• لا توجد مبيدات مسرطنة بمصر.. و70% من الفلاحين يستخدمونها بشكل خاطئ • 500 مليون دولار تكلفة صناعة المبيد الواحد.. وقيود كثيرة على المبيدات المستوردة • نستهلك 10 آلاف طن سنويًا.. ونعتمد على الصين وألمانيا وإنجلترا فى استيرادها • الأسعار مرتبطة بالسوق الحر والأسعار العالمية ولا يستطيع أحد التدخل لضبطها • «الخلطة السحرية» تحتوى على مواد خطرة تقضى على خصوبة التربة وتهدد المزارع • الفلاح يتحمل مسئولية ضرر المحاصيل وليس المعمل المركزى لمتبقيات المبيدات • خطة لتدريب 50 ألف شاب على «مطبق المبيدات» بمنحة من «يونيدو» للقضاء على الرش الخطأ قال أمين لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عبدالستار، إن مصر تستهلك سنويا 10 آلاف طن مبيدات، مضيفا أن أسعار المبيدات مرتبطة بالسوق الحرة والأسعار العالمية ولا يستطيع أحد التدخل لضبطها. وأوضح عبدالستار، فى حواره ل«الشروق»، أن تهريب المبيدات ظاهرة عالمية وأن 90% منها فى مصر «مغشوشة»، ولم يثبت وجود أى مبيدات مسرطنة حتى الآن، مشيرا إلى أن الفلاح يتحمل مسئولية ضرر الخضراوات، حيث يستخدم أكثر من 70% من الفلاحين المبيدات بطريقة خطأ، كما يشترون مبيدات رخيصة الثمن غير موصى بها من الجهات المسئولة. وإلى نص الحوار: • بداية.. حدثنا عن صناعة المبيدات متى بدأنا وأين انتهينا؟ صناعة المبيدات واعدة، وستضيف الكثير للاقتصاد القومى، لأنها بدأت تنحصر فى أوروبا، ولكنها صعبة ولا يستطيع أى شخص القيام بها، لأن صناعة المبيد الواحد تكلف 500 مليون دولار، لذلك تصنع مركبات المبيدات فى الخارج فقط، وتستغرق 10 أعوام حتى يتم عمل مركب واحد. • هل توجد عقبات تواجه تلك الصناعة؟ نعم.. المصنعون يواجهون عقبات بسبب التلوث الذى تحدثه صناعة المركبات على الأطفال الرضع والمواطنين، والمصنع يأخذ فترات طويلة للحصول على «الملكية الفكرية»، بحيث لا يستطيع أى مصنع إنتاج المركب الخاص به، والصين واليابان والهند أكثر الدول إنتاجا لمركبات المبيدات، ونحاول الدخول معها بكل الطرق للاستفادة منها، لأن مصر بها الخامات الأصلية التى تدخل فى صناعة المبيدات، كما نمتلك أيدى عاملة رخيصة، فضلا عن وجود أقسام عديدة من المبيدات و26 مصنعا لإنتاج المبيدات. • ما أشهر المنتجات المحلية من المبيدات؟ أشهر تلك المنتجات هى «البستبان، والهيبان، وكلورزيد»، ومصانعنا تستورد المادة الخام وتقوم بعمل التخليق لإنتاج المبيدات، الذى يعد استثمارا فعالا للدولة، والمصانع تساعد بعضها بأشكال مختلفة، فالمصنع الذى لا يمتلك أيدى عاملة أو فنيين نرسل له ما ينقصه حتى يستطيع العمل، ونحاول تشجيع المصانع من خلال متابعة وعمل زيارات لها باستمرار، ونعمل على تنفيذ مطالبها حتى نستطيع التقدم بصناعة المبيدات فى مصر، ويوجد تعاون بين اللجنة والمصانع، إلا أننا نواجه مشكلتين هما سوء الاستخدام وغش المبيدات. • ما حجم استهلاك مصر السنوى من المبيدات؟ نستهلك 10 آلاف طن مبيدات، ونعتمد على الصين وألمانيا وإنجلترا فى استيراد المبيدات. • ما أسباب ارتفاع أسعار المبيدات؟ أسعار المبيدات مرتبطة بالسوق الحرة والأسعار العالمية، ولا يستطيع أحد التدخل لضبطها، والدولة لا تدعم أسعار المبيدات ولكن توفر المبيدات السليمة فقط، ونحاول التوصل مع أصحاب المحال لخفض الأسعار، واللجنة تطرح وتستورد مبيدات متنوعة، حتى يتم التنافس بطرح أسعار مخفضة لمصلحة الفلاح. • ما شروط استيراد مركبات المبيدات؟ دخول المبيدات المستوردة يخضع لقيود كثيرة وشروط معينة، منها حصول المبيد على شهادة تسجيل من اللجنة المختصة، وأن يكون له مراجعة دولية من المفوضية الأوروبية، وأن يكون مستخدما فى بلد المنشأ، فضلا عن تجربته للتأكد من عدم تسببه بأى ضرر، كما تراجع اللجنة المختصة جميع المبيدات بعد فحصها فى المعامل المختصة، ومن الصعب تزوير أى عينات لمبيدات مستوردة بسبب صعوبة إجراءات اللجنة. • ماذا تقصد ب«شهادة التسجيل» للمبيدات؟ شهادة التسجيل عبارة عن بوابة الدخول للمستوردين لجلب المبيدات من الخارج، وكل عبوة مستوردة عليها بطاقة بيانات بكيفية استخدامها، مقسمة حسب تقسيم منظمه «فاو»، فعند وصول شحنة المبيدات تعاين اللجنة الكميات المستوردة وتأخذ عينة عشوائية لعمل اختبارات لها مثل اختبار الحرارة والكثافة، وتضع الختم عليها حتى تنتهى جميع خطوات التفتيش بطريقة قانونية. • هل توجد أضرار ناجمة عن «شوائب المبيدات»؟ بالطبع.. كثافة الشوائب أخطر من المبيد ذاته، ويتم تحليل الشوائب حسب المواصفات العالمية، واستئصال الشوائب من المبيدات عملية دقيقة جدا، ومن أشهر أنواع الشوائب المضرة «السيفو تب»، وتقوم منظمة «فاو» بعمل مواصفات لكل منتج حتى تتأكد من سلامته، ويوجد معمل باللجنة يختص بعمل ما يسمى «اختبار الشوائب»، كما يوجد اختبار لجودة العبوة، والبطاقة الملصقة على العبوة تحمل 4 ألوان أكثرها سمية وضرر الأحمر ثم الأصفر فالأزرق فالأخضر. • هل توجد أضرار ل«الخلطة السحرية» المشهورة؟ الخلطة أحد أساليب الغش للتدليس على المستهلك سواء عند استخدامها لمكافحة الحشرات المنزلية أو الآفات الزراعية، فلا توجد بها محاذير للاستخدام وهو ما يؤكد عشوائيتها، ولا تتضمن تحديدا للأخطار المحتملة أو المتوقعة لافتقادها أسس العلم، فهى قد تكافح الآفة ولكنها بالتأكيد تضر بالتربة وتقضى على خصوبتها، فضلا عن تكوين معقدات أو تركيبات كيميائية تترسب على المحاصيل الزراعية، كما أنها لا تخضع لأى معايير رقابية، وتشكل تهديدا خطيرا على المزارع لاحتوائها على مواد خطرة محظور تداولها. • ما مدى خطورة مبيد «الجليفوسات» على الإنسان؟ «الجليفوسات» به شوائب تسمى «تالو آمين»، وتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات ضدها، على رأسها اعتبار «التالو آمين» شائبة رئيسية عندما تتجاوز نسبتها 15%، ولذلك قررنا إيقاف قبول طلبات التجريب الجديدة لمستحضرات الجليفوسات المحتوية عليها مؤقتا، كما أن بعض المركبات لها شوائب خاصة بها، ومن الممكن أن تساعد على تحلل المركب. • ما حجم المبيدات المحرمة دوليا والمغشوشة بمصر؟ تهريب المبيدات ظاهرة عالمية ونحاول القضاء على غش المبيدات، وأصحاب محال بير السلم متخصصون فى غش المبيدات وبيعها فى أسواق بير السلم، و90% من المبيدات «مغشوشة» وليست مسرطنة، ولم يثبت وجود أى مبيدات مسرطنة بمصر حتى الآن، كما أن 40% من الفلاحين على استعداد لاستخدم مبيدات مغشوشة طالما تحقق الهدف المطلوب، واللجنة تشن حملات يومية على المبيدات المغشوشة مع جهاز الرقابة على المبيدات وشرطة المسطحات والبيئة. • هل توجد خطة للقضاء على غش وتهريب المبيدات؟ نعمل على تطبيق المواصفات المصرية والدولية للرقابة على أسواق وتداول وإنتاج المبيدات، وخلال ال6 أشهر الماضية نجحنا فى السيطرة على التجارة غير المشروعة للمبيدات المغشوشة والمهربة بنسبة 60%، ويجرى حاليا تنفيذ حملات مكبرة لإغلاق أماكن إنتاج المبيدات المغشوشة، وتم ضبط 166 ألفا و910 عبوات مغشوشة خلال فى مايو الماضى، مكونة من 13 نوعا للمبيدات بالأسواق مختلفة السعات والأحجام، كما تم شن حملات مرورية على 1623 محلا بالمحافظات، وضبط 5 حضانات لتخزين البرتقال معاملة بالكربون، وهو غاز سام وله أضرار جسيمة على صحة المواطنين. • ما سبب سلبية دور المعمل المركزى لمتبقيات المبيدات؟ المعمل لا يتحمل المسئولية عن ضرر الخضراوات، ولكن الفلاح يستخدم المبيدات بدون وعى كاف، وأكثر من 70% من الفلاحين يستخدمون المبيد بطريقة خطأ، كما يشترون مبيدات رخيصة الثمن غير موصى بها من الجهات المسئولة، بحجة ارتفاع أسعار المبيدات الأصلية، وعلى سبيل المثال، أجرينا جولة ميدانية مصورة مع أحد الفلاحين ووجدناه يستخدم المبيدات بطريقة غير علمية كما أن ماكينة رش المبيد غير نظيفة رغم سلامة المبيد ومطابقته للمواصفات، ويرش المبيد على النباتات بطريقة غير صحيحة، ويخلط المبيد بآخر دون وعى. • هل تمتلك اللجنة خطة لتطوير منظومة رش المبيدات على أساس علمى؟ اللجنة تعد مهنة جديدة تسمى «مطبق المبيدات»، للتدريب على رش المبيدات بطريقة علمية، حيث تهدف لتدريب 50 ألف شاب، والمنظمة المتحدة للتنمية الزراعية دربت 150 شابا على مستوى الجمهورية فى المرحلة الأولى، بعد تقسيمهم على 3 أماكن (50 فى الأقصر و50 فى المنيا و50 فى النوبارية)، وتشمل المرحلة الثانية 20 ألف شاب، وبعد انتهاء تدريبهم ستصدر اللجنة قرارا بعدم رش المبيدات إلا عن طريقهم. ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» تقوم بعمل ميزانية لصرفها على المرحلة الثانية من البرنامج، وخلال العامين المقبلين ستشترى دول أوروبا الخضراوات والفواكه من الدول التى تطبق الممارسات الزراعية الجيدة، التى تقوم برش المبيدات بطريقة سليمة، ومصر تحاول الدخول ضمن الدول التى تطبق النظام. • هل يمكن علاج المواطنين المصابين بتسمم من المبيدات؟ الأطباء لا يستطيعون التعامل مع الحالات التى تتضرر من المبيدات، ويعتبرونها تسمما بوجه عام مثل تسمم الطعام، لذلك سندرب بعض الأطباء والمسعفين على التعامل مع تسمم المبيدات، وقدمنا خطابا رسميا لوزير الزارعة لعمل برنامج تدريبى للعاملين فى الصوامع والمخازن والشون، لتعليمهم كيفية حماية أنفسهم من الآفات. • ما دور قسم الرقابة على المبيدات؟ القسم به 7 موظفين فقط منذ أعوام، والمسئولون لم يهتموا به، رغم أنه القسم المهم فى التفتيش، لذلك انتشرت المبيدات المغشوشة والمهربة، ولابد من وجود نحو 20 موظفا فى كل محافظة على الأقل، حتى نستطيع السيطرة على منظومة الرقابة. • ما حجم الآفات الحشرية الموجودة بمصر والعالم؟ يوجد نحو 10 آلاف نوع من الحشرات تندرج تحت الآفات الخطيرة، منها 1800 نوع من الحشائش تسبب أضرارا اقتصادية للمحاصيل الزراعية، كما يوجد نحو 100 ألف مرض نباتى تحدث بواسطة 8 آلاف نوع من الفطريات و500 نوع من النيماتودا و250 فيروسا و150 نوعا من البكتيريا. والآفات ظهرت على الأرض قبل الإنسان بملايين السنين، وهى عبارة عن كائنات حية تسبب أضرارا للإنسان وممتلكاته، ويبلغ إجمالى الفقد فى العالم نتيجة الإصابة بها نحو 37% بما قيمته 244 مليار دولار سنويا، ودون التدخل بوسائل المكافحة التطبيقية يصل الفقد ل400 مليار دولار سنويا، وتضاعف الفقد نتيجة الإصابة بالآفات الحشرية بمعدل 10 أضعاف خلال ال50 عاما الأخيرة رغم زيادة كمية المبيدات المستخدمة على المستوى العالمى. • ما حقيقة بروتوكول التعاون بين اللجنة ووزارة التموين؟ تم الاتفاق مع الوزارة على عمل برنامج تدريبى للعاملين والفنيين والإداريين المعنيين بتخزين الحاصلات الغذائية المخزونة مثل الحبوب والتمور والتقاوى والمنتجات الغذائية المصنعة، للحفاظ على جودتها خلال فترة التخزين، فضلا عن تقليل الفاقد، خاصة القمح مع بدء توريد المحصول لتقليل فاقد يقرب من 25%.