• «الجماعة 2» أثبت نظرية «التاريخ يعيد نفسه» بعد ما لحق بالإخوان قبيل ثورة 30 يونيو.. والقاسم المشترك هو الضلع فى العنف • الانتقادات الموجهة لوحيد حامد ومسلسل «الجماعة 2» أكبر دليل على نجاحه.. والتزمنا بالأحداث والوقائع التاريخية • وحيد حامد لعب دورا كبيرا فى تطوير الشخصية.. وتحول مسارها الدرامى فى الجزء الثانى بعد وفاة «البنا» • «عبدالرحمن السندى» أعاد بريقا وسعادة بداخلى ودخلت فى تحدٍ مع نفسى لتجسيد قائد تنظيم الجماعة تألق فى العديد من الأعمال الدرامية عبر الشاشة الصغيرة والسينما بفضل ملامحه الهادئة وتلقائيته الشديدة التى شكلت جواز مروره لعالم الأضواء فكانت بدايته الحقيقية ومعرفة الجمهور به بعد مشاركته فى فيلم المدينة للمخرج الكبير يسرى نصر الله ومن بعدها سار على أولى خطوات النجاح فى مشواره الفنى بعد أن برزت موهبته الحقيقية مع الفنان الكبير يحيى الفخرانى من خلال مسلسل عباس الأبيض فى اليوم الأسود لتتوالى اعماله على غرار «أحلامك أوامر» و«يتربى فى عزو» الذى حقق نجاحا صاخبا. إنه الفنان أحمد عزمى الذى استطاع من خلال موهبته وامكانياته الفنية المشاركة فى بعض الأعمال السينمائية مثل عزبة آدم والوعد وقبلات مسروقة والتى لاقت استحسان المشاهدين والنقاد ليختفى بعد ذلك عن الوسط الفنى لفترة زمنية ليست بالقليلة ويعود بقوة عبر دور عبدالرحمن السندى القيادى الاخوانى فى مسلسل الجماعة من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد والذى قال عنه فى حوار خاص ل«الشروق» إنه اعاد اليه البريق الداخلى كممثل وشعر بسعادة غامرة من خلال تجسيد شخصية من العيار الثقيل بحسب وصفه.. وإلى نص الحوار: • فى البداية كيف كانت ردود افعال الجمهور حول الجزء الثانى من مسلسل الجماعة وتحديدا دور عبدالرحمن السندى؟ المسلسل يحقق نجاحا كبيرا ونسبة المشاهدة ترتفع يوما بعد يوم وفقا لتطور الأحداث الدرامية على مدار الحلقات أما بالنسبة لدور عبدالرحمن السندى قائد التنظيم الخاص فى جماعة الاخوان والذى وفقنى الله فى تجسيد دوره فقد شعرت بسعادة غامرة بعد أن استقبلت ردود أفعال المصريين فى الشارع والذين عبروا عن امتنانهم وسعادتهم البالغة بتقمص تلك الشخصية فيما يتعلق بالأداء وهى ثقة كبيرة ومسئولية ملقاة على عاتقى فيما يتعلق بانتقاء اعمالى المقبلة. • كيف أسند إليك تجسيد تلك الشخصية وما هو دور المخرج والمؤلف؟ وقوع الاختيار على الممثلين المنوط بهم تجسيد شخصيات لعبت دورا مؤثرا فى أحداث سياسية وتاريخية مرت بها مصر ليس بالأمر السهل خاصة فيما يتعلق بالمواصفات الشكلية وقد عاد الأمر منذ البداية وحتى النهاية للكاتب الكبير وحيد حامد وكذلك المخرج شريف البندارى بعد ان عكفوا بدقة على انتقاء جميع أبطال مسلسل الجماعة 2 سواء عبدالناصر ومحمد نجيب ومجلس قيادة الثورة ومرورا بمرشد الجماعة وجميع القيادات الاخوانية البارزة فى تلك الحقبة والتى كان من بينها عبدالرحمن السندى قائد التنظيم الخاص المسلح لجماعة الاخوان. • كيف ترى التحول الدرامى فى مسار شخصية عبدالرحمن السندى فى الجزء الأول والثانى من الجماعة؟ شخصية عبدالرحمن السندى مرت بمراحل مختلفة ففى الجزء الأول كانت مقيدة إلى حد كبير نظرا لوجوده تحت كنف حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان والذى أوكل اليه إنشاء التنظيم الخاص وإعداد شباب الاخوان للقتال وكان ولاؤه بالدرجة الأولى للمرشد وبعد فترة قام باعمال منفردة منها اغتيال الخازندار دون تفويض من البنا والتى شكلت أول فرقة بينهما ثم خرجت بعد القيادات عن السيطرة ودخل عبدالرحمن السجن وتوالت الأحداث التى كان من بينها مقتل المرشد المؤسس. أما الجزء الثانى وبعد تولى الهضيبى مصير الجماعة تحررت الشخصية من القيود وهيأت لى الأجواء إبراز الجانب القوى فى مكنون شخصية السندى وسطوع الجانب العدوانى منه بعد انشقاقه عن المرشد والذى جسد شخصيته الفنان الكبير عبدالعزيز مخيون ورغبة جمال عبدالناصر فى استقطابه فى تلك الفترة لإحساسه باهمية السندى داخل التنظيم لمعرفة أبرز أسماء الضباط الذى نجح الاخوان فى تجنيدهم سواء بالجيش أو الشرطة فى تلك الحقبة ومن هنا جاءت أهمية الدور ووجدت المساحة الكافية والمناخ للتعبير عن الجانب الخفى من حياة قائد التنظيم الخاص. • هل ترى أوجه للتشابه فى الاحداث التاريخية التى وقعت للاخوان فى سياق العمل الدرامى فيما يخص فترة خمسينيات القرن الماضى وما حدث لهم فى أعقاب ثورة 30 يونيو؟ فى واقع الأمر أنا مندهش من تطابق الأحداث التاريخية فيما يتعلق بالشكل والتنفيذ والتأثير على المجتمع المصرى فيما يخص علاقة الاخوان بالسلطة فى فترة حكم مجلس قيادة الثورة وما وقع لهم بعد ضلوعهم فى الأحداث الارهابية أو ما حدث لهم مؤخرا عقب ثورة 30 يونيو وهو من الأمور التى أسعدتنى أثناء قراءة السيناريو وكأن التاريخ يعيد نفسه فى سياق العمل الدرامى ومن هنا تأتى عبقرية الكاتب الكبير وحيد حامد والذى نجح فى تسليط الضوء على أداء الاخوان فيما يتعلق بخلط السياسة بالدين. • ما هى المفاتيح التى ساعدت على تطوير شخصية السندى فى الجزء الثانى من مسلسل الجماعة؟ بحكم شخصيتى وتركيبتى كممثل توجهت بسؤال للكاتب وحيد حامد عن اهم المراجع التى ساعدت على خروج الدور فى أبهى صوره ومنها الاطلاع على مذكرات محمود الصباغ القيادى البارز فى التنظيم الخاص وكنت حريصا على إجراء مناقشات مطولة بعد قراءة العمل مع المخرج شريف البندارى والاستاذ محمد ياسين وكذلك وحيد حامد الذى مكننى من اللعب على المفاتيح الخاصة لشخصية عبدالرجمن السندى من واقع قراءاته التاريخية واطلاعه على الأحداث. • العمل كان يضم كوكبة من الممثلين فهل أثر هذا الأمر بالسلب على طغيان شخصيات بعينها على حساب الأخرى؟ نحن نتحدث عن عمل ذى صبغة تاريخية انتفت به ما يسمى فكرة البطولة المطلقة فالجماعة 2 عبارة عن بطولة جماعية للعديد من الشخصيات التى شكلت ملامح وتاريخ مصر فى تلك الحقبة الزمنية فيما يتعلق بالصراع المحتدم بين الزعيم جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة من جهة والاخوان من جهة أخرى وقد برز هذا الأمر فى كتابة العمل وتنفيذه من قبل الممثلين. بينما تواجد خيال المؤلف فيما يتعلق بكيفية صياغة الأحداث على لسان الشخصيات دون الإخلال بالوقائع التاريخية وعلى سبيل المثال الموقف الذى شهد عدم سلام القيادى الاخوانى عبدالقادر عودة على جمال عبدالناصر عبر المنصة بعد عودة اللواء محمد نجيب إلى منصبه مرة أخرى عقب تقديم استقالته وهى أمور كان من المستحيل تجاهلها لتحقيق المصداقية لدى المشاهد. • كيف ترى حملات الاتنقادات الموجهة للكاتب وحيد حامد واتهامه بتشويه الاخوان فى تلك الحقبة؟ لم أر أى تشويه أو تضليل للأحداث التاريخية التى وقعت فى تلك الفترة الزمنية فيما يخص علاقة الاخوان بعبدالناصر وأعتقد أن حملة الانتقادات فى وسائل الإعلام وغيرها هو أكبر دليل على نجاح الجماعة 2 وأنه قد حظى بنسبة مشاهدة كبيرة من النقاد والجمهور فضلا عن الأمانة الأدبية التى يتمتع بها وحيد حامد فى إعادة صياغة الأحداث فى إطارها الدرامى وأرى ان من ينتمى للناصريين أو الاخوان أو حتى الليبراليين كان يتمنى أن يظهر فصيله بشكل أفضل فى هذا العمل ولكننا ملتزمون بسير الأحداث التاريخية. • هل أساء العمل لشخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فيما يتعلق بعقد مواءمات سياسية مع الاخوان قبل توليه السلطة؟ لا أعتقد أنه تم التقليل نهائيا من شأن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أو قيمته كزعيم عربى كبير التف حوله الملايين أما فيما يتعلق بالخلافات بين عبدالناصر والاخوان فنحن نتحدث من خلال العمل عن فكرة الخلط بين الاتجاه الدينى الخاص بالاسلام والاتجاه السياسى، فضلا عن التركيز على علاقات متشابهة ومعقدة منها فكرة انضمام عبدالناصر للاخوان باعتبار أن الجماعة شكلت قطاعا عريضا له تأثير قوى على المجتمع المصرى ولذلك كان عبدالناصر حريصا على معرفة اتجاهاتهم قبل الثورة ثم احتدام الصراع بينهما بعد تورطهم فى الأعمال الارهابية ومحاولة اغتياله فى واقعة المنشية فيما بعد وكذلك ما حدث مع سيد قطب عندما كان مؤيدا للثورة لأغراض خاصة به ثم انقلابه عليها وانضمامه لجماعة الاخوان. • كيف ترى أداء الفنان الأردنى ياسر المصرى فى تجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟ الفنان ياسرالمصرى قدم شخصية الزعيم جمال عبدالناصر بعبقرية مذهلة وأنا لا أريد عقد أوجه للمقارنة مع دور الفنان الكبير أحمد زكى فى ناصر 56 ولا أريد جر ياسر إلى هذا الأمر خاصة مع بداية مشواره الفنى لأن أحمد زكى قدم عبدالناصر فى مرحلة عمرية مختلفة بعد اكتمال نضج الزعيم الراحل وانغماسه فى أركان السلطة ومتاعب السياسة اما ياسر فقد قدم شخصية الزعيم الراحل فى مرحلة الشباب مابين سن ال 25 حتى توليه رئاسة مجلس قيادة الثورة على مشارف ال27 عاما. وأرى أن أداء ياسر المصرى وتجسيده لشخصية عبدالناصر بهذا الصوت والشكل والتكنيك كان له مردود ايجابى على الشارع المصرى وقد فاجأنى بتغيير ملامح شخصية الزعيم قبل وبعد ترأسه السلطة وهذا ساعدنى كثيرا فى المشاهد الثلاثة التى جمعتنى به. • ماذا اضافت لك شخصية عبدالرحمن السندى؟ هذا الدور أعطانى بريقا داخليا وأعاد السعادة والنشوة بداخلى بعد قدرتى على تجسيد شخصية من العيار الثقيل مليئة بالمفارقات وتركيبة انسانية صعبة فهو رجل يمارس القتل وكانت بعيدة عن طبيعتى كأحمد عزمى، واتمنى فى النهاية أن ينال العمل نصيبا كبيرا من النجاح حتى آخر حلقة. • هل ترى أن فترة الابتعاد عن الفن أثرت عليك بالسلب؟ أفضل الحديث عن هذه الأمور فى وقت آخر ولكن ليس فى هذا التوقيت.