أطلقت كوريا الشمالية، اليوم الإثنين، أربعة صواريخ بالستية سقطت ثلاثة منها في مياه اليابان. وأعلنت سيول أن بيونج يانج أطلقت أربعة صواريخ في البحر الشرقي (بحر اليابان)، وأن كوريا الجنوبية وحليفها الأمريكي يعملان على "تحليل العملية عن كثب". وقال متحدث باسم هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية، إن الصواريخ عبرت ألف كلم وارتفعت إلى علو 260 كلم، مستبعدًا أن تكون صواريخ بالستية عابرة للقارات. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أن ثلاثة صواريخ سقطت في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان التي تمتد على مسافة 200 ميل بحري (370 كلم) عن سواحلها. وتعد هذه المرة الثانية فقط التي تسقط فيها صواريخ كوريا الشمالية، التي تضاعف عمليات إطلاق الصواريخ، في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان. وقال «آبي»، إن "التجارب الصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية هي عمل استفزازي لأمننا وانتهاك فاضح لقرارات مجلس الامن الدولي"، منددًا ب"مستوى جديد من التهديد"، ومؤكدًا أنه "لا يمكننا بأي شكل من الأشكال التساهل مع هذا الأمر". وفي واشنطن، نددت وزارة الخارجية "بحزم" بعمليات إطلاق الصواريخ، وتوعدت باستخدام "كل مجموعة الوسائل الممكنة للتصدي لهذا التهديد المتزايد". وأما في سيول، عقد الرئيس بالوكالة هوانج كيو-آن، اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي، معتبرا أن "الاستفزازات الكورية الشمالية تمثل خطرا آنيا وفعليا على بلاده". وقال «هوانج» إنه "على ضوء ما أظهره قادة كوريا الشمالية من وحشية وتهور مع قتل كيم جونج-نام، فإن عواقب حيازة الشمال السلاح النووي مروعة ولا يمكن تصورها". ودعا «هوانج» إلى "نشر الدرع الصاروخية الأمريكية (ثاد) على وجه السرعة"، عملا بمشروع أعلنت عنه سيولوواشنطن العام الماضي ويثير غضب بكين. وقامت كوريا الشمالية الشهر الماضي بإطلاق صاروخ بالستي، في أول عملية من نوعها منذ أكتوبر، اعتبرت سيول أنها تهدف إلى اختبار رد فعل الإدارة الأميركية الجديدة. وكان «ترامب» اعتبر أن كوريا الشمالية تطرح "مشكلة كبيرة جدا"، مؤكدا أنه سيرد عليها "بشدة". وباشرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، الأربعاء، مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية التي تعتبرها بيونج يانج بمثابة تدريبات على اجتياح أراضيها، فيما تؤكد سيولوواشنطن أنها دفاعية. وفور بدء مناورات «فول إيجل»، هددت كوريا الشمالية القوات "العدوة" باتخاذ "تدابير نووية مضادة بلا رحمة". وكان الشمال أطلق العام الماضي سبعة صواريخ احتجاجا على هذه التدريبات. وفرضت الأممالمتحدة عدة مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجيها البالستي والنووي، لكنها لم تنجح في الحد من عزمها على تطويرهما. وفي 2016، أجرت بيونج يانج تجربتين نوويتين وأطلقت حوالى عشرين صاروخا، في سياق سعيها لامتلاك التقنيات التي تسمح لها باستهداف الأراضي الأمريكية. وفي فبراير، أعلنت الصين، الحليف الرئيس لبيونج يانج، وقف استيراد الفحم من كوريا الشمالية حتى نهاية 2017، ما يحرم حليفتها من مصدر أساسي للعملات الأجنبية. وأكدت بكين أن البلدين ما زالا يقيمان علاقات "جوار ودية"، لكنها أبدت مرة جديدة معارضتها لطموحات بيونج يانج النووية.