أمين الجامعة العربية ينفى تصريحات منسوبة إليه تتضمن انتقادات لدول المقاطعة.. ووسائل إعلام خليجية ترجح مزيدا من العقوبات على الدوحة أكد الأمين العام لجامعة العربية أحمد أبوالغيط أن الدول الخليجية تفهمت موقف الجامعة من أزمة قطر، واصفا تلك الأزمة بأنها «أزمة حساسة»، نافيا ما نسب إليه من تصريحات تنتقد تحركات دول المقاطعة الأربع تجاه قطر. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك عقده مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على هامش زيارته لموسكو. وقال أبوالغيط إن «الدول الخليجية تفهمت موقف الجامعة العربية من أزمة قطر»، مضيفا أن «أزمة قطر حساسة»، موضحا أن «الجامعة العربية تبنت منذ اليوم الأول التحرك الكويتى كوسيلة لتحقيق انفراجة فى الموقف». وشدد أبوالغيط على أن «الجامعة العربية أكدت استعدادها للتحرك فى الأزمة إذا طلبت الأطراف المختلفة ذلك، باعتبار أن كل الدول أعضاء فى الجامعة». ونفى الأمين العام للجامعة العربية ما نسب إليه من تصريحات تضمنت توجيه انتقاد لأداء السعودية ومصر والإمارات والبحرين فى الأزمة مع الدوحة، جاء ذلك بالتزامن مع إصدار الجامعة بيانا رسميا أكدت فيه عدم صحة التصريحات المنسوبة لأبوالغيط، مطالبة وسائل الإعلام بتحرى الدقة فى إطار التعامل مع مثل هذه الموضوعات، أخذا فى الاعتبار حساسية الأزمة. وكانت وسائل إعلام قد تداولت نقلا عن إحدى وكالات الانباء، تصريحات منسوبة لأمين عام الجامعة العربية خلال مؤتمر صحفى مع وزير الخارجية الإيطالى انجلينو ألفانو، أمس، حيث زعمت قوله إن «أسلوب تعامل الدول العربية الأربع التى قدمت قائمة من المطالب إلى دولة قطر مع الأزمة كان خاطئا». من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أن بلاده «تدعم أى جهود لتطبيع العلاقات بين الدول فى الخليج العربى»، مشددا على ضرورة تسوية الأزمة عبر الحوار وبروح الاحترام. وأشار لافروف إلى أن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، بحث الوضع مع قادة ورؤساء الدول الأطراف الرئيسية فى الأزمة، مشددا على أن موسكو تتابع الاتصالات اليومية حول تطورات الموقف فى الخليج. فى غضون ذلك، أعلنت الدول الأربع المقاطعة، فى ساعة مبكرة من صباح اليوم، تلقى الرد القطرى على المطالب، دون ذكر شىء عن تفاصيل هذا الرد. وجاء ذلك فى بيان مشترك أصدرته السعودية والإمارات والبحرين ومصر ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس». وتسلم وزير الخارجية السعودى عادل الجبير من وزير الدولة الكويتى الشيخ محمد العبدالله الصباح الرد القطرى الرسمى، أمس، بالتزامن مع اجتماع شهدته القاهرة بين رؤساء أجهزة المخابرات فى الدول المقاطعة الأربع. وجاء اجتماع رؤساء أجهزة المخابرات قبل ساعات من اجتماع عُقد اليوم، ضم وزراء خارجية الدول الأربع لمتابعة تطورات الموقف من الأزمة القطرية وبحث الخطوات المقبلة على ضوء الرد القطرى. من ناحية أخرى، رجحت وسائل إعلام خليجية، اليوم، مواجهة قطر المزيد من العزلة واحتمال طردها من مجلس التعاون الخليجى، إذا ما جاء ردها على قائمة مطالب السعودية ومصر والإمارات والبحرين لإنهاء الأزمة معها «بشكل غير مرض». وقالت صحيفة «الاتحاد» الإماراتية فى افتتاحيتها إن «قطر تسير وحيدة فى أحلامها ومع أوهامها بعيدا عن أشقائها الخليجيين والعرب بعد أن باعت كل شقيق وأخ وصديق، واشترت الغادر والبعيد بأبهظ الأثمان»، مضيفة أن «المواطن الخليجى قد يضطر إلى أن يتهيأ نفسيا لأن يكون خليجه بلا قطر». بدورها، ذكرت صحيفة «مكة» السعودية، أن الدول الخليجية المقاطعة لقطر قد تسعى لتعليق عضوية قطر فى مجلس التعاون الخليجى، وذلك من خلال الدعوة لعقد قمة استثنائية لقادة دول المجلس، مشيرة إلى أن انعقادها يكون صحيحا إذا حضرها رؤساء ثلثى الدول الأعضاء (4 من أصل 6). وطبقا للنظام الداخلى لمجلس التعاون الخليجى، فيكفى أن تطلب دولة واحدة عقد قمة استثنائية بتأييد دولة أخرى، وفى هذه الحالة ينعقد المجلس الأعلى خلال 5 أيام على الأكثر من توجيه الدعوة للدورة الاستثنائية. ووفقا للصحيفة، يتوجب أن تكون القمة برئاسة إما الكويت أو سلطنة عمان، لكونهما دولتين خارج الخلاف الحالى. ولكون الحالة القطرية تعد من المسائل الموضوعية، فيكفى الإجماع لصدور أى قرار من المجلس الأعلى للقمة، خلافا للمسائل الإجرائية والتى تستوجب قراراتها أن تصدر بالأغلبية، ويحق لأى من الأعضاء الامتناع عن التصويت.