- ماتيا توالدو: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لديهم استراتيجية واضحة.. وموسكو ترغب فى استئناف العلاقات التجارية والعسكرية فى ليبيا - هناك خطر حقيقى لحدوث تصعيد فى الجنوب.. السراج «ضعيف جدا».. ومن الضرورى تشكيل حكومة أكثر فاعلية رأى الباحث المتخصص فى الشأن الليبى بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، أن مصر ترعى وساطة مهمة فى تسوية الأزمة الليبية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه «من الضرورى أن تساند القاهرة المشير خليفة حفتر وأن تسعى لاستقرار هذا البلد الإفريقى بوجه عام». وأضاف توالدو، فى حوار ل«الشروق» اليوم: « بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لديهم استراتيجية واضحة فى ليبيا تتمثل فى مساندة السراج، كما أنهم فى الوقت نفسه يتحاورون مع قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح». وفيما يتعلق بسيناريو تقسيم ليبيا، خاصة فى ضوء ما اقترحه المرشح لمنصب مندوب الولاياتالمتحدة إلى ليبيا سباستيان جوركا قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترامب رئيسا، قال توالدو: «لا أعتقد أن أحدا ينظر بجدية إلى اقتراح تقسيم ليبيا إلى ثلاث مناطق مستقلة»، مشيرا إلى أنه «فى ليبيا لا يوجد تأييد كبير لهذه الفرضية.. أيضا فى برقة، حيث هناك شعور قوى بعدم الرضا، هناك حركة فيدرالية ولكنها لا تؤيد الاستقلال عن ليبيا». وأضاف: «أعتقد أن تصريحات جوركا هذه نابعة من عدم أهليته ولا تشير إلى خطة أمريكية.. نحن الآن فى الشهر الثالث من إدارة ترامب وبالرغم من كل التكهنات حول التقارب المحتمل بينه وبين موسكو فيما يخص دعم حفتر، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تغيير شيئا حتى الآن مقارنة بإدارة أوباما السابقة». وحول الدور الروسى فى ليبيا، أوضح الخبير الإيطالى أن لموسكو أهدافًا محددة فى ليبيا تتمثل فى «رغبة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى إظهار قدرته على إصلاح ما أتلفه الغرب عام 2011 بعد سقوط القذافى وذلك من خلال المفاوضات والحرب على الإرهاب»، مشيرا إلى أن الهدف الثانى يتمحور حول «رغبة موسكو فى استئناف العلاقات التجارية والعسكرية كما كانت فى عهد القذافى». وتعليقا على الأوضاع فى الجنوب، فى ظل ما يشهده من اشتباكات متقطعة بين قوات موالية لحكومة الوفاق، وأخرى تابعة لحفتر، أوضح الخبير الإيطالى: «حفتر يحاول الاستيلاء على بعض المطارات التى من الممكن أن تكون مهمة لمهاجمة مصراته، ولكنه يدرك أن قواته أقل مقارنة بقوات مصراته»، مضيفا: «مع ذلك هناك خطر حقيقى لإمكانية حدوث تصعيد حقيقى فى منطقة الجنوب ووسط ليبيا وتحديدا فى المنطقة من سبها إلى الجفرة؛ نظرا لأن قوات الجيش الوطنى وقوات مصراتة قريبان جدا من بعضهما البعض». ووضع الباحث فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية خارطة طريق لتسوية الأزمة الليبية تتمثل فى حل سياسى يشمل «تشكيل حكومة أكثر فاعلية من الحكومة الحالية لديها ممثلين يحظون بثقة معظم القوى الكبرى فى مناطق مختلفة فى ليبيا»، مشيرا إلى أن الحل العسكرى يكمن فى «موافقة الجماعات المسلحة المختلفة فى غرب ليبيا وفى الجنوب على وقف الصراع والبدء فى بناء جيش حقيقى». وبسؤاله عن إمكانية إدخال تعديلات على اتفاق الصخيرات ومن ثم إسناد دور لحفتر فى إدارة البلاد، قال توالدو: «إذا نظرنا لتصريحات حفتر الأخيرة، سنجد أنه لا يريد تغيير الوضع الراهن، فهو القائد العام للقوات المسلحة الليبية وينتمى لبرلمان طبرق فى الشرق»، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن غرب ليبيا «حكومة الوفاق» لن يقبل هذا الوضع، لذا يتمثل الحل الوحيد فى «إنشاء مجلس عسكرى يمثل مناطق مختلفة فى ليبيا». وحول سلطة حكومة السراج والنجاحات التى حققتها فى ليبيا، قال توالدو: «من الصعب جدا التوصل لنجاح بعينه حققته حكومة السراج.. السراج حاليا ضعيف جدا فى البلاد، لا أعلم كيف يمكنه كسب تأييد الشعب بعد الأن»، مشيرا إلى أن «رئيس الوفاق منذ تعيينه يهتم بالسفر إلى العواصم الأجنبية أكثر من اهتمامه بزيارة مناطق مختلفة فى بلاده». وتابع: «السراج أثبت عدم قدرته على إدارة الاقتصاد وبناء تحالف يدعم عملية السلام.. أعتقد أنه من الضرورى تعيين رئيس حكومة قوية وتمثل الجميع».