تقف نادية خالد على باب إحدى المدارس بمدينة 6 أكتوبر، تحدق النظر هي ومجموعة من أولياء الأمور تجاه النوافذ والبوابة الرئيسية في انتظار من يخرج ليطمأنهم عن سير الامتحانات فس اليوم الأول من ماراثون الثانوية العامة. استيقظت نادية، 43 عامًا، قبل آذان فجر الثامن من رمضان لتوقظ ابنها ذي الثمانية عشر عاما للانتهاء من المراجعة النهائية قبل الذهاب إلى مدرسة 6 أكتوبر الثانوية بنين، حالها حال 593 ألف طالب مقيد بمرحلة الثانوية، بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم. داخل إحدى الوحدات السكنية ب6 أكتوبر، تعيش نادية وأبنائها الثلاثة، هشام بالصف الثالث الثانوي، وندى بالصف الثالث الإعدادي، وأحمد بالمرحلة الابتدائية، حياة متوقفة إلا من المذاكرة والمراجعات والدروس الخصوصية حتي ينتهي هشام من امتحاناته. وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن الامتحانات ستكون هادئة هذا العام، لأن كل التحضيرات التى اتخذتها الوزارة كانت تهدف لذلك . وتقول نادية عن تجربة الثانوية العامة التي خاضتها لأول مرة مع ابنها هشام: "كانت تجربة صعبة بسبب التوتر العصبي وحالة الترقب الشديد، هل سيتم إجراء الإمتحان أم سيلغي لأى سبب؟ بنفضل قاعدين قدام المدرسة لحد ما نطمن إن الامتحان انتهي"، كان هذا لسان حال أولياء الأمور المرابطين أمام المدارس في انتظار خروج أبنائهم الطلبة. سيطرت حالة التوتر على الأهالي رغم دعوات وتعليمات وزارة التربية والتعليم لعدم الانسياق وراء المواقع التي تروج لتسريب الامتحانات، حتى أن أغلب الأهالي جلسوا أمام المدرسة لمتابعة تلك المواقع، ومحاولة تسريب آية معلومة لداخل اللجان. ينتهي الوقت المخصص لامتحان اللغة العربية، تقترب نادية من البوابة الرئيسية للمدرسة لتنتظر ابنها ليطمأنها أن الامتحان كان فى متناول الطالب المتوسط ولا توجد أية صعوبات، لتسأله عن تفاصيل في الامتحان منها النقاط البسيطة بالنحو وطول الأسئلة مقارنة بالمدة المخصصة للامتحان وانتهائه بعد ثلاث ساعات. يقول وليد، ولي أمر أحد الطلاب: "الدولة رافعة إيديها عننا، وسيبانا فريسة للدروس الخصوصية وأهم حاجه غايبة عنا التعليم.. مفيش تعليم وكل جيل بيطلع زي اللي قبله مش متعلم ولا بيعرف يفك الخط.. احنا بقينا فئران تجارب لكل مسؤول يجي". فيما عدا ذلك سادت حالة من الهدوء بمحيط عدد من اللجان، التي انتظر الأهالي خارجها في هدوء مترقبين ومنتظرين خروج أبنائهم للاطمئنان عليهم.