وافق رئيس وزراء المغرب سعد الدين العثمانى، أمس، على تشكيل ائتلاف مع خمسة أحزاب أخرى ليكسر بذلك حالة الجمود السياسى التى أعقبت الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى أكتوبر الماضى. وكان العاهل المغربى الملك محمد السادس العثمانى المنتمى إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامى عُين قبل أيام رئيسا للوزراء خلفا لعبدالإله بن كيران، زعيم الحزب الذى أخفق فى تشكيل الحكومة بعد الانتخابات. وقال العثمانى للصحفيين إن الخطوات المقبلة ستكون تحديد هيكل الحكومة والمقاعد الوزارية مضيفا أنه «من الضرورى تجاوز العقبات السابقة»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف العثمانى: «تقرر تكوين الأغلبية الحكومية من ستة أحزاب هى العدالة والتنمية (إخوان مسلمون) والتجمع الوطنى للأحرار والاتحاد الدستورى والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية». وتابع: «بالإرادة الحازمة تم تجاوز العقبات التى حالت دون تشكيل الحكومة فى الشهور الماضية.. سنعمل معا على إرساء حكومة قائمة على هيكلة فعالة ناجحة ومناسبة.. لقد بدأنا النقاش فى هذا الإطار اليوم وسنستمر فى الأيام المقبلة». كانت المشاورات الحكومية تعثرت لأكثر من خمسة أشهر بين بن كيران الذى فاز حزبه بالعدد الأكبر من المقاعد فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى السابع من أكتوبر وحزب التجمع الوطنى للأحرار. وفى المغرب، يضمن قانون الانتخابات عدم تمكن أى حزب من الفوز بأغلبية مطلقة فى البرلمان المؤلف من 395 مقعدا، مما يجعل من الحكومات الائتلافية ضرورة فى نظام يعتبر فيه الملك السلطة العليا. وأكد العثمانى، الذى كان يرافقه زعماء الأحزاب السياسية المشكلة للائتلاف الجديد أنه «خلال المشاورات التى فتحتها منذ يوم الثلاثاء الماضى استقبلت فيها الأحزاب الممثلة فى البرلمان وهى الأحزاب التى حرصت على أن تعبر عن آرائها وكلها مستعدة لدعم إخراج الحكومة بسرعة.. ومن خلال تلك المشاورات اتضح أن الأجواء مناسبة فى الساحة السياسية». وأضاف: «أننا جميعا مؤطرون بالمقتضيات الدستورية وبالمنهجية الديمقراطية... وبالإرادة الشعبية فى تدبير المشاورات بغية جمع الأغلبية فى مجلس النواب وسنواصل انطلاقا من هذه المبادئ والأسس المؤطرة على العمل بمقتضاها».