ترامب: لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم    الدولار ب49.64 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 3-6-2025    مديرية الطب البيطري بالوادي الجديد تطرح لحومًا بلدية ب280 جنيها للكيلو    صرف 11 مليون جنيه منحة ل 7359 عامل في الوادي الجديد    زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب الحدود التركية.. والمصريون يشعرون به للمرة الثالثة في شهر    زلزال بقوة 6.6 على مقياس ريختر يضرب جزيرة رودس اليونانية    الحوثيون يقصفون دولة الاحتلال.. مستوطنون في الملاجئ وتعليق الطيران    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب منطقة الحدود بين جزر دوديكانيز وتركيا    لقطات من حفل زفاف سيد نيمار لاعب الزمالك    مروان عطية: لم نعرف بقرار الإدارة قبل مباراة الزمالك بساعة ونصف.. وألعب مصابا    قرارات عاجلة من وزير التعليم قبل بدء العام الدراسي الجديد 2026 (تفاصيل)    تعليم الوادي الجديد: 1400 طالب مستفيد يوميًا من المراجعات بالمساجد    تامر حسني يرد على إمكانية عمل ديو مع عمرو دياب (فيديو)    دعاء الزلزال.. «الإفتاء» تنصح المواطنين بترديد هذه الأدعية في أوقات الكرب    زلزال قوي يضرب القاهرة الكبرى وبعض المحافظات    طقس معتدل والعظمى في القاهرة 31.. حالة الطقس اليوم    الكشف عن حكام نهائي كأس مصر بين الزمالك وبيراميدز    الجارديان: استهداف المدارس المستخدمة كملاجئ في غزة "جزء من استراتيجية قصف متعمدة"    ترامب: لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم في إيران    بيل جيتس يُعلن استثمار 200 مليار دولار في الصحة والتعليم بأفريقيا خلال 20 عامًا    وسط تحذيرات صهيونية من دخولها . اعتقالات تطال مهجّري شمال سيناء المقيمين بالإسماعيلية بعد توقيف 4 من العريش    أحفاد نوال الدجوي يبدأون مفاوضات الصلح وتسوية خلافات الميراث والدعاوى القضائية    مواعيد مباريات مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية 2025    مروان عطية: جوميز طلب انضمامي للفتح السعودي.. وهذا قراري    محامي نوال الدجوي يكشف وصية سرية من نجلتها الراحلة منى    أهم الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من ذي الحجة    «أنا مش مغيب!».. تعليق مثير من هاني سعيد على احتفالات بيراميدز بعد مواجهة سيراميكا    مجلس الاتحاد السكندري يرفض استقالة مصيلحي    ارتفاع كبير ب840 للجنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء بالصاغة (محليًا وعالميًا)    لاند روفر ديفندر 2026 تحصل على أضواء مُحسّنة وشاشة أكبر    مصدر أمني يكشف ملابسات فيديو لمركبات تسير في الحارة المخصصة للأتوبيس الترددي    البيت الأبيض يعلن استعداد ترامب للقاء بوتين وزيلينسكي    رسميًا بالزيادة الجديدة.. موعد صرف معاشات شهر يوليو 2025 وحقيقة تبكيرها قبل العيد    سقوط «نملة» بحوزته سلاح آلي وكمية من المخدرات بأسوان    التعليم: زيادة أفراد الأمن وعناصر إدارية على أبواب لجان الثانوية العامة لمنع الغش    عاشور يهنئ فلوريان أشرف لفوزها بجائزة أفضل دكتوراه في الصيدلة من جامعات باريس    أحمد السقا يوجه رسالة تهنئة ل ابنته بمناسبة تخرجها    بسبب لحن أغنية.. بلاغ من ملحن شهير ضد حسين الجسمي    رحمة محسن: اشتغلت على عربية شاي وقهوة وأنا وأحمد العوضي وشنا حلو على بعض    "أوقاف سوهاج" تطلق حملة توعوية لتقويم السلوكيات السلبية المصاحبة للأعياد    مستقبل وطن بالأقصر يُنظم