل من منصبه بعد خسارة الفريق في أول مباراتين من الدور النهائي بتصفيات الكونكاكاف. وصرح أرينا إلى الصحفيين ، بعد الهزيمة أمام المنتخب الترينيدادي في الجولة الأخيرة من التصفيات مساء الثلاثاء (صباح اليوم الأربعاء بتوقيت جرينتش) ، قائلا : "لم نتأهل لكأس العالم. كانت مهمتي هي التأهل" في إشارة لانتهاء مهمته مع الفريق بهذا الإخفاق. وذهب جوزي ألتيدور، مهاجم المنتخب الأمريكي، لأبعد من الهزيمة أمام المنتخب الترينيدادي وقال : "منذ بداية هذه المرحلة ، لم يكن الأمر جيدا بدرجة كافية". ويرجح أن يجد سونيل جولاتي ،رئيس الاتحاد الأمريكي للعبة ، والذي عين وأقال كلينسمان ثم تعاقد مع أرينا ، نفسه تحت الضغوط في ظل غياب الفريق عن المونديال للمرة الأولى منذ 1986 وبعد سبع مشاركات متتالية. وصرح جولاتي لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، قائلا : "إنها خيبة أمل هائلة... الليلة سنحاول اجتياز الصدمة نسبيا. والاستعداد لمونديال 2022 سيبدأ غدا". واعترف أرينا بتحمله مسؤولية الخسارة، ولكنه دافع عن الاستراتيجية طويلة المدى للاتحاد الأمريكي، والتي تركز على برامج الشباب وتطوير الدوري الأمريكي للمحترفين. وتأسس الدوري الأمريكي للمحترفين بالتزامن مع استضافة الولاياتالمتحدة لبطولة كأس العالم 1994 . وقال أرينا : "ما من شيء خاطئ فيما نفعله. مع استمرار التطور في بطولة الدوري ، سيستفيد المنتخب الوطني بالتأكيد". وسبق لأرينا أن تولى تدريب ثلاثة فرق في الدوري الأمريكي للمحترفين بخلاف تدريبه للمنتخب الأمريكي. ولكن النقاد الرياضيين يرون أن المنتخب الأمريكي سيتطور بشكل أفضل، وأن اللاعبين الشبان سيكون لهم مستقبل أكبر، إذا احترفوا، مثل بوليسيتش، في الأندية الأوروبية بدلا من البقاء في الدوري المحلي. وينتظر أن يشهد المنتخب الأمريكي في مونديال 2022 ، في حال تأهل الفريق للمونديال القطري ، العديد من الوجوه الجديدة. ويمتلك الفريق الإمكانيات على تقديم جيل جيد، من خلال الاستعانة بعدد من نجوم منتخب الناشئين، الذي يتألق حاليا في بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) المقامة حاليا في الهند. وفي المقابل ، تبدو الفرصة صعبة للغاية أمام بعض النجوم المخضرمين حاليا للتواجد مع الفريق حتى النسخة التالية من المونديال، والتي تستضيفها قطر بعد خمس سنوات. ويأتي في مقدمة هؤلاء النجوم حارس المرمى تيم هاوارد /38 عاما/، الذي أصبح بطلا للمنتخب الأمريكي في مونديال 2014 بالبرازيل، عندما تصدى لخمس تسديدات (وهذا رقم قياسي) خلال الوقت الإضافي في المباراة التي خسرها أمام نظيره البلجيكي في الأدوار الفاصلة. ويبلغ عمر هاوارد ضعف عمر بوليسيتش بالضبط، لكنه يرفض الحديث بشأن مستقبله مع المنتخب الأمريكي. وقال هاوارد ، لدى سؤاله بهذا الشأن عقب مباراة المنتخب الترينيدادي ، : "من يدري ؟!". وأضاف : في كل مرة تتعرض فيها لصدمة ، تحتاج للنظر إلى الأمور وإعادة تقييمها وتحسين الوضع".