أنا أم لثلاثة أطفال يعانى أحدهم الثانى فى الترتيب دون الآخرين من حساسية شديدة للبيض. إنه فى الرابعة من عمره ويستعد للذهاب للحضانة فى العام الدراسى المقبل وأخشى عليه من أن يتعرض لتلك الحساسية التى تصيبه بالطفح الجلدى الذى يدعوه لهرشه باستمرار إلى جانب إحمرار عينيه وسيلان أنفه وربما صعوبة التنفس أحيانا. لماذا هو دون أخوته؟ وهل من علاج غير علاج الأعراض الذى يقدمه الأطباء يقضى على تلك الحساسية؟ غادة هلال القاهرة أمراض الحساسية مازالت حتى الآن عصبية الفهم فى عديد من المواقف على العلم والعلماء. سببها غير معروف وإن كانت آلياتها معروفة لسبب ما. يعتبر الجهاز المناعى فى الإنسان بروتينات البيض (البياض بصورة أكثر وإن كان الصفار أيضا) أجساما غريبة مهاجمة فيتحفز لها وتفرز خلاياه مواد عديدة أهمها الهيستامين لمواجهة هذا الغزو من وجهة نظر الجهاز المناعى للجسم. للهستامين تأثيرات على الجسم عديدة منها ما نراه من تفاعلات الحساسية كسيلان واحتقان الأنف، دموع العين، العطس وربما السعال والقىء والطفح الجلدى. غالبا ما تكون تلك الأعراض وقتية وتستجيب للعلاج بمضادات الحساسية ومضادات الهستامين كما وصفت فى رسالتك لعلاج الأعراض. بالطبع لك أن تقلقى لما يمكن أن يتعرض له طفلك بعيدا عن مدى رعايتك فأنت بالطبع تحرصين فى المقام الأول على ألا يتناول البيض وكل ما يدخل فى تركيبه البيض من جاتوه أو حلوى ومخبوزات مختلفة. وربما كان من الأمثلة الحديثة لقاح الانفلونزا الذى ينتج بتحضيره فى بيض الدجاج. حساسية البيض تأتى فى المرتبة الثانية بعد الحساسية للبن الحليب عند الأطفال لكن ذلك يحدث ومعه سبب أو علاقة معروفة وراثيا لذا كان هو دون إخوته. أما عن علاج حاسم لحساسية البيض فالزمن وحده كفيل بها إذ إن الملاحظ أنها تقل مع التقدم فى السن حتى أنها تختفى إلى غير رجعة فى سن المراهقة. فاهدئى بالا.