- محللون: العنف وتبادل الاتهامات كان غير مسبوق ولا يصدق.. والمرشح الوسطى يتصدر نوايا التصويت ب60% قال محللون سياسيون فى استطلاع للرأى، إن المرشح الوسطى إيمانويل ماكرون خرج منتصرا من المناظرة الأخيرة مع مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبن، وكان «الأكثر إقناعا»، على الرغم من وصف المناظرة بأنها «كانت حلبة مصارعة وعنيفة». وجرت المناظرة قبل أربعة أيام من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة 7 مايو، ودارت حول الملفات الشائكة لاسيما «الأمن، والإرهاب، والعلاقات مع أوروبا»، وتبنى فيها كل من المرشحين برنامجا يعتبر نقيضا للآخر. وأظهر استطلاع أجراه معهد «إيلاب» لدراسات الرأى العام بثته محطة تلفزيون «بى.إف.إم» أن 63% من مشاهدى المناظرة يرون ماكرون الأكثر إقناعا، من بينهم 12% من ناخبى اليمين المتطرف، فيما رأى 34% أن لوبن كانت مقنعة. وأجرى الاستطلاع على عينة قوامها 1314 من مشاهدى للمناظرة. كما أفاد الاستطلاع بأن ماكرون يتصدر نوايا التصويت للجولة الثانية، ومن المتوقع أن يحصل على ما بين 59% و60% من الأصوات مقابل ما بين 40 و41% للوبن. بدوره، قال «فريديك دابى» مدير معهد «أيفوب» لدراسات الرأى العام، أن «العنف(اللفظى) فى المناظرة كان غير مسبوق ولا يصدق»، مضيفاُ أن وزير الاقتصاد السابق قد ربح المناظرة لأن برنامجه أكثر اقناعا، عكس منافسته، مشيرا إلى ردود ماكرون القوية فيما يتعلق بمقترحاتها بإغلاق الحدود الفرنسية وقوله «ما تطرحينه وهم»، واتهمها بالحمائية والانعزالية ودعوة الفرنسيين للخوف والانطواء، وكذلك دعوته إلى التمسك بالاتحاد الأوروبى وعملته اليورو، بحسب صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية. من جانبه، رأى أستاذ التاريخ بجامعة فرساى، كريستيان ديلبورت، أن ماكرون كان مسيطرا طوال المناظرة بحجج منطقية مقنعة، على عكس منافسته التى كانت توجه له إهانات غير منطقية كقولها إنه «متغطرس، وابن النظام المدلل ووريث (الرئيس المنتهية ولايته) فرنسوا أولاند»، كما أكدت أن «فرنسا ستقودها امرأة، إما أنا أو (أنجيلا) ميركل»، متهمة ماكرون بالخضوع للمستشارة الألمانية، وبأنه لا يقوم بعمل أى شىء دون رضاها. فيما وصفت صحيفة «ليبراسيون» المناظرة الأخيرة بين المرشحين ب«المستحيلة»، مشيرة إلى تبادل الإهانات التى وصفتها بال«ديماجوجية». وقالت إن مرشحة اليمين المتطرف أجبرت منافسها على البقاء فى موقع دفاعى طوال المناظرة، إذ اتهمت لوبن المرشح المستقل ماكرون بتبنى موقف متساهل مع الأصوليين الإسلاميين، ورد عليها ماكرون «أنتِ تكذبين»، مضيفا «مكافحة الإرهابيين لا تعنى فى أى حال من الأحوال الوقوع فى فخ الحرب الأهلية، وهذا هو الفخ الذى ينصبه لنا الإرهابيون». وكتبت صحيفة «لو فيجارو» على صفحتها الأولى أن ماكرون ولوبن تواجها فى مناظرة عنيفة، لم ترق إلى حوار على مستوى الرهان»، كما جاء فى افتتاحيتها «من الصعب وصف الشجار الذى دار بأنه مناظرة». فيما أشارت صحيفة «ميدى ليبر» أن المرشحين «تبادلا اللكمات على الحلبة المتفجرة للانتخابات الرئاسية». من جهته، قال المدير السابق لمعهد «سيفيبوف» لدراسات الرأى العام، باسكال بيرينو، إن المناظرة تحولت إلى«حلبة مصارعة» مثل أجواء مناظرة عام 1974، وخلف هذه الضوضاء كان من الصعب الخروج بأفكار سياسية واضحة حول البرامج السياسية. من جهتها، أشارت محطة «فرانس إينفو» الإذاعية إلى تاريخ المناظرات الرئاسية الفرنسية، وتأثيرها على الرأى العام الفرنسى، موضحة أن المناظرات الرئاسية أصبحت لها ثقل وتأثير على الناخب الفرنسى منذ 1974، خلال المناظرة التليفزيونية بين المرشح الاشتراكى فرانسوا ميتران واليمينى فاليرى جيسكارديستان، وتعرض فيها الأخير للحياة الخاصة لميتران، مما ساهم فى خسارة المرشح الاشتراكى. فيما لخصت محطة «أر.تى.إل» الإذاعية المناظرة ب«المشاجرة»، موضحة أنها الكلمة الوحيدة التى تلخص المناظرة العنيفة التى لم تخل من التراشق والاتهامات المتبادلة شديدة اللهجة بين المرشحين، إذ اتهمت لوبن ماكرون بمرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصادى، ووصفته ب« الابن المدلل للنظام والنخب»، فيما رد ماكرون «إن استراتيجيتك هى ترديد الأكاذيب»، مضيفا «إنك وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود».