- وزير الأوقاف: الجماعات الدينية المتطرفة لا تؤمن بالدولة الوطنية بدأت فى العاصمة الإماراتية أبو ظبى اليوم الاحد، أعمال الملتقى الثالث لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة. المؤتمر الذى يقام تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتى، يحمل شعار "الدولة الوطنية في الفكر الاسلامي"، ويشارك فيه 400 شخصية من العلماء والمفكرين والباحثين العرب والمسلمين. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمنتدى أن بيان مشروعية الدولة الوطنية بات أمرًا في غاية الأهمية في واقعنا المعاصر لسد جميع أبواب الشبهات في ذلك على المتطرفين , وأن أسس المواطنة المتكافئة مكفولة لجميع المواطنين على حد سواء في الدولة الوطنية. وأشار وزير الأوقاف إلى أن أكثر التنظيمات والجماعات الدينية والأيدلوجية المتطرفة إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلاً , أو أن ولاءها التنظيمي مقدم مرات ومرات على ولائها الوطني ، فالفضاء التنظيمي لدى هذه الجماعات المتطرفة أرحب وأوسع وأهم مائة مرة ومرة من الدولة الوطنية لديهم. وشدد على أمرين هامين الأول: أن الإسلام لم يضع قالبا جامدًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنه، إنما وضع أسسا ومعايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يقره الإسلام ، وفي مقدمتها مدى تحقيق الحكم للعدل والمساواة وسعيه لتحقيق مصالح البلاد والعباد، ولا إشكال بعد ذلك في الأسماء أو المسميات، لأن العبرة بالمعاني والمضامين لا بالأسماء ولا بالمسميات ، وإلا فإننا لطالما طالنا في بطون كتب التاريخ أن الخليفة العباسي الأول لقب بأبي عبد الله السفاح لكثرة ما سفك من الدماء ، وكان يقتل على الهوية القبلية، وعندما أراد أن يعفو عن بعض بني أمية أنشده سديف بن ميمون: لا يغرنك ما ترى من خضوع إن تحت الضلوع داء دويا فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق طهرها أمويا وأضاف: "الأمر الآخر: أننا في حاجة ملحة إلى إعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة دقيقة واعية تفرق بين الثابت والمتغير , بين ما ناسب عصره وزمانه ومكانه من اجتهادات الفقهاء وما يتطلبه عصرنا ومستجداته من قراءة جديدة للنصوص يقوم بها أهل العلم والاختصاص بحل إشكاليات الحاضر ، وبخاصة فيما يتصل بأحكام المواطنة، إلى جانب تأصيل فقه العيش الإنساني المشترك بما يتطلبه من تمكين غير المسلمين من أداء شعائرهم وحماية دور عبادتهم، وبيان أن أمن الأوطان والمواطنين لا يتجزأ بل إنه لا يتحمل التجزئة أو التصنيف، وقد ذكر الإمام ابن حزم (رحمه الله) أن من كان بيننا من غير المسلمين وجاء من يقصدونهم بسوء وجب علينا أن نخرج لحمايتهم بالسلاح وأن نموت دون ذلك، لا أن نستحل دماءهم أو أموالهم أو أعراضهم".