معرض «أنتِ عظيمة» لدعم الحرف اليدوية والصناعة المحلية    بمشاركة 500 صيدلي.. محافظ قنا يشهد افتتاح مؤتمر صيادلة جنوب الصعيد الأول    1400 طالب يوميًا يستفيدون من دروس التقوية في مساجد الوادي الجديد    قرار من رئيس جامعة القاهرة بشأن الحالة الإنشائية للأبنية التعليمية    طريقة عمل شاورما اللحم، أكلة لذيذة وسريعة التحضير    أخبار 24 ساعة.. برنامج جديد لرد أعباء الصادرات بقيمة 45 مليار جنيه في الموازنة    أسطورة ميلان: الأهلي سيصنع الفارق بالمونديال.. وما فعله صلاح خارقًا    الكشف عن تمثال أسمهان بدار الأوبرا بحضور سلاف فواخرجي    حين يتعطر البيت.. شاهد تطيب الكعبة في مشاهد روحانية    سعد الهلالي: كل الأضحية حق للمضحي.. ولا يوجد مذهب ينص على توزيعها 3 أثلاث    تزوج فنانة شهيرة ويخشى الإنجاب.. 18 معلومة عن طارق صبري بعد ارتباط اسمه ب مها الصغير    4 أبراج «بيعرفوا ياخدوا قرار»: قادة بالفطرة يوزّعون الثقة والدعم لمن حولهم    وزارة الإنتاج الحربي تنظم ندوات توعوية للعاملين بالشركات    القومي للبحوث يقدم نصائح مهمة لكيفية تناول لحوم العيد بشكل صحي    رئيس الشيوخ يهنئ الرئيس والشعب المصري بحلول عيد الأضحى المبارك    الرئيس السيسى يستقبل مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجأة.. كتب الإخوان تعترف بحقائق.. وحيد حامد أغضب الناصريين والجماعة.. والحقيقة ساطعة بمذكرات خالد محيى الدين وزينب الغزالى والتلمسانى.. "سيد قطب لا يصلى الجمعة" واقعة كشفها العشماوى فى كتاب "التاريخ السرى"
نشر في اليوم السابع يوم 24 - 06 - 2017

تعرض الكاتب الكبير وحيد حامد لهجمة شرسة من كتاب وسياسيين بسبب مسلسل «الجماعة 2»، وصلت إلى أن عددا منهم وجه اتهامات لصاحب «العائلة» و«طيور الظلام» ب«الأخونة»، والوقوع فى فخ نصبه له مؤرخ «إخوانى» -فى إشارة للدكتور حمادة حسنى المراجع التاريخى للمسلسل- وهى اتهامات مضحكة ولا يقبلها عقل طفل الصغير، فيكف يكون صاحب الأعمال الأجرأ فى مواجهة الإسلام السياسى متأثرا برؤيتهم؟! ومن ذا الذى يستطيع أن ينصب على وحيد حامد فى شأن وقائع متناثرة فى مئات الكتب التى أرخت لهذه المرحلة؟! ولكن بقراءة موضوعية لبعض مذكرات أعضاء مجلس قيادة الثورة، وقيادات الإخوان، تكشف أن الأحداث التى جاءت فى المسلسل تتفق- بشكل كبير- مع الأحداث تاريخية، التى تعد من أكثر المراحل إثارة للجدل فى تاريخ مصر الحديث.
وحيد حامد
فى السطور القادمة نقدم قراءة لبعض الوقائع المثيرة للجدل التى وردت داخل المسلسل، من واقع الكتابات التى أرخت لهذه المرحلة سواء تلك التى كتبها الإخوان أنفسهم أو خصومهم. والظروف الموضوعية التى واجهت الكاتب الكبير وحيد حامد أثناء كتابة الجزء الثانى من مسلسل الجماعة فرضت عليه أن يضع يده فى عش الدبابير، حيث يمتلك كل تيار سياسى روايته الخاصة وحقيقته المطلقة عن هذه الفترة، وما عداها يُنظر إليه باعتباره باطلا وحفنة من أكاذيب. ومن ناحية أخرى فإن الجماعة التى كانت «محظورة» وهو يتناول تاريخها فى الجزء الأول من المسلسل، مرت بأحداث درامية حولتها من النقيض إلى النقيض فها هى وثبت على السلطة بعد ثورة، ثم ثار الناس على سلطتها بعد أقل من عام فأصبحت فى نهاية المطاف «إرهابية» وأصبح قياداتها وكوادرها فى السجون يواجهون أحكاما بالمؤبد والإعدام، فإن تجاوز (أى وحيدحامد) روايتهم للتاريخ سيتهم المسلسل بأنه جزء من حملة السلطة للهجوم على الجماعة وإن تعامل معها بحياد لن يسلم من هجوم خصوم الجماعة.

