- الرئيس الأمريكى يلغى برنامج «داكا».. ويمنح الكونجرس 6 أشهر لتحديد مصير 800 ألف شخص - أوباما يندد.. والمدن الكبرى تتمرد.. وعمدة شيكاغو: المدينة ستصبح «منطقة خالية من ترامب» اندلعت مظاهرات، اليوم، فى عدة مدن أمريكية، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإلغاء برنامج طرحته الإدارة السابقة بقيادة باراك أوباما، يمنع ترحيل مهاجرين دخلوا البلاد بشكل غير قانونى عندما كانوا أطفالا، لكنه أرجأ تنفيذه حتى مارس المقبل، ومنح الكونجرس ستة أشهر لتحديد مصير نحو 800 ألف شخص سيتأثرون بالقرار. وندد رجال أعمال ورجال دين ورؤساء بلديات وحكام ولايات ونواب ديمقراطيون ونقابات ومدافعون عن الحقوق المدنية، وأيضا الرئيس السابق باراك أوباما، بالإجراء الذى أثار الغموض حول مصير «الحالمين» كما يطلق عليهم، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. وقال وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز، الذى أعلن القرار نيابة عن ترامب، أمس، إن برنامج «الإجراء المؤجل للقادمين فى مرحلة الطفولة» المعروف اختصارا ببرنامج (داكا) هو تجاوز غير دستورى من قبل أوباما، مضيفا: «سيتم وقفه بشكل منظم وقانونى». وتابع: «لا يمكننا قبول جميع أولئك الذين يرغبون فى المجىء إلى هنا، هذا هو الأمر بكل بساطة»، منددا بالقرار الذى اتخذه أوباما «من طرف واحد» عام 2012. وتراجع ترامب فى وقت لاحق، وقال إنه سيعيد النظر فى البرنامج إذا فشل الكونجرس فى «إضفاء الشرعية» عليه. وقال الرئيس الأمريكى فى تغريدة نشرها عبر تويتر: «الكونجرس لديه الآن ستة أشهر لتقنين داكا، وهو شىء لم تستطع إدارة أوباما فعله.. وإذا لم يستطع سأعيد النظر فى القضية»، بحسب وكالة الصحافة الألمانية. وأصدر ترامب بيانا مكتوبا قال فيه: «لا أؤيد معاقبة الأطفال وأغلبهم الآن بالغون بسبب تصرفات آبائهم، لكن ينبغى أن نقر بأننا بلد الفرص لأننا بلد القوانين». وندد ترامب ببرنامج أوباما، ووصفه بأنه «نهج العفو أولا» مع المهاجرين غير القانونيين، وشدد على شعاره القومى «أمريكا أولا»، وقال إنه على الرغم من المخاوف التى أبداها منتقدوه بشأن مصير «الحالمين» فإنه «ينبغى أن نتذكر أن الشباب الأمريكى له أحلام أيضا». وأوضحت وزارة العدل أنه لن يتم النظر فى أى طلبات جديدة، ولن يتأثر مصير الذين استفادوا من هذا الوضع حتى 5 مارس 2018، أى فترة ستة أشهر تمنحها الإدارة للكونجرس ليقرر التشريع فى هذه المسألة. وكان أوباما وصف، اليوم، تصرف ترامب بأنه قرار سياسى، ودافع عن قانونية برنامج داكا وحث الكونجرس على حماية «الحالمين». وقال أوباما، فى بيان: «هذا عن شباب ترعرع فى أمريكا.. أطفال درسوا فى مدارسنا وشبان بالغون يشرعون فى حياتهم العملية، ووطنيون تعهدوا بالولاء لعلمنا. هؤلاء الحالمون أمريكيون بقلوبهم وعقولهم وبكل شكل باستثناء أمر واحد (على الورق)». ولم يقدم ترامب ولا سيشنز تفاصيل عن طبيعة التشريع الذى يرغبان فى إقراره. وفى السياق نفسه، خرجت مظاهرات رافضة للقرار، فى عدد من المدن الكبرى، لاسيما نيويوركوواشنطن وشيكاغو ولوس أنجلس، كما رفض عمدتا مدينتى نيويورك وشيكاغو الأمريكيتين القرار، معبرين عن عزمهما على حماية جميع أهالى مدينتيهما. وأكد عمدة شيكاغو رام إيمانوئيل، أن قرار الرئيس لن يمس سكان المدينة، قائلا: «يسرنا أن نرحب بكم فى شيكاغو. هذا بيتكم. اذهبوا إلى المدارس وتابعوا أحلامكم، ولا داعى لأن تقلقوا على أى شىء». وأضاف أن المدينة ستصبح «منطقة خالية من ترامب»، وأن السلطات المحلية سوف تتخذ كل الإجراءات الشرعية لحماية «أطفالنا مجتمعات المهاجرين». وتضامن عمدة نيويورك بيل دى بلازيو، مع هذا الموقف، مؤكدا عزمه على الدفاع عن حقوق المهاجرين، الذين وصلوا الأراضى الأمريكية وهم صغار. وقال: «لدى رسالة إلى الرئيس: لا تقرب شباب نيويورك... سنخوض معركة دفاع عن حالمى نيويورك»، بحسب موقع (روسيا اليوم) الإخبارى. وكانت شرطة نيويورك قد اعتقلت فى وقت سابق 34 شخصا من المشاركين فى مظاهرة ضد قرار إلغاء برنامج، فيما شهدت العاصمة واشنطن اليوم مظاهرة احتجاج مماثلة عند بوابات البيت الأبيض. خارجيا، دانت المكسيك القرار، على لسان رئيسها بينيا نيتو، الذى قال على موقع (تويتر) إن «المكسيك تأسف بشدة لإلغاء» برنامج «داكا». وأضاف أن «الحكومة المكسيكية تحث السلطات الأمريكية على إيجاد حل دائم وسريع يعطى وضعا قانونيا واضحا للشباب المدرجين على البرنامج. ويستفيد نحو 625 ألف مكسيكى من الوضع الحمائى لهذا البرنامج، وفق وزارة الخارجية المكسيكية. وقال الرئيس المكسيكى إنهم سيستقبلون «بالترحيب» فى المكسيك، إذا ما تم ترحيلهم إلى البلد الذى ولدوا فيه.