جون ماكين: الانسحاب من الاتفاقية يترك الصين تعيد كتابة قواعد التجارة العالمية بمفردها وزير مالية اليابان: خروج أمريكا من الشراكة عبر المحيط الهادئ أمر مخزٍ لكنه كان متوقعًا أكد العديد من دول «الشراكة عبر المحيط الهادئ» تمسكها بالاتفاقية الرامية إلى إقامة أكبر منطقة تجارة حرة إقليمية فى العالم رغم قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاقية، التى لم يكن الكونجرس قد صدق عليها بعد. وكان ترامب قد قرر فى أول يوم عمل له فى البيت الأبيض يوم الاثنين الماضى الانسحاب من اتفاقية «الشراكة عبر المحيط الهادئ» التى تضم 12 دولة أمريكية وآسيوية تطل على المحيط الهادئ. وقال وزير المالية اليابانى تارو أسو خلال مؤتمر صحفى، اليوم، إن اليابان ستعمل مع الدول الأخرى الأعضاء فى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادى من أجل تعزيز التجارة الحرة، فيما قال وزير الخارجية فوميو كيشيدا للصحفيين إنه سيواصل المناقشات مع الولاياتالمتحدة. وفى أستراليا قال وزير التجارة الأسترالى ستيفن سيوبو، الثلاثاء، إن بلاده لن تتخلى عن الشراكة التاريخية عبر المحيط الهادئ رغم انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاقية التجارية. وأضاف سيوبو: «هذا أمر مخزٍ إلى حد كبير، لكنه لم يكن مفاجئا، مضيفا أنه حريص على معرفة ما إذا كانت الاتفاقية يمكن أن تستمر بدون دولة واحدة وهى الولاياتالمتحدة. كما قال فى تصريحات لقناة «سكاى نيوز» الإخبارية التلفزيونية إن «أستراليا وعدد كبير من الأعضاء الآخرين فى الشراكة عبر المحيط الهادئ تركز بشدة على التأكد من استمرار جنى المكاسب التى تم الاتفاق عليها فى إطار الشراكة عبر المحيط الهادئ». وفى نيوزيلندا قال وزير التجارة النيوزيلندى اليوم الثلاثاء إن بلاده ملتزمة بالاستمرار فى اتفاقية «الشراكة عبر المحيط الهادئ» رغم إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب منها. وقل تود ماكلاى وزير التجارة فى نيوزيلندا فى بيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «اقتصاد نيوزيلندا يعتمد على الوصول العادل للأسواق الخارجية، وسنواصل الدفاع عن ذلك من أجل مزايا تحرير التجارة على المسرح العالمى» مضيفا أنه تحدث مع «عدد من وزراء الشراكة عبر المحيط الهادئ فى دافوس الأسبوع الماضى». وقال روبرت ايسون أستاذ الدراسات الاستراتيجية فى جامعة فيكتوريا فى ويلنجتون إن سياسات ترامب ستدفع نيوزيلندا لمزيد من التقارب مع الصين. وفى واشنطن انتقد السيناتور جون ماكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا وأحد قادة الحزب الجمهورى الذى رشح ترامب لانتخابات الرئاسة قرار الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ باعتباره «خطأ فادح». وقال إن انسحاب الولاياتالمتحدة من هذه الاتفاقية سيفتح الباب أمام «الصين لكى تعيد كتابة قواعد الطريق على حساب العمال الأمريكيين. وسيرسل إشارة مضطربة بشأن انسحاب أمريكى من منطقة آسيا والمحيط الهادئ فى الوقت الذى تقل فيه القدرة على تحمل هذا الانسحاب إلى أدنى درجة». فى حين رحب مرشح الرئاسة الأمريكية السابق والمنافس وأكبر المنتقدين لترامب، بيرنى ساندرز، بقرار ترامب وقال فى تصريحات اعلامية «انا سعيد أن ذهبت هذه الاتفاقية إلى الابد واصبحت ميتة». يذكر أن أمريكا وقعت الاتفاقية فى عام 2015 مع 11 بلدا من آسيا والمحيط الهادى تمثل 40% من الاقتصاد العالمى، والبلدان الموقعة على المعاهدة هى استراليا وبروناى وكندا وشيلى واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة والولاياتالمتحدة وفيتنام. وتضم هذه الدول ومعها الولاياتالمتحدة، نحو 800 مليون نسمة وتمثل نحو 26% من التجارة العالمية بقيمة تزيد على 11 تريليون دولار. تستهدف الاتفاقية إزالة الحواجز التجارية فى المنطقة وخفض أو إلغاء الرسوم الجمركية على نحو 18 ألف سلعة صناعية وزراعية بما فى ذلك المنسوجات والملابس.