• حيثيات الحكم: «بارك جيونهى» انتهكت الدستور عبر السماح لصديقتها بالتدخل فى شئون الدولة طوت كوريا الجنوبية، اليوم، صفحة حكم أول امرأة تتولى رئاسة البلاد، بإعلان المحكمة الدستورية تأييد قرار البرلمان بعزل الرئيسة بارك جيونهى، على خلفية تورطها فى فضيحة فساد شملت شركات كبرى وعصفت بالبلاد لعدة أشهر. وكان البرلمان قد مرر قرارا، فى ديسمبر الماضى، بعزل الرئيسة بارك وتوجيه اتهام إليها على خلفية فضيحة فساد ضخمة ألمت بها وصديقتها المقربة تشوى سون سيل، دفعت الملايين للنزول إلى الشوارع للمطالبة بالإطاحة بها. وقالت رئيسة المحكمة، لى جونج مى: إن ما قامت به الرئيسة بارك «أساء إساءة بالغة إلى روح الديموقراطية وسيادة القانون»، مضيفا أن «الرئيسة بارك جيونهى قد عزلت»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. واعتبرت المحكمة الدستورية فى حيثيات قرارها الصادر بإجماع أعضائها الثمانية، أن عزل الرئيسة يبرره انتهاكها الدستور؛ لكونها سمحت لصديقتها تشوى سونسيل بالتدخل فى شئون الدولة على الرغم من أنها لا تشغل أى منصب رسمى. وبموجب هذا الحكم، تصبح جيونهى أول رئيسة للبلاد منتخبة ديمقراطيا تجبر على ترك منصبها، ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية فى غضون 60 يوما، وفقا لنص الدستور. وسيظل رئيس الوزراء هوانج كيو آن الذى يتولى مهام الرئاسة بالإنابة منذ ديسمبر الماضى فى إدارة شئون البلاد لحين إجراء الانتخابات. ويعنى حكم الدستورية أيضا أنه تم تجريد باك من حصانتها البرلمانية، ما يمهد لمحاكمتها حاليا أمام محكمة جنائية. وكان مئات المتظاهرين من أنصار بارك ومعارضيها قد تجمعوا عند مبنى المحكمة الدستورية بالعاصمة سول، الذى أحاطت به حافلات الشرطة، فيما لم تمثل بارك أمام المحكمة، أمس. من جهتها، أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء بوفاة شخصين شاركا فى مسيرة معارضة لحكم الدستورية بتأيد عزل الرئيسة بارك، موضحة أن أحدهما رجل يبلغ من العمر 72 عاما عثر عليها ينزف من رأسه بالقرب من مقر المحكمة الدستورية. ولم تتوافر تفاصيل بشأن حالة الوفاة الثانية، فيما تجرى الشرطة تحقيقات بشأن ملابسات وفاة الاثنين. من جانبه، أكد حزب كوريا الحرة الذى تنتمى إليه بارك أنه يحترم قرار المحكمة. وقال مسئولون بالحزب: إنهم يبحثون حاليا كيفية الاستمرار فى الحياة السياسية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. بدوره، أكد يم جونجيونج رئيس لجنة الخدمات المالية بالبرلمان أن «عزل باك لن يكون له تأثير على استقرار أسواق المال»، مؤكدا «أتممنا الاستعدادات الكافية للاستجابة». يذكر أن فضيحة الفساد المدوية التى تورطت فيها رئيسة البلاد تتركز على صديقتها تشوى سونسيل التى يشتبه فى أنها استغلت نفوذها لإجبار المجموعات الصناعية الكبرى على «التبرع» بنحو 70 مليون دولار لمؤسسات مشبوهة تشرف عليها. وكانت السلطات الكورية الجنوبية قد اعتقلت عددا من كبار المسئولين فى الحكومة، فيما جرى التحقيق مع رجال أعمال نافذين بشأن تورطهم المفترض فى القضية، بمن فيهم وريث مجموعة «سامسونج» العملاقة لى جاييونج. التتبع السابق