- «كوريرى ديلا سيرا» ترجح تلقى العامرى دعما من تونسيين فى إيطاليا.. ومحللون: تغييرات راديكالية قادمة فى سياسة أوروبا تجاه الهجرة أعلنت وزارة الداخلية التونسية، اليوم، اعتقال عناصر خلية إرهابية مرتبطة بأنيس العامرى المشتبه به الرئيسى فى اعتداء برلين، غداة تصفيته فى اشتباكات مع الشرطة الإيطالية فى ميلانو. وقالت الوزارة فى بيان إنه «تم إماطة اللثام عن خلية إرهابية تتكون من ثلاثة عناصر تتراوح أعمارهم بين 18 و27 سنة على علاقة بالإرهابى أنيس العامرى مرتكب العملية الإرهابية التى (وقعت) بمدينة برلين الألمانية». وأضاف البيان «تبين أن من بين أفراد الخلية ابن شقيقة العنصر الإرهابى المذكور الذى بالتحرى معه اعترف أنه يتواصل مع خاله عبر تطبيق (تلجرام) للإفلات من المراقبة الأمنية باعتباره (تطبيقا) مشفرا وسريا». وأوضحت الوزرة أن العامرى «استقطب ابن شقيقته لتبنى الفكر التكفيرى وطلب منه مبايعة داعش، حيث قام بتسجيل نص المبايعة وإرسالها إلى خاله فى ألمانيا». وتابعت أن «ابن شقيقة العامرى اعترف بأن خاله كان «أمير» مجموعة إرهابية تنشط فى ألمانيا وأنه أرسل له أموالا للالتحاق به هناك». وفى برلين، واصلت السلطات الألمانية، تحقيقاتها بشأن الهجوم بحثا عن «شركاء محتملين» ساعدوا العامرى للوصول إلى إيطاليا. وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن «الخطر الإرهابى مازال قائما»، فيما أكد وزير الداخلية توماس دى ميزيير أن «التهديد الارهابى يبقى مرتفعا فى ألمانيا». من جانبه، صرح رئيس نيابة مكافحة الإرهاب بيتر فرانك: «بالنسبة لنا الآن، من المهم جدا تحديد ما إذا كان هناك خلال الإعداد وتنفيذ (الهجوم)، شبكة دعم ومساعدة أو شركاء وأشخاص ساعدوه»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. بدورها، رأت الصحف الألمانية أن تمكن العامرى من مغادرة ألمانيا على الرغم من انتشار الشرطة، يطرح عدة تساؤلات بشأن الإجراءات الأمنية التى اتخذت بعد الاعتداء. من جانبها، قالت صحيفة «كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية إن «الشرطة الإيطالية وجدت بحوزة العامرى على هاتف محمول وشريحة هاتف هولندية غير نشطة، فضلا عن هاتف ذكى»، مرجحة أن يكون العامرى قد التقى بعض التونسيين أو طلب المساعدة منهم فى إيطاليا قبل أن يقتل هناك على أيدى الشرطة. وفى واشنطن، اعتبر الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب أن الاعتداء بشاحنة فى برلين يعكس «تهديدا دينيا محضا»، متسائلا «متى سترد الولاياتالمتحدة والدول الأخرى». إلى ذلك، رأى عدد من المحللين الأوروبيين أن سياسة القارة العجوز إزاء قضية اللجوء والهجرة ستشهد تغييرات راديكالية عدة خلال الفترة المقبلة. وأرجع دانييلى سكاليا، مدير معهد الدراسات المتقدمة فى الجغرافيا السياسية بروما القصور الأمنى الذى تعانية أوروبا فى السنوات الأخيرة إلى «وصول عدد كبير من المهاجرين ومن ثم تسلل العناصر الإرهابية بينهم». وأشار الخبير الإيطالى، فى تصريحات ل«الشروق» إلى أن قصور اجراءات ضبط الحدود الإيطالية أدى بدوره إلى سهولة تدفق الإرهابيين القادمين بشكل خاص من سوريا وليبيا والعراق عبر الدول الأوروبية»، موضحا أن «حالة عدم الرضا التى تسيطر على بعض التجمعات الإسلامية فى عدد من الدول الأوروبية كبلجيكا وفرنسا قد تدفعهم إلى تبنى بعض الأفكار المتطرفة». وفيما يخص إيطاليا باعتبارها أكثر الدول الأوروبية استقبالا للمهاجرين، أوضح الخبير الإيطالى أن «المفوضية الأوروبية وبخت روما أكثر من مرة على خلفية استقبالها أعدادا كبيرة من المهاجرين، لذا ينبغى عليها تكييف أوضاعها من جديد». بدوره، قال المحلل السياسى الفرنسى، جان سيلفستر مونجرينى إنه بعد مقتل التونسى منفذ هجوم برلين فهذا الأمر سينعكس بالتبعية بشكل كبير على السياسة الألمانية لاسيما فيما يخص الانتخابات الفيدرالية المقررة العام المقبل 2017. وأضاف مونجرينى ل«الشروق» أن الاعتداءات الأخيرة ستزيد من تصاعد التيار الشعبوى اليمينى المتطرف الذى سيستغل هذا الاعتداء للمطالبة بتغيير سياسة ألمانيا حيال الهجرة، وتبنى سياسة أكثر انغلاقا.