- قرأت لمن أيدوه فى فكره ومن عارضوه كى أستطيع تجسيده على الشاشة بكل حياد - «الجماعة 2» فرصة مهمة لإخراجى من عباءة الكوميديا - الفنان الذى يجسد شخصية مشهورة لا بد أن يصل لروحها حتى لا يتحول إلى مسخ - الحكم متروك للجمهور وحق أصيل له أن يشاهد العمل دون وجهة نظر مسبقة ربما تكون أصعب شخصية جسدها فى حياته كما وصفها هو، ولكن الفنان الشاب محمد فهيم يعتبر شخصية سيد قطب التى يقدمها فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» أهم ما قدم وهى النقلة الكبرى فى حياته الفنية والمهنية، ليس فقط لأن كتاب السيناريست وحيد حامد، ولكن أيضًا لأنه أساس الجزء الثانى وبالتالى فرصة كبيرة ومهمة لا تأتى مرتين، وفى الحوار التالى يحدثنا فهيم عن سيد قطب ليقربنا منه وكيف تعامل مع هذه الشخصية المهمة: ** فى البداية ما الذى حمسك للمشاركة فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»؟ العمل فى هذا المسلسل يعتبر فرصة كبيرة لأى فنان، لأسباب كثيرة أولها أنه من كتابة وحيد حامد وهو مؤلف كبير وقامة مهمة فى عالم التأليف، ثانيًا أن الشخصية التى أجسدها وهى شخصية سيد قطب مهمة ولها تأثير كبير فى التاريخ المصرى وفى مسيرة جماعة الإخوان المسلمين وخصوصًا فى الفترة التى يتناولها المسلسل بداية من الأربعينيات وحتى منتصف الستينيات، فضلًا عن أن وحيد حامد كتب سيناريو رائع وعبقرى يصعب معه مجرد التردد حتى فى قبوله، وأعتبر هذا العمل فرصة مهمة بالنسبة لى. فقد فوجئت بمكالمة وحيد حامد لى والمخرج شريف البندارى لإخبارى أنه تم ترشيحى لدور مهم فى الجزء الثانى من مسلسل الجماعة ووافقت، لأكتشف بعدها أننى مرشح لتجسيد سيد قطب الذى يعتبر أساس وجوهر الجزء الثانى وبالتالى هو مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقى. ** هل تعتبره فرصة بسبب أيضًا أنه سيخرجك من تصنيف الكوميديا الذى عرف عنك وكذلك خارج إطار أنك مطرب؟ أنا لست مطربًا بالمعنى المعروف فأنا أشارك مع فرقة غنائية أحيانًا، أما بالنسبة أنه سيصنفنى بعيدًا عن الكوميديا فهذا حقيقى بالفعل، فهو فرصة جيدة لإبعادى عن أى تصنيف يذكر، فأنا يهمنى أن يرانى الجمهور فى شكل ودور مختلف، وأحب أن أقول لك: إننى فى المسرح أقدم تراجيديا، حتى أن الجائزة التى حصلت عليها فى التمثيل كانت عن تجسيدى لدور هاملت فى مسرحية وكان ذلك ضمن مسابقة دولية للمسرح بمشاركة 45 دولة حول العالم. ** وصفت تجسيد سيد قطب أنه مسئولية كبيرة فكيف درست هذه الشخصية؟ شخصية سيد قطب من أصعب الشخصيات التى قدمتها لعدة أسباب أنه لا تتوافر عنه أى فيديوهات تذكر وبالتالى لا نعرف نبرة صوته أو طريقته فى التعبير والحركة، وكل المتوافر عبارة عن صور فقط، ومن هنا قررت أن اقرأ له وعنه. ** وما أبرز الكتب التى قرأتها لسيد قطب؟ قرأت «معالم فى الطريق» و«التصوير الفنى فى القرآن» و«أشواك» و«أفراح الروح»، فضلًا عن ديوان الشعر الذى ألفه واسمه «ديوان سيد قطب»، وقرأت له جزءًا من كتاب «فى ظلال القرآن». ولم اكتف فقط بقراءة الكتب التى كتبها بنفسه، ولكن قرأت أيضًا لبعض الأساتذة الذين تأثر بفكرهم، ومن أبرز ما قرأت قصة حياة ابن تيمية والذى تأثر به جدًا، وأيضًا قراءاتى للعقاد، ودروس لمحمد قطب، وبالإضافة إلى كل ذلك قرأت لمن أيدوه فى فكره ومن عارضوه كذلك لأعرف أسباب كل طرف منهم، فقد راعيت فى قراءاتى أن أكون محايدًا لأقصى درجة كى أستطيع تجسيده على الشاشة. وفى النهاية قرأت سيناريو وحيد حامد. ** هل كل ما قرأته لسيد قطب وعنه كان بنصيحة من وحيد حامد أم لا؟ لا، كان هذا اجتهادًا شخصيًا منى. وفى الحقيقة، أخذت منى هذه الشخصية وقتًا طويلًا فى التحضير لها لأنها ليست سهلة إطلاقًا فضلًا عن المسئولية التى تقع على عاتق الفنان الذى يجسدها، وكان لا بد أن أكون أمينًا فى التعامل معه. ** تقصد مسئولية بسبب حساسية الشخصية نفسها؟ بالطبع هذا جزء من المسئولية، فسيد قطب كان لا بد أن أخرجه بشكل محايد تمامًا بدون إبداء وجهة نظر إطلاقًا فيه، وأنا شخصيًا لن أدلى برأى فيه أبدًا حتى بعد انتهاء عرض المسلسل نفسه، لأن الحكم هو حق أصيل للمشاهد الذى من حقه أن يشاهد العمل بدون وجهة نظر مسبقة أو بدون تكوين أحكام أيضًا، ولو حدث ذلك فوقتها سيكون الفنان قد فشل كليًا ووضع نفسه حكمًا فى المنتصف، والله أعلم وقتها سينصفه التاريخ أم لا. ** ولكن سيد قطب كان متهمًا دائمًا أنه من الأسباب الرئيسية للأفكار المتشددة لجماعة الإخوان المسلمين؟ كما قلت لك: إننى لن أستطيع الحكم على سيد قطب أبدًا، ولذلك راعيت تمامًا أن اقرأ له وعنه سواء من مؤيديه ومن معارضيه، كى أكون محايدًا لأقصى درجة، وفى النهاية وحيد حامد كتب سيناريو العمل وكلنا التزمنا به، والجزء الثانى هو سرد للتاريخ بشكل بحت وقد استعان المؤلف بعدة مراجع فى توثيق ما يقوله فى المسلسل أى أنه لم يأت بأحداث من مخيلته الشخصية. ** من كلامك يبدو أنك واجهت صعوبات كثيرة مع سيد قطب؟ بالتأكيد هذه الشخصية أتعبتنى جدًا، لأنه كان لزام على أن أصل لجوهر شخصيته فى كل النواحى، ولذلك قرأت كل هذه الكتب كى أصل لطريقته فى التفكير والكتابة لأن أعمال الشخص تدلك على طريقته فى التعامل من مختلف الزوايا والجهات. ** معنى ذلك أنك لم تحاول إطلاقًا تقليد شخصية سيد قطب فى الحقيقة؟ هذا حقيقى، فأنا لم أكن أسعى أن أقلده أبدًا لأن هذا خطأ جسيم جدًا يقع فيه الفنان المنوط به تجسيد حياة شخصية مشهورة، فأنا ليس مطلوب منى كفنان أن أقلد الشخصية الحقيقية وإلا وقتها سأقع فى خطأ كبير للغاية ويتحول إلى مسخ على الشاشة، بل عليه أن يصل لروحه وطريقته وشخصيته، وهنا يكون قد نجح الفنان، وهى بالطبع مهمة ليست سهلة على الإطلاق ولا يتم الوصول إليها من فراغ، لأنها استغرقت منى مجهودًا ووقتًا طويلًا للغاية، ولنا أمثلة مع فنانين عظماء نجحوا فى تجسيد شخصيات مشهورة بجدارة على الرغم من أن أوجه الشبه بينهم ليست كبيرة، ولكنهم نجحوا فى الوصول إلى جوهر هذه الشخصيات بنجاح. ** كثير من مشاهدى المسلسل أكدوا أنه النقلة الكبيرة فى حياتك.. فما رأيك؟ هو وصف دقيق فى الحقيقة، فأنا بالفعل أعتبره نقلة كبيرة فى مشوارى الفنى ويظهر قدراتى كفنان بشكل كبير وخصوصًا أنى بداخلى طاقة ومواهب ما زالت تحتاج للخروج، وكما قلت لك سابقًا فهو يبعدنى عن أى تصنيف ويخرجنى من عباءة الكوميديا لحد كبير، وبالتالى فهو فرصة كبيرة بالنسبة لى وأحمد الله أنه تم ترشيحى لها.