الكتاب يعرض نماذج لمشاريع قومية تعتمد على المزايا والثروات النوعية لكل منطقة «سفن جو لربط أقاليم مصر بما فيها صحراءها الغربية، ببعضها وبجوارها الإفريقي والعربي، وأقفاص استزراع سمكي غاطسة تُدار عن بعد، وكهرباء شمسية حرارية، وأخرى من طاقة الرياح العلوية والبحرية، وثالثة من "ملقف هيدروجين"، وزراعة ذكية، ومراعي للنعام». أفكار بلورها المهندس الاستشاري ممدوح حمزة الأستاذ بجامعة قناة السويس، في مشاريع تمتد من شواطئنا الغربية إلى جنوب وادينا، النوبة، ضمنها كتابه الصادر في طبعة فخمة عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان «الانفتاح على مصر.. تنمية الصحراء الغربية»، مدعومًا بالصور والرسوم التوضيحية الملونة، وقدم له الكاتب الصحفي عبد الله السناوي. يطرح الكتاب ما سماه مؤلفه رؤية متكاملة لتعمير غرب النيل، كقطاع يبدأ من الساحل الشمالي على البحر المتوسط، مرورا بالصحراء الغربية وواحاتها المختلفة، حتى جنوب بحيرة ناصر، لاستيعاب 12 مليون مواطن، كتقدير أولي، عبر خلق تجمعات حضارية، لا حضرية، جديدة، تتمازج فيها تنوعات الجغرافيا السكانية، وتخفف بالتبعية العبء عن الوادي والدلتا، أملا في امتداد نفس الحلم لباقي الأحوزة المهجورة كسيناء والصحراء الشرقية، مع ملاحظات تقنية على مشاريع منها بدأ تطبيقها، سبق تقديمها للحكومات المتعاقبة. لا يقف المؤلف عند الأفكار والنظريات العلمية، بل يقدم نماذج لمشاريع "قومية"، تعتمد على المزايا والثروات النوعية لكل منطقة، وفي داخل كل منها، وتنطلق كلها من دراسات وأبحاث وتجارب "واقعية"، استرشد فيها بكوكبة علماء وجهات متخصصة لها قيمتها الدولي، وطورها بما يلائم ظروفنا المحلية، ما دفع بعضها طلب الإذن لها بتطبيقها في المناطق المشابهة لمصر. يركز المؤلف على عمران حضاري، لا حضري، وحداته الاقتصادية متنوعة، ما بين صناعية وريفية وصحراوية، أو مزيج بينها، تتناغم مع بيئتها، وفق منظومة اقتصادية واجتماعية وثقافية متكاملة. ومع الكتاب، «دي في دي» به شرح تفصيلي لتصور «حمزة» للصحراء الغربية معمرة، وخريطة «مطوية» توضح شبكة المشروعات المقترحة، شاملة ربطها بالوادي والصحراء الشرقية عبر خط سكك حديد دائري، يتقاطع مع شبكة الوادي. و«الانفتاح على مصر»، حسب مؤلفه، باكورة كتب يعمل عليها تتعلق بالرؤية العامة لمجال ما، أو منطقة جغرافية محددة، كالصحراء الشرقية وسيناء. والكتاب تناقشه مكتبة القاهرة يوم 30 أكتوبر الجاري، ويدير الندوة عماد جاد، ويشارك فيها مصطفى الفقي، ومغاوري شحاته، والكاتب عبدالله السناوي.