قالت مصادر سودانية ومصرية تشارك فى اجتماعات اللجنة الفنية لسد النهضة مع المكاتب الاستشارية فى مدينة عطبرة السودانية إن هناك عدة محاولات لاحتواء الخلافات الفنية وحلها لمساعدة الشركات الاستشارية على إنهاء الدراسات دون تأخير. وتابعت المصادر: «المحاولات تأخذ فى الاعتبار جميع الملاحظات التى تبديها كل دولة فى نفس الوقت، لحين التوصل إلى صيغة مشتركة يمكن على أساسها التأكد من دقة الفرضيات والمنهجية التى تقوم عليها الدراسات الفنية حتى لا تكون النتائج مجحفة لأى من الدول الثلاث». وتستمر الاجتماعات فى دورتها الخامسة عشر حتى نهاية الاسبوع، وهى المرة الأولى التى تنعقد فيها خارج عواصم مصر والسودان وإثيوبيا حيث انعقدت فى مدينة عطبرة السودانية لاحتواء البرنامج على زيارة الخبراء بالشركات الاستشارية للسدود السودانية على نهر عطبرة. كانت الجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبى، توقفت عن الاجتماع لمدة 3 أشهر إثر الخلافات بين وفود مصر والسودان وإثيوبيا على ما ورد فى التقرير الاستهلالى للمكتبين الاستشاريين الفرنسيين المعنى بتنفيذ دراسات التأثير الاجتماعى والاقتصادى والهيدروليكى للسد. وأوضح مصدر مصرى يشارك فى الاجتماعات أن هناك حرصا من القاهرة على انهاء الخلافات الفنية والتوصل إلى صيغة تفاهم فنية مع الشركات الاستشارية، مؤكدا أنه لا بديل عن المسار الفنى لحسم مسألة التخزين والتشغيل فى سد النهضة وفق ما ورد فى اتفاق المبادئ الموقع فى 2015. وأضاف: «رغم صعوبة التوصل إلى صيغة تضمن حقوق مصر إلا أنه لا يمكن الاعتماد على المسار السياسى فقط لتمسك إثيوبيا ببنود اتفاق المبادئ الذى حسم مسألة التخزين والتشغيل وفق نتائج الدراسات التى ستقوم بها المكاتب الاستشارية». وتركز الاجتماعات على محاولة إيجاد بدائل فنية لحل البنود الخلافية على منهجية الدراسات التى تقوم بها المكاتب الاستشارية الفرنسية والتى بدأت فى مايو الماضى حول التقرير الاستهلالى، حيث اعترضت مصر على بعض التفاصيل الفنية للمنهجية التى يستخدمها الاستشارى فى تنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بتقييم التأثيرات الهيدرولوجية والهيدروليكية والبيئية والاقتصادية للسد. ويبدأ خبراء الشركات الاستشارية سلسلة من الزيارات الميدانية لمنشآت السدود والخزانات بمصر والسودان وإثيوبيا، وتتضمن السد العالى وخزان أسوان، وسدود مروى وجبل الأولياء والروصيرص، وسنار فى السودان، وهى الزيارات التى بدأت من نهر عطبرة. كانت اللجنة الثلاثية لسد النهضة التى تم تشكيلها وفق اتفاق المبادئ الموقع بين رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا اختارت المكتبيين الاستشاريين «بى أر ال وارتيليا» لتنفيذ دراسات التأثير الهيدروليكى والاجتماعى والاقتصادى لسد النهضة على الأمن المائى المصرى والسودانى، فى سبتمبر 2016 على أن يكون تنفيذ الدراسات خلال 11 شهر من تاريخ التوقيع إلا أن المهلة الزمنية انتهت فى نهاية أغسطس الماضى دون تقديم أى من النتائج بسبب خلافات فنية على طريقة ومنهجية إجراء الدراسات لم يستطع المسار الفنى بين خبراء الدول الثلاثة تجاوزها حتى الآن. وتستهدف الدراسات وضع أسس استرشادية لقواعد الملء والتخزين بما لا يؤثر على معدلات تدفق المياه فى مجرى النيل الأزرق، فضلا عن عدم إلحاق الضرر بالسدود المقامة على مجرى النهر، أو نظم تشغيلها، من خلال الاتفاق على النماذج الرياضية التى سيتم استخدامها فى دراسة حركة سريان المياه لدولتى المصب خلال مواسم الجفاف والأمطار لضمان دقة النتائج. وتشمل الدراسات وضع قواعد الملء للخزان وفقا للمرحلة التى يمر بها الفيضان فى الهضبة الإثيوبية وقواعد التفريغ للخزان، بالإضافة إلى دراسة تقييم الأثر البيئى والاجتماعى والاقتصادى بما يسهم فى وضع خريطة مائية للسدود المقامة على النيل الشرقى.