المرشح اليمينى يستطيع إكمال الطريق للإليزيه عبر التركيز على قضايا الهجرة والأمن والهوية رأى محللون أن مرشح الجمهوريين، فرانسوا فيون، مازال يملك فرصا لحسم الانتخابات الرئاسية الفرنسية التى تجرى جولتها الأولى فى 23 أبريل المقبل، على الرغم من اتهامات الفساد التى عصفت بشعبيته فى الأسابيع الأخيرة. وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إن فيون يمكن أن يتخطى المرحلة الأولى رفقة المرشح الوسطى ايمانويل ماكرون، بل ويهزم الأخير فى المرحلة الثانية المقررة فى 7 مايو المقبل، ليصل إلى قصر لاليزية على خلاف كل التوقعات واستطلاعات الرأى التى تفيد بأنه يحل ثالثا بعد زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، وماكرون. ومضت قائلة إن وسائل الاعلام لم تتوقع حسم فيون للانتخابات التمهيدية لليمين، على حساب الرئيس السابق نيكولا ساركوزى، والمرشح البارز آلان جوبيه، لكنه استطاع أن يفوز، ما اثار دهشة كبيرة فى الأوساط السياسة الفرنسية. وفى الأسابيع الأخيرة، ضربت حملة فيون اتهامات بالفساد كشفتها الصحيفة الساخرة «لوكانارد أونشينى»، وتفيد بأنه سمح لعائلته بالتربح من وظائف وهمية. وأصدرت الشرطة امرا باستدعائه وفتشت منزله. ونتيجة لذلك، تهاوت شعبيته فى استطلاعات الرأى ليحل ثالثا. وعلى الرغم من ذلك، ترى الصحيفة إن فرصه فى الفوز بالرئاسة لاتزال قائمة. وأوضحت أن شخصية فيون، وإصراره فى اكمال السباق الإنتخابى على الرغم من كل هذه العوائق التى اعترضت حملته الانتخابية، أدهشت العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن المرشح اليمينى يستطيع أن يستجمع قواه من جديد، ويجمع مؤيدى اليمين حوله، بعد تجمع مناصريه فى ساحة «تروكاديرو» بباريس، أخيرا، لدعمه، ودعوته لعدم تخليه عن الترشح. ونقلت الصحيفة عن إيتيان ديجارين، وهو محل سياسى وقانونى بلجيكى أن«فيون يبدو اليوم كمرشح قادر على تحدى وسائل الاعلام التى ترى أنه لا يمكنه الاستمرار فى السباق الرئاسى، فى حقبة زمنية ربح فيها مؤيدى انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب». وأضاف أن فيون لازال لديه القوه لاستعادة شعبيته من جديد. وتابع ديجارين: «حتى يفوز فيون على منافسيه فى السباق الرئاسى، فعليه استئناف الحملة الانتخابية فى أسرع وقت ممكن، وعقد لقاءات سياسية والتركيز على برنامجه فى المناظرات». وتابع «أن مؤيدى رئيس الوزراء الأسبق فرنسوا فيون من اليمين، يدعمون برنامجه الانتخابى، وليس شخصيته، إلا أنه لن يحظى بأصوات الوسط». وعادت الصحيفة قائلة «فى فرنسا التى دائما ما تميل إلى اليمين، فإن فيون لا يمكنه الفوز إلا بإثارة الموضوعات المتعلقة بالمبادئ اليمينية مثل قضايا الهجرة، والأمن، والهوية». وفى سياق متصل، أظهر آخر استطلاع للرأى أجراه معهد «بى فى أى» أن إيمانويل ماكرون ومارين لوبن سيحصدون نسبة متساوية فى نوايا تصويت فى الجولة الأولى للانتخابات (26%)، يليهم فيون ب20%. وقال أديليدى زولفيكارباسيك، مدير مكتب «بى فى إى» للرأى العام «أن هذا التطور السريع لماركون يرجع للتحالفات التى أجراها وتقديمه الجيد لبرنامجه الانتخابى فى مواجهة فرنسوا فيون والمرشح الاشتراكى بنوا آمون». ووفق الاستطلاع ذاته، سيهزم ماكرون، لوبن فى الجولة الثانية بعد أن يحصد 69% من الأصوات.