قال الدكتور سعد الهلالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن هناك فرق بين الدين والدعوة، مشيدا بدور مؤتمر الشباب الذى أفسح المجال لعودة التحاور من أجل الدين، وسط استماع من النخبة، واصفا هذه الخطوة باعتدال الهرم مرة أخرى ورجوعه إلى طبيعته. وأكد الهلالي، خلال ندوة «القيم والهوية الوطنية» التي عقدت على مسرح وزارة الشباب والرياضة في حضور ما يزيد عن 500 شاب وفتاة ممثلين لمختلف المحافظات، وبحضور عدد من أساتذة الأزهر والأساقفة والوزراء، اليوم الإثنين، عن أهمية الحفاظ على الثقافة المجتمعية وحماية الموروث الثقافي وضرورة تجديد الخطاب الديني، أن أصحاب الخطاب الديني يقولون ما يرضى نفوسهم وليس ما يرضى ضمائرهم ويخالفون الأمانة العلمية، وتسببوا في تحويل الشعب للسؤال في الفرعيات، مشددا على ضرورة تبسيط المصطلحات، واصفا الخطاب الديني بالإنسان لأنه يتنبط من الدين وليس فوقى فهو اجتهادي. وأوضح الهلالي إشكاليات أصحاب الخطاب الديني فى ثلاث نقاط، حيث أنهم احتقروا قيم الفضيلة وانتزعوا الحديث باسم الله لحسابهم، كما أنهم كانوا ولا يزالون يأمرون بالسمع والطاعة، رغم أن الدين يأمر بالسمع والتفكير، والإشكالية الثالثة أنهم يتعاملون وكأنهم يمتلكون الصواب المطلق. وأشار الهلالي إلى أن الدين جاء ليخدم الناس وليس العكس، لأن الله إذا اراد ان يخدم الناس الدين لخلقنا جميعا على دين واحد، مؤكدا على ان علاقة المصرين الدينية ليست متقطعة، والعلاقة الإنسانية بين المصرين تعتمد على التراضي، وليس كما يريد أصحاب الخطاب الديني أن يجعلوها مبنيه على الفتاوي. وطالب فى نهاية حديثة بضرورة إشراك عدد من الفئات المهمشة والا لن ينجح الحوار بدونهم مثل المراة والفنانين والكتاب والمثقفين وغيرهم من المهمشين، الذين افتقدنا نصف طاقتهم بسبب الفتاوى التى ليس لها اثاث من الصحة.