أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية تعزيز التعاون "العربي- الأوروبي"، مثمنا ما جرى إنجازه حتى الآن، داعيا في الوقت ذاته إلى المزيد من تطوير العلاقات المشتركة. جاء ذلك في كلمته خلال أعمال الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب مع نظرائهم في الدول الأوروبية، الذي عقد بالجامعة العربية برئاسة وزير خارجية الجمهورية التونسية، خميس الجهيناوي، وبحضور وزراء الخارجية العرب والأوروبيين أو من يمثلهم، وفيدريكا موجريني الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي. وحذر أبو الغيط، من خطورة المأساة السورية وتداعياتها على المنطقة، مشيرا إلى أنها تثير شعور بالأسى، منتقدا العجز الدولي "المخزي" لإنهاء معاناة الشعب السوري، حتى صارت الأزمة مسرحا لطموحات إقليمية على حساب الشعب السوري الذي يعيش واحدة من أفدح الأزمات الإنسانية في هذا العصر، حسب قوله. ودعا أبو الغيط، وزراء الدول الأوروبية إلى توظيف ثقلهم السياسي والدبلوماسي لإنهاء العنف في سوريا، والتحرك لإطلاق الحل السياسي طبقا لمؤتمر "جنيف 1". كما دعا الدول المانحة إلى الالتزام بتعهداتها إزاء الدول المستقبلة للنازحين. وحول تطورات القضية الفلسطينية، أكد أبو الغيط أنها تظل القضية الأولى وسببا مباشرا لعدم الاستقرار في المنطقة، منتقدا إمعان اسرائيل في الاستيطان بصورة غير مسبوقة. وطالب، الاتحاد الأوروبي بالتصدي لمسعى اسرائيل في الحصول على مقعد غير دائم لمجلس الأمن، مشددا على ضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وحول الوضع في ليبيا أمنيا وسياسيا.. قال أبو الغيط إنه يستدعي عملا بين الجانبين العربي والأوروبي لإعادة الاستقرار، مضيفا "ولا يخفى أن انعدام الاستقرار في ليبيا يمس الجانبين، مما يحتم تعزيز الجهود والعمل المشترك للتوصل لمصالحة وطنية وتسوية سياسية يرتضي به الجميع". وتعليقا على الأوضاع في اليمن، أكد أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، استمرار دعم الجامعة للشرعية في اليمن، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن المفاوضات تمثل السبيل لحل الأزمة اليمنية. من جانبه، أكد وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي في كلمته - بصفة بلاده رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة - أهمية تعزيز الحوار العربي الأوروبي باعتبار أن هذين الفضائين يشكلان فضاءً كبيرا واحدا، آخذين في الاعتبار العمق الحضاري والمصير المشترك وذلك لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه الجميع. وشدد الجهيناوي، على ضرورة مضاعفة الجهود وتكثيف التعاون في ظل الأوضاع الدقيقة الإقليمية والدولية. وخلال كلمتها، أعربت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجريني، عن بالغ حزنها لسقوط ضحايا وأبرياء جراء العمليات الإرهابية في الأردن ومصر وبرلين وحادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، مشددة على أن هذا يضفي مزيد من الأهمية على اجتماع اليوم لبحث كيفية مواجهة الإرهاب والعنف الذي يضر بالمدنيين. وأضافت، أن ما يحدث أيضا في سوريا وليبيا واليمن له تأثير مباشر على دول أوروبا، مما يؤكد ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي شريكا أساسيا في حفظ الأمن في العالم العربي. ودعت موجريني إلى ضرورة السعي للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين لمستوى أعلى، وزيادة التعاون المنشود في كافة القضايا وخاصة الهجرة غير الشرعية. وعلى صعيد الأزمة السورية، دعت موجريني إلى ضرورة وضع حد للحرب في سوريا من خلال مرحلة انتقالية بمشاركة مختلف القوى، ووقف الحرب بالوكالة الدائرة هناك.. مشددة على أنه لا يمكن حل الأزمة حلا عسكريا ولا يمكن أن تظل سوريا بؤرة يعاني منها الجميع. كما دعت إلى ضرورة وقف الحرب في اليمن بإعتباره أمرا حيويا وجوهريا، وضرورة السعي لإنهاء كافة الأزمات القائمة والتعاون للتوصل إلى هذه الغايات والحفاظ على وحدة البلدان ومواجهة الإرهاب وإيقاف نهب الثروات في سوريا وغيرها. ويناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية مع الجانب الأوروبي، إلى جانب بحث عدد من القضايا منها التعاون القائم بين الجانبين منذ العام 1974، حيث تشهد الفترة الحالية نقلة نوعية في هذا التعاون منذ انطلاق الاجتماعات المشتركة عام 2008، وذلك رغم العثرات التي شهدتها الفترة السابقة. يوجد مقترح عربي ضمن مشروع الإعلان المشترك الذي سيصدر عن وزراء خارجية الدول العربية ونظرائهم في الاتحاد الأوروبي ، بعقد قمة عربية أوروبية دورية لمناقشة التحديات التي تواجه المنطقة.