اشتبكت مع أحد الحضور: أنا مش جاية أتكلم فى الدين.. والمجتمع يتكلم عن «إرضاع الكبير» ويرفض الحديث عن الجنس تظل هى المخرجة المصرية المثيرة للجدل كلما ظهرت فى مكان، ليس فقط عبر الأفكار التى تقدمها فى أفلامها أو اللقاءات الإعلامية، ولكن ايضا من خلال الاحاديث التى تدلى بها فى الندوات، حتى أنها قدمت فى معرض الكتاب حلقة جديدة من سلسلة حلقاتها الجدلية، وذلك بعد ان اشتبكت مع احد الحاضرين فى ندوتها حول العلاقات الجنسية قبل الزواج. وكانت المخرجة السينمائية قد بدت من البداية شديدة الحرص فى حديثها، وكانت تختار ألفاظها بعناية شديدة، وبما يتناسب مع طبيعة ندوات معرض الكتاب، والتى يحضرها جمهور من مستويات ثقافية مختلفة، ولكن اخذ الحديث وتيرة مختلفة عندما وردت اسئلة من القاعة عن سر اختلافها وخلافاتها فى المجتمع المصرى، وتحدثت ايناس الدغيدى عن حالة الفصام التى يعيشها المجتمع الذى يرفض افلام البلطجة ويهاجمها وفى نفس الوقت يدخل السينما ويجعلها أعلى الافلام تحقيقا للإيرادات، وكذلك يهاجم تناول افلامها لموضوعات تتناول العلاقات الجنسية، ولكنه فى حقيقة الأمر يريد الحديث فى هذا الموضوع الذى يشغله، وفى كل ندوة يطرح الناس عليها أسئلة عن هذا الموضوع، وفى الوقت الذى يرفض فيه المجتمع الحديث عن العلاقات الحميمة قبل الزواج، يتقبل الحديث عن إرضاع الكبير. وأثار الحديث احد الحاضرين فى الندوة للاشتباك مع الدغيدى، والتأكيد على ان هناك فرقا كبيرا بين قضية فقهية، وبين مباركة شىء يرفضه الشرع، طارحا سؤالا عن كيفية قبول العلاقات الجنسية بدون الزواج، وهو أمر يحرمه الدين؟ ليتحول الأمر لمشادة، استعان فيها صاحب المداخلة بآيات قرآنية للتدليل على وجهة نظره، بينا رفضت المخرجة تحويل اللقاء إلى حوار دينى، وقالت: «انا جاية اتكلم فى الفن ومش بتكلم فى الدين»، وتدخل الناقد الفنى نادر عدلى مدير الندوة ليوقف الحوار الذى اثار مشادات فى جنبات القاعة، مؤكدا له أنها ندوة فنية وليست دينية. وكانت ايناس الدغيدى قد بدأت الندوة بالحديث عن رحلتها فى مجال السينما، والتى اثمرت خلال سنوات طويلة عن 16 فيلما، اهتمت فيها بتقديم خط خاص يميزها، وهى القضايا التى تتعلق بالمرأة وحالة القهر الذى تتعرض له فى مجتمع ذكورى، وهو خط موجود فى «عفوا أيها القانون» و«مذكرات مراهقة»، و«الباحثات عن الحرية»، ومن هنا يعتبرها كثيرون أنها من اوائل المخرجات اللاتى عملن بالسينما، ولكن الحقيقة ان هناك مخرجات سبقنها فى دخول المجال ولكن افلامهن لم تترك لهن تلك البصمة التى وضعتها اعمالها على السينما المصرية. واكدت «الدغيدى» ان فكرة العمل بالفن وتحقيق الشهرة لم تكن يوما طموحا لها، وحتى بعد دخولها معهد السينما لم تكن تتخيل انها ستكون مخرجة، خاصة أن المجتمع بوجه عام كان لا يقبل ان تقود النساء منظومة عمل، ومن هنا كانت المخرجات تعمل كمساعدات اخراج. واشارت إلى انها استفادت من هذه المرحلة كثيرا، حيث عملت مع مخرجين كبار امثال بركات، وصلاح ابوسيف وعاطف الطيب، وهو ما أكسبها خبرات جعلت بعض المنتجين يثقون فى قدراتها ويمنحوها الفرصة للتصدى لعمل سينمائى، وكان مع فيلم «عفوا أيها القانون» من إنتاج فايز واصف. وقالت ايناس الدغيدى انها لم تتجه للتمثيل احتراما لوعد قطعته لوالدها، والذى وضع هذا شرطا لقبول دخولها معهد السينما، موضحة ان دخولها معهد السينما كان واحدا من التحديات الكثيرة التى خاضتها فى حياتها، حيث كان المجتمع يرفض فكرة العمل بالفن، وانها وهى بنت الاسرة المحافظة وجدت صعوبة كبيرة فى اقناع اسرتها بقبول عملها فى السينما، مضيفة انها قدمت بعد ذلك دورين على الشاشة من باب انقاذ موقف، ولكنها رفضت احتراف التمثيل احتراما للوعد الذى قطعته على نفسها. وردا على غياب جيلها عن شاشة السينما قالت ان هذا الجيل لم يعد مطلوبا، وان المطلوب هو الجيل الجديد والمخرجون القادرون على تلبية متطلبات السوق بتقديم نوعية معينة من الافلام، وقالت انها فى افلامها لا تغفل الجانب التجارى، ولكنها تحرص على تقديم مستوى معين من الفكر حتى لو كان التناول فيه جزءا من الحرفة التجارية، وذلك لأنها تعلم ان السينما بالأساس تجارة وفن وثقافة، ومن هنا تحرص على تحقيق معادلة بين العناصر المختلفة. وطالبت الجمهور باتخاذ موقف ضد افلام البلطجة والاسفاف، والتى يعلنون فى الندوات رفضهم لها، وذلك بمقاطعتها فى دور العرض، مؤكدة على خطورة هذه الافلام التى افقدت السينما المصرية احترامها فى المنطقة العربية. فيما اكدت انها ترى الفنان محمد رمضان ممثلا جيدا جدا، وانه قادر على تقديم الكثير من الادوار بشكل متميز، ولديه موهبة خاصة يجب ان ينتبه إليها، وهى قدرته على الوصول للناس، وحب الجمهور لمشاهدة اعماله، وعليه ان يدقق الاختيار ليأخذ جمهوره إلى منطقة ترتقى به. وعن ميلها لتناول موضوعات شائكة فى افلامها، قالت: لدينا موروثات فى مجتمعنا من الصعب أن تخرج منا بسهولة ولكن ما ننادى به هو أن يكون هناك قدر من الحرية، وقدرة على الحوار واحترام فكر الآخرين. وعن امكانية تقديمها لعمل درامى تليفزيونى قالت انه بالفعل هناك مشروع مع الكاتب مصطفى محرم، وأتمنى أن يخرج المشروع للنور قريبا.