تناقلت صحف ووسائل إعلام العالم هذا الأسبوع نبأ وفاة أحد رموز الطب الوقائى ذائعى الصيب فى اليابان والعالم. توفى طبيب الأمراض الباطنية الذى تخصص فى شئون الطب الوقائى عن مائة وخمسة أعوام فى طوكيو بعد أن ظل يعمل طوال حياته بلا انقطاع حتى أيامه القريبة الأخيرة فى تفقد المرضى وعلاجهم. شيجاكى هينوهارا ولد عام 1911 وأنهى دراسة الطب ليتخصص فى علوم الأمراض الباطنية بالتحديد فى فرع الطب المعروف بالطب الوقائى فظل لسنوات متصلة طويلة مديرا لمستشفى سانت لوكس اليابانية حتى إنه قد ارتقى بأدائها لمستويات عالمية جعلت منها مقصدا للمشاهير للعلاج. عالج هنيوهارا الآلاف من ضحايا قصف هيروشيما عام 1945 الأمر الذى أضاف للمستشفى قيمة إنسانية عالية وأضاف إلى مصداقية العلم فيها بعدا فى مجالات الخدمة العامة. أهم ما يذكر للطبيب اليابانى الأشهر أنه كان وراء تنفيذ العديد من برامج الطب الوقائى التى تخصص فى تصميمها وتنفيذها على المستوى القومى فى اليابان. برامج تختص بتغيير نمط الحياة ودمج الرياضة فى تفاصيل الحياة اليومية للإنسان اليابانى وكان وراء فكرة الاستغناء عن الاستخدام اليومى للعربات واستخدام الدراجات فى الذهاب صباحا إلى المعمل والعودة. أو استبدال ركوب المواصلات العامة فى المسافات القصيرة بالمشى السريع. كان له الفضل أيضا فى تصميم برامج صحية متعددة هدفها الأول تأخير متاعب الشيخوخة وطول العمر وعلاج أمراضها بوسائل طبيعية وبرامج للتنفس والرياضة والغذاء المتوازن والرياضة الذهنية فى صور متعددة كثيرة، كما اشتهر نظامه الصحى الأهم الذى يعتمد على إجراء فحوص دورية للإنسان بصورة منتظمة مرتبطة بعضها بالبعض فى إطار نظام طبى وقائى، يعترف الجميع بأن ذلك النظام كان سببا فى إطالة أعمار اليابانيين تلك الظاهرة التى يتحدث عنها العالم بأسره. كان له اسم ذهبي وحضور قوي جعل بول مكارثى أحد أعضاء فريق البيتلز حينما مرض فى رحلتهم لليابان أن يرفض الانتقال إلى إنجلترا للعلاج وفضل أن يعالج تحت إشرافه. إلى قبل أيام قليلة من وفاته كان يعود مرضاه فى المستشفى ويصف لهم العلاجات. بلا شك هو ظاهرة فى الطب الحديث.