شيعت قطر الاثنين، أميرها الأسبق خليفة بن حمد آل ثاني، الذي حكمها من العام 1972 حتى العام 1995، حين أطاح به نجله الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، وسط حداد رسمي يستمر ثلاثة أيام. ووري الأمير الثرى بعد ظهر الاثنين، في مقبرة الريان، بعد إقامة صلاة الجنازة عليه في مسجد الإمام محمد عبد الوهاب، بحضور الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد، ووالده حمد بن خليفة، إضافة إلى الرئيس الباكستاني ممنون حسين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية. وكان الديوان الأميري أعلن الأحد، وفاة الأمير خليفة، وهو جد الأمير تميم، عن عمر ناهز 84 عاما، من دون تحديد ظروف الوفاة. وجاء في البيان «ينعي الديوان الأميري فقيد الوطن المغفور له صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي وافته المنية»، مساء الأحد، عن عمر يناهز 84 عاما. وأشار البيان، إلى أن «الأمير تميم، أمر بإعلان الحداد العام في كافة أنحاء الدولة على الفقيد الكريم لمدة ثلاثة أيام». وشملت مظاهر الحداد اليوم تنكيس الأعلام، في حين أوردت الصحف المحلية خبر الوفاة على صفحاتها الأولى بالأبيض والأسود. وفي حين من المقرر استمرار زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إلى قطر بحسب جدولها المقرر، ألغيت نشاطات أخرى منها مؤتمر رياضي كان مقررا الثلاثاء بمشاركة مسؤولين من الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم 2022، وأبقت المدارس أبوابها مفتوحة. وأزيح الأمير عن السلطة في 27 يونيو 1995، بينما كان في زيارة خاصة في سويسرا، عبر انقلاب خلا من أي أعمال عنف، نفذه نجله الأمير حمد، الذي كان يبلغ من العمر حينها 45 عاما. وكان الأمير حمد، عين وليا للعهد عام 1977. وبعد أشهر من الإطاحة بخليفة، أصدر القضاء القطري أحكاما بإعدام 19 شخصا والسجن المؤبد لعشرين آخرين، لإدانتهم بتدبير محاولة انقلاب فاشلة لإعادة الأمير خليفة، إلى الحكم، في فبراير 2006. ولم تنفذ أحكام الإعدام في حينه. كما أصدر الأمير حمد، في العام 2010، عفوا عن عدد غير محدد من المدانين في القضية. وتولى الأمير حمد، مسؤولياته حتى يونيو 2013، حين أعلن تنازله عن الحكم لصالح نجله الأمير الحالي تميم. - خطاب الاستقلال - وبحسب نبذة أوردتها عنه صحيفة «الراية القطرية»، أعلن الأمير خليفة، استقلال قطر عن الاستعمار البريطاني في الثالث من سبتمبر 1971، قبل أن يتولى سدة الحكم في 22 فبراير 1972. وقال الأمير الراحل في خطاب الاستقلال، بحسب مقتطفات عرضتها قناة «الجزيرة» الفضائية، «تصبح قطر دولة مستقلة استقلالا تاما وذات سيادة كاملة، تمارس كل مسؤولياتها الدولية بنفسها وتتولى وحدها سلطانها الكامل في الخارج والداخل على السواء». وبدأت قطر خلال عهد خليفة، تشهد تطورا عمرانيا وتنمويا، عبر الإفادة من ثرواتها الطبيعية وتحقيق إيرادات من الطاقة، وهو ما استكمله الأمير حمد، الذي جعل قطر من أكبر منتجي الغاز في العالم. وقالت «الراية»، إن «خليفة، ساهم في تدشين أولى فصول الطموح القطري نحو الدولة العصرية الحديثة، بإعادة هيكلة الأجهزة الحكومية وتشكيل الوزارات مثل الدفاع والخارجية والبلدية والإعلام وتوسيع وتطوير الخدمات بأجهزة الدولة فضلاً عن بدء اتفاقيات الشراكة مع كبرى المؤسسات النفطية للاستفادة من ثروات البلاد في البناء والتنمية». وتولى الأمير الراحل قبيل إعلان الاستقلال مناصب عدة بينها رئاسة الوزراء ووزارتا المالية والبترول، إضافة لقيادة قوات الأمن ومسؤولية المحاكم المدنية. وبعد عزله، استقر في فرنسا، قبل أن يعود إلى قطر عام 2004. وعلى هامش جلسة مجلس الوزراء السعودي، نعى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الأمير خليفة. كما نعاه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وأدى الأمير دورا في تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981. وقدمت السفيرة الأميركية في قطر دانا شل سميث، خالص العزاء إلى الأمير تميم والشعب القطري، في تغريدة عبر موقع «تويتر».