- مونجرينى: الشراكة الاستراتيجية الفرنسية المصرية يمكن أن تسهم إيجابيا فى أزمتى سوريا وليبيا - طموحات بوتين تجعل الحل السياسى فى سوريا بعيد المنال.. وعلى أولاند الاعتراف بأننا فى حرب باردة مع موسكو قال الخبير فى شئون الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسية بجامعة «باريس 8»، جان سيلفستر مونجرينى، فى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف، إن باريس تدرك جيدا مكانة مصر الجيوسياسية، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها أقرب لعلاقة «حلفاء». مونجرينى قال إن القاهرة تعد حليفا استراتيجيا لباريس، وعززت اتفاقات السلاح التى أبرمت بين البلدين العام الماضى، هذه العلاقة، لافتا إلى أن هناك تعاونا بين القاهرةوباريس فى مجال الاتصالات العسكرية. وأوضح أن صفقات مقاتلات الرافال وحاملتى المروحيات «مسيترال» تعكس علاقات سياسية وعسكرية وثيقة بين مصر وفرنسا، وستساهم فى مكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار الجيوسياسى والإقليمى. ومضى الباحث فى مركز «توماس مور» للدراسات الاستراتيجية (غير حكومى) قائلا: إن فرنسا تدرك جيدا أهمية مصر، موضحا أنها دولة لها جذور تاريخية قديمة وتقع فى قلب العالم العربى وعلى ساحل شمال أفريقيا، لذا فإن هذا الموقع الاستراتيجى اكسبها مكانتها الجيوسياسية الرفيعة. وتابع «دعم فرنسا لبلد مثل مصر، هو دعم لسلطة إقليمