«الهالوين»، «الفالنتين داي»، و«البلاك فرايداي» أو الجمعة السوداء.. جميعها عادات ومناسبات ابتكرتها شعوب الغرب، للاحتفال سنويا وتجديد الحياة والخروج من النمطية وأجواء الروتين الصعبة؛ لتنتقل تلك الثقافة مؤخرا إلى المجتمعات العربية ومن بينها مصر لتتمتع بالمكانة والشعبية بين الشباب. «الجمعة السوداء»: تقليد شائع في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو اليوم التالي الذي يعقب عيد الشكر ويكون في نهاية شهر نوفمبر من كل عام ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد و تقدم فيه المحال التجارية الكبرى عروضا وخصومات كبيرة، حيث تفتح أبوابها مبكرا لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحا. للى بيشتم تزاحم المصريين على ال #blackfriday - بلاك فرايداى أمريكا عقدة جلد الذات فرتكت الترنك احبايب ألبى pic.twitter.com/w55hgNy9bW — ميجا (@MeeGa14) November 25, 2016 «البلاك فرايداي».. هاش تاج تصدر جميع مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العديد من الفئات البسطاء وأبناء الطبقة المتوسطة في المجتمع المصري لا يعلمون الكثير عن الكواليس الخاصة بذلك اليوم مكتفيين بترديد المسمى ومشاهدة فعالياته عبر «السوشيال ميديا ». وده بلاك فرايداي ولا اول يوم العيد pic.twitter.com/MCcies5bnR — Abdelrahman (@_elnemaky_) November 25, 2016 وبعيدا عن مظاهر الاحتفال في الغرب بهذا اليوم.. بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر فى تناول الحديث حول «البلاك فرايداي» وتصاعدت وتيرة الحديث الجدلي بينهم فنجد فريق يرى أن الأمر لا يتخطى تقليد أعمى من الغرب وفريق آخر يراه اقتباسا جيدا يخفف من الأعباء المعيشية والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المصريون. بينما وضع آخرون مقارنة بين مظاهر الاحتفال بال«بلاك فرايداي» في أمريكا ومصر من خلال عرض صورا عبر تويتر للمراكز التجارية بين البلدين قائلين «اللي بيسخر من المصريين في البلاك فراي داي شوفوا في أمريكا بيعملوا ايه.. عقدة جلد الذات ». بلاك فرايداي في مصر فرصة للبراندز تضحك عالناس وتخسرهم فلوس وهما فاكرين إنهم بيضحكوا عالبراندز ويخسروهم فلوس..! — Haitham Wagih (@Sarcasmian) November 25, 2016 «صور ومقاطع فيديو» يتم تداولها ترصد التجمعات من كافة فئات المواطنين المصريين بالطوابير أمام المتاجر للحصول على «حاجته» وكل منهم وفقا لقدرته الشرائية فمنهم من يبحث عن الإكسسوار والسلع الكمالية الرخيصة ومتوسط الحال يهتم بالمنتجات الغذائية وربما الملابس التي عجز عن شرائها في الأوقات العادية. ولم يخل فيسبوك وتويتر من التعليقات الساخرة بعد تدشين #البلاك_فراي_داي، فمنهم من قال «على قد الزحمة دي أكيد الشعب معاه فلوس».. «لو معاه فلوس مكانش استنى يوم زي ده».. ومنهم من طرح سؤلا مستنكرا: «طب ده احتفال أمريكي، بالنسبة للماركات العالمية هل المصريين عندهم استعداد لشراء جاكيت ب 26 ألف جنيه؟!!». والسياسة ظهرت أحيانا في هذا اليوم حيث نشر أحد رواد مواقع التواصل صورة أحداث ثورة 25 يناير وتجمعات المصريين في ميدان التحرير معلقا عليها «دي #البلاك_فراي_داي اللي انا أعرفها وبس»، ومنهم من وطد الأمر بالظروف الاقتصادية من خلال رصده لتجمعات كبيرة أمام أحدى المراكز التجارية قائلا «مين اللي بيقول مفيش فلوس في البلد»، و«الخصومات تعمل أكتر من كدة». من البديهي انتهاء أحداث «البلاك فراي داي» ولكن المؤكد استمرار تعليقات المصريين على هذا التقليد الغربي والتي تمتزج بحس الفكاهة والسخرية تارة أو بإسقاط سياسي تارة أخرى وربما المقارنة بين الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة.