في صالون العقاد كانت لنا أيام.. هكذا اختار الكاتب أنيس منصور عنوان كتابه، الذي لم يكن مجرد عملا فلسفيًا تاريخيًا فقط، ولكن كان مرآة لجيل كامل من الأدباء والشعراء والمعارك الأدبية والفكرية، واليوم يسعى الفنان علي الحجار لتكرار تجربة «الصالون» مجددًا؛ للتأكيد على أهمية الفن في تشكيل الوعي والتأثير بالقضايا العامة، وذلك عن طريق «صالون الحجار». يجلس الفنان علي الحجار بصحبة العشرات من محبيه والفنانين والعازفين؛ يشدو بأغنياته وأغنيات التراث، ويستمع إلى الأشعار والموسيقى، ويكتشف المواهب التي أنجبتها مصر بلد الفن والفنون، ويعيد إلى الأذهان فكرة «الصالون» التي غابت كثيرًا عن الساحة الفنية والثقافية المصرية. وفي تصريح خاص للشروق، قال الفنان علي الحجار، إنه دشّن صالونه الشهري والذي شارك فيه شقيقه المطرب والملحن أحمد الحجار، بالإضافة إلى العديد من أفراد فرقته الموسيقية وعشرات المحبين والمطربين الشباب، مؤكدًا أنه ينتوي عقد جلسة شهرية ضمن «صالون الحجار». وأضاف: «كانت تلح عليّ دائمآ فكرة الصالون الفني أو الصالون الثقافي فقد افتقدنا منذ زمن طويل صالون العقاد وصالون مي زيادة وحرافيش نجيب محفوظ،وكانت دائمآ انشغالاتي الفنية تعطل هذا المشروع، ولكني بدأت الصالون الفني بالفعل الشهر الماضي وستطرح السهرة للجمهور علي مواقع التواصل الاجتماعي قريبا»، حسبما قال. وأكد الفنان علي الحجار، أن الدعوة قائمة لكل من يمتلك موهبة في الشعر أو العزف أو الغناء، مناشدًا الموهوبين بإرسال موهبتهم على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به؛ متعهدًا بدعم الموهبة وتقديمها أمام جمهور ساقية الصاوي الشهري. وتابع: «ستشرفنا هذه المواهب بحضورها للصالون الفني الثقافي الذي نلتقي فيه أيضآ كل شهر ليؤدي كل واحد منهم مايشاء من فنه ثم تنشر السهرة ليشاهدها الجمهور علي وسائل التواصل الاجتماعي». وخلال الجلسة الأولى من الصالون، والمقرر عرضها قريبا على صفحة التواصل الاجتماعي وموقع اليوتيوب، شارك مجموعة من الفنانين وجمهور الحجار، فيقول الملحن والمطرب هيثم توفيق، مدير الفرقة الموسيقية، إن «الحجار» يؤدي دوره في نشر الفن والفكر والثقافة عن طريق الصالون، مشيدًا بالفكرة وتطبيقها. أما خالد عمر جبر، مؤسس جروب محبين علي الحجار على موقع فيسبوك، قال إن حلقات الصالون محل انتظار وشغف من جمهور الحجار، وهذا ما أكدته الدكتورة أمل مغربي الأستاذة بجامعة عين شمس، قائلة: «شرف كبير أن نكون في حضرة فنان عملاق شكّل وجدان جيلهن وارتقى به، وأبدع تاريخًا لكل الأجيال». ومن جانبها، قالت فاتن عبدالعزيز، أحد جمهور الحجار، إن فكرة الصالون «عظيمة»، مؤكدة أن توثيقها سيكون واجبًا للتاريخ، كما أعربت الدكتورة دينا الشناوي الأستاذة بكلية طب عين شمس، عن سعادتها بحضور تدشين الصالون بصحبة علي الحجار. ولأن اكتشاف المواهب كان أحد دوافع الحجار لتدشين الصالون، قال أحمد جمال عازف العود: «ربنا كرمني إني أكون ضيف في حضرة الفنان علي الحجار وجمهوره، فلقد قدمني أمام جمهوره في ساقية الصاوي، وتشرفت بأن أكون أحد أفراد فرقته الموسيقية»، مقدمًا الشكر للحجار على سعيه المستمر لاكتشاف المواهب. أما المطرب وليد آدم، أشاد بفكرة الصالون والمطرب علي الحجار، قائلا: «شخصية تحمل رائحة الزمن الجميل، واستفدت كثيرًا منه، وسيظل تقديمه لي بمثابة وسام أضعه على صدري».
