على الرغم من حضور سلطان المداحين الشيخ ياسين التهامى لإحياء الاحتفال السنوى لمولد الإمام الحسين، إلا أن المريدين الذين أتوا من البلاد لم يغفلوا غياب اللحوم عن موائد الطعام التى غطاها العيش والفول النابت، إذ تأثرت مائدة المولد أيضا بارتفاع أسعار اللحوم فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد. وجرت العادة أن تقدم الطرق الصوفية التى تحتفل سنويا بذكرى مولد الأمام الحسين، حفيد الرسول، مائدة الطعام التى لا تخلو من العيش واللحوم والفول النابت، لكنها تخلت هذا العام عن بند أساسى من المائدة. باستثناء اللحمة، فجميع مظاهر المولد كانت حاضرة، تلاحظها فى جدران مسجد الأمام الحسين التى ترصعت بالمصابيح الزاهية، وافتراش الآلاف الممرات والأزقة المؤدية إلى المقام، حيث احتضنت الخيام المنصوبة بها مريدى الطرق الصوفية لمدة أسبوع منذ بدء الاستعداد للمولد فى ليلته الختامية. فى تمام الثانية عشرة من منتصف الليل، كان المريديون يلتفون حول المنصة الرئيسية المنصوبة أمام مقام الأمام الحسين، بالحى الذى يحمل اسمه، عندما صعد سلطان المداحين إلى المنصة، ليطلق نذير الانتباه للتجلى فى الابتهالات الصوفية التى ينشدها السلطان، لستقبله المحتفلون بترديد «الله حى» و«مدد يا حسين». بدأ التهامى الحفل بقصيدة «أحبك فى القنوط.. وفى التمنى.. كأنى منك صرت.. وصرت منى.. أحبك فوق ما وسعت ضلوعى.. وفوق مدى يدى.. وبلوغ ظنى». على مدار 4 ساعات، ظل التهامى الكبير ينشد الابتهالات ويجذب الوفود إليه من المناطق القريبة من حى الحسين، حتى مطلع الفجر، إذ وقف المريدون يتضرعون إلى الله للغفران، وتطهير قلوبهم الزاهدة فى حضرة الأمام.