زينب الغزالى
هجوم الإخوان على بيعة زينب الغزالى لحسن البنا
أحد المشاهد فى الحلقات الأولى أثار حالة من الجدل بين صفوف الإخوان وهو المشهد الذى تظهر فيه صابرين (أدت دور زينب الغزالى ببراعة شديدة) وإياد نصار «حسن البنا» لكى تعطيه البيعة وهى تضع يدها فى يده، وسبب غضب الإخوان من المشهد أنهم تخيلوا أن به مضامين جنسية، فكيف يختلى مؤسس الجماعة بسيدة ويمسك يدها بحجة البيعة؟!
وبداية فإن المشهد- كما ورد فى المسلسل- كان يشبه الحلم المتخيل من جانب زينب الغزالى، وهو تقريبا نفس ما ورد فى كتاب على عشماوى «التاريخ السرى للإخوان المسلمين» وهو أحد المتهمين فى تنظيم 1965 حيث قال فى صفحة 144 من الكتاب: «سألتها- أى زينب الغزالى- عن البيعة وكيف كانت من الإخوان قل بيعتها قالت: إنها فى إحدى الليالى- وكانت حالتها الروحانية غاية فى الصفاء- صلت العشاء ونامت، وفى نومها رأت الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة وقد جاء إليها وأمرها بالجلوس فجلست أمامه وقال لها إنه قد آن الأوان لأن تصحح مسار عملها الإسلامى، وتعمل من خلال جماعة الإخوان، وقدم لها يده ووضع كفها بين كفيه ثم تلا البيعة وهى تردد خلفه حتى انتهت».
ومن اللافت أن صابرين فى هذا المشهد قالت نص البيعة التى أوردتها زينب الغزالى بنفسها فى الباب الثانى من مذكراتها المعنونة باسم «أيام من حياتى»
وهو: «سيدى الإمام حسن البنا.. زينب الغزالى الجبيلى تتقدم إليك اليوم وهى أمة عارية من كل شى إلا عبوديتها لله وتعبيد نفسها لخدمة دعوة الله، وأنت اليوم الإنسان الوحيد الذى يستطيع أن يبيع هذه الأمة بالثمن الذى يرضيه لدعوة الله تعالى. فى انتظار أوامرك وتعليماتك سيدى الإمام».

هل كان عبدالناصر إخوانيا؟
أثارت المعلومات التى وردت حول هذا الشأن فى مسلسل «الجماعة 2» جدلا تاريخيا، لاسيما بعد أن كذبها سامى شرف سكرتير الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأكدها فى المقابل الدكتور رفعت السعيد، المؤرخ ورئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، وهنا يمكن أن نحتكم لما ورد فى مذكرات خالد محيى الدين وهو أجدر من الاثنين على رواية الحقيقة.
يقول خالد محيى الدين فى صفحة 45 من مذكراته: «الآن أتكلم»: «حاول حسن البنا أن يشدنا إلى الجماعة برباط وثيق، وتقرر ضمّنا أنا وجمال عبدالناصر إلى الجهاز السرى للجماعة ربما لأننا الأكثر فعالية وتأثيرا فى المجموعة، ومن ثم فإن كسبنا- بشكل نهائى- يعنى كسب المجموعة بأكملها وربما لأننا كنا نتحدث كثيرا عن الوطن والقضية الوطنية ومن ثم فقد تصور حسن البنا أن ضمنا للجهاز السرى حيث التدريب على السلاح والعمل المسلح يمكنه أن يرضى اندفاعنا الوطنى ويكفل ارتباطا وثيقا بالجماعة».

ويضيف: «المهم اتصل بنا صلاح خليفة وأخذنا أنا وجمال عبدالناصر إلى بيت قديم فى حى الدرب الأحمر باتجاه السيدة زينب، وهناك قابلنا عبدالرحمن السندى المسئول الأول للجهاز السرى للإخوان فى ذلك الحين، وأدخلونا إلى غرفة مظلمة تماما واستمعنا إلى صوت أعتقد أنه صوت صالح عشماوى ووضعنا يدنا على مصحف ومسدس، ورددنا خلف هذا الصوت يمين الطاعة للمرشد العام فى المنشط والمكره (الخير والشر) وأعلنا بيعتنا التامة الكاملة والشاملة له على كتاب الله وسنة رسوله».
يستكمل فى صفحة 47 من نفس الكتاب علاقتهما مع جماعة الإخوان قائلا: «أعود مرة أخرى إلى علاقتنا بجماعة الإخوان كانت الأحداث السياسية تتسارع وكشفت جماعة الإخوان عن وجهها السياسى وتصرفت كجماعة سياسية وتخلت عن دعاوى النقاء الدينى ولما كانت بحاجة إلى صحيفة يومية وورق صحف فى ظل أزمة شديدة فى الورق تقاربت من إسماعيل صدقى وحصلت فى مقابل تقاربها هذا على ما أرادت من دعم». ويضيف: «كذلك وقفت الجماعة ضد اللجنة الوطنية للطلبة والعمال وحاولت أن تشكل جماعة أخرى بالتعاون مع إسماعيل صدقى وبدنا نحس أنهم مثل أى سياسيين آخرين يفضلون مصلحتهم ومصلحة جماعتهم على ما ينادون به من مبادئ وعلى مصلحة الوطن وتحادثت طويلا مع جمال عبدالناصر حول علاقتنا بالجماعة وأفضى جمال لى بمخاوفه من أن الجماعة تستخدمنا كضباط لمصالحها الذاتية وليس لمصلحة الوطن وأفضيت له بمشاعرى واتفقنا أننا قد تورطنا أكثر مما يجب مع هذه الجماعة وأنه يجب أن ننسحب منها.
لكنه لا يمكن أن ونقول إننا فى يوم كذا انسحبنا من الجماعة فقط أصبحت الشكوك تملؤنا وأصبحنا على غير وفاق وغير متحمسين وبدأنا نتباعد أنا وجمال وربما بدأت الجماعة هى أيضا تستشعر أننا لا نمتلك الولاء الكافى فبدأت تتباعد عنا. وتدريجيا يأتى عام 1947 ليجد علاقتنا جمال وأنا وقد أصبحت باهتة تماما مع جماعة الإخوان.
احمد عزمى فى الجماعة
الإخوان حين يقتلون بعضهم.. اغتيال السيد فايز نموذجا
وثق المسلسل علاقة عبدالرحمن السندى مؤسس التنظيم الخاص بالرئيس الراحل عبدالناصر، وكيف تمكن الرئيس الراحل- آنذاك- من استغلال هذه العلاقة الشخصية للإيقاع بالتنظيم الخاص وهو أمر اعترف به عمر التلمسانى حيث أكد أن عبدالناصر استمال السندى وعينه فى شركة «شل» للبترول فسلمه الأخير كل التفاصيل الخاصة بالتنظيم الخاص وهو ما رفض أن يسلمه لحسن الهضيبى المرشد الثانى للجماعة وإن كان المسلسل لم يعرض هذه التفاصيل الأخيرة بدقة لكنه أشار إليها بذكاء فى أكثر من موضع.
ويبقى أهم المشاهد التى تعرض لها المسلسل وتخص عبدالرحمن السندى هى قصة تخلصه من منافسه السيد فايز عبر إرسال علبة حلاوة مولد مفخخة إلى منزله بعد أن علم أن الهضيبى يفكر فى إسناد مسئولية التنظيم الخاص له، وتم تنفيذ المشهد فى المسلسل ببراعة شديدة بداية من تجهيز الفنان أحمد عزمى لعلبة الحلوى وتفخيخها ثم إرسالها عبر أحد الوسطاء لمنزل السيد فايز فيقنع شقيقته بألا يفتحها أحد إلا فى حضور شقيقها، وبعدها ينزل الوسيط وينفجر المنزل فى خلفية المشهد بينما ابتسامة شيطانية تعلو وجه الوسيط. القصة الحقيقية لواقعة اغتيال السيد فايز وردت فى عدد كبير من الكتب الإخوانية ويمكن أن نشير هنا إلى جانب مما جاء على لسان محمود عساف مستشار النظام الخاص فى كتابه «حسن البنا» حيث قال نصا: «التقيت بالأخ المهندس سيد فايز، فى شارع العباسية أمام مكتبة المطيعى، وجدته غاضبا على النظام الخاص، وأفكاره حوله تكاد تتطابق مع أفكارى..». «ذهب شخص ما بصندوق من حلوى المولد- وفى اليوم التالى وكان ليلة مولد النبى» وطرق باب بيت سيد فايز فى شارع عشرة بالعباسية، وسلم صندوق الحلوى إلى شقيقته قائلا إنه لا يجب أن يفتحه إلا السيد.. وبالفعل حضر السيد فايز وتسلم الصندوق وبدأ يفتحه وإذا بالصندوق ينفجر ويودى بحياته. «تلك جريمة رهيبة لا شك عندى أنها من فعل النظام الخاص لمجرد أن السيد فايز يعارض وجوده». ويضيف: «سألت الشيخ السيد سابق عن هذه الواقعة فقال إن رئيس النظام هو الذى خططها، ونفذها أحد معاونية بناء على فتوى نسبت للشيخ السيد سابق وهو برئ منها، وقال لى إنه يعرف الشخص الذى قام بتلك الفعلة النكراء».
حسن الهضيبى
الصدام بين الثورة والإخوان فى 1954
يحسب لوحيد حامد أنه فى مجمل أحداث المسلسل لم يغفل الرواية الإخوانية لأى حدث على الرغم من أنه كان يمكن أن يتجاهلها بسهولة دون أن يلومه أحد، فهى جماعة «إرهابية» تهاجمها وسائل الإعلام ليل نهار لكن بدون الحقيقة لم يكن لعمل مثل هذا أن يعيش.
من أمثلة ذلك أن وحيد حامد لم يغفل الرواية المتداولة فى الموروث الإخوانى وبين الإسلاميين عموما عن قصة إعدام عبدالقادر عودة، فالمتواتر لديهم أن عبدالناصر قرر إعدام عبدالقادر عودة بعد أن تمكن الأخير من فض الجماهير المتجمعة حول قصر عابدين فى مظاهرة فبراير 1954 الشهيرة التى خرجت للمطالبة بعودة محمد نجيب بعد تقدمه بالاستقالة، ويرى كثير من المؤرخين لهذه المرحلة أنها كانت تجمعا للثورة المضادة فى حشد ضخم.
الإسلاميون يقولون إن عبدالناصر قرر يومها إعدام عبدالقادر عودة لأن من يصرف الجماهير بإشارة من أصبعه يستطيع أن يحضرهم أيضا بإشارة من أصبعه، وفى النص الذى كتبه وحيد حامد جاءت هذه الجملة على لسان ياسر المصرى «عبدالناصر»، لكن النص نفذ إلى أبعاد العلاقة الإنسانية بين عبدالناصر، وعبدالقادر عودة «علاء زينهم»، فيعرض كسرة نفس وبكاء عودة عقب إهانته داخل السجن الحربى، ثم تتولد داخله رغبة فى الانتقام من عبدالناصر فيرفض مصافحته أثناء استدعائه من جانب محمد نجيب، وترصد الحلقة التالية دوره فى حادث المنشية والذى كان السبب الحقيقى لإعدامه.
وبالتعرض لحادث المنشية، فكان واضحا أن وحيد حامد استند لتحقيقات النيابة ووقائع جلسات المحاكمة كمرجع رئيس فى كل المشاهد، خاصة أن الرواية الإخوانية للحادث أقل مايقال عنها أنها غير متماسكة، بل ومتناقضة فى كثير من تفاصيلها، جانب منها يروج وسط الصف الإخوانى أن الحادث ليس أكثر من «تمثيلية» قام بها عبدالناصر متجاهلا كل ما ورد فى التحقيقات، وجانب آخر يعترف بها لكنه ينسبها إلى هنداوى دوير، دون أن يتخطاه لمستويات عليا فى الجماعة، وهذا ما قال به يوسف القرضاوى فى مقابلة أجراها مع الجزيرة قبل سنوات قليلة.
سيد قطب
سيد قطب تكفيريا
ليس سيد قطب بالشخص العادى داخل الحركة الإسلامية، فهو رغم رحيله منذ ما يزيد عن ال60 عاما لكن أثر كتاباته ما زال باقيا حتى اليوم، وهو تقريبا الوحيد الذى اتفقت عليه حركات إسلامية تكفر بعضها البعض، مثل القاعدة والإخوان، وكل منهم يقرأ نصوص كتاباته بتفسيره الخاص، من أراد أن يستخدم نصوصه لتكفير المجتمع وإسقاط حكم عليه بالجاهلية سيفعل، ومن أراد أن يبرر لهذه النصوص بأنها لا تتضمن تكفيرا وأنها مجرد ألفاظ مجازية صدرت عن كاتب مهنته الأدب لا الفقه سيفعل.
هنا فى النص الذى كتبه وحيد حامد فإنه حاول أن ينهى حالة الضبابية حول شخص سيد قطب، وطبيعة فكره، فاستعرض كيف صاغ أفكار «جاهلية المجتمع» و«الاستعلاء بالإيمان» و«العزلة الشعورية» من خلال النقاش داخل مستشفى السجن بين محمد فهيم (أدى دور سيد قطب بإتقان شديد) ومحمد يوسف هواش وكيف نفى تهمة التكفير عن نفسه فى مواجهة عمر التلمسانى، لكن هناك مشهدا ذا دلالة عندما رفض سيد قطب اداء صلاة الجمعة، بحجة غياب الخلافة، وأهمية المشهد أن التكفيريين فقط هم من يرفضون أداء صلاة الجمعة.
سند هذه الواقعة يرجع إلى ما رواه على عشماوى فى كتابه «التاريخ السرى للإخوان المسلمين» حيث روى فى صفحة 209 عن لقائه بسيد قطب: «وجاء وقت صلاة الجمعة، فقلت له- أى لسيد قطب: دعنا نقم ونصلى وكانت المفاجأة أن علمت- ولأول مرة- أنه لا يصلى الجمعة، وقال: إنه يرى- فقهياً أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا جمعة إلا بخلافة، وكان هذا الرأى غريباً»، ولكنى قبلته لأنه- فيما أحسب- أعلم منى.
عبد الرحمن السندي
تنظيم 1965.. التكفير ينتشر فى صفوف الإخوان
أمسك وحيد حامد بخيوط تنظيم 1965 بدقة شديدة، مستندا للروايات التى جاءت فى عدة كتابات لرموز هذه الفترة، فمثلا كل الأفكار التى وردت على لسان سيد قطب أثناء المشاهد التى جمعته بمحمد يوسف هواش فى مستشفى السجن كانت تلخيصا للآراء التى خطها سيد قطب فى الوثيقة التى نشرت بعد وفاته بعنوان «لماذا أعدمونى؟» التى اعترف فيها أيضا بطريقة نشر كتاباته بين المسجونين فى صفوف الإخوان، وقيادته الروحية للشباب الذين أعادوا إحياء الجماعة خارج السجن كما جاء فى المسلسل.
الباقوري
قراءة الحاضر من أوراق الماضى
أستحضر النص التلفزيونى أحداث الماضى، وأسقطها ببراعة شديدة على واقع الإخوان اليوم، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فاذا كانت قيادات الجماعة وعلى رأسهم المرشد العام حسن الهضيبى تنصلوا من التنظيم الخاص بعد حادث المنشية، وإذا كان تنظيم 1965 نشأ فى بداية أمره بمبادرة من شباب الإخوان دون معرفة مكتب الإرشاد بل وبمعارضة عدد ليس بالقليل من قيادات السجون، فإن هذا تقريبا هو نفس ما يحدث الآن مع حركات مثل «حسم»، و«لواء الثورة» التى تنفذ عمليات عنف ضد الدولة ومؤسساتها، فمن ناحية يرفضها محمد بديع ونائبه خارج السجن محمود عزت، وفى المقابل تدعمها جبهة المكتب العام المعروفة المنسوبة ل«محمد كمال» عضو مكتب الإرشاد الذى لقى مصرعه برصاص الشرطة فى أكتوبر الماضى، وكأن الأمس هو اليوم.
الباقورى فى المسلسل

صابرين

محمد اسماعيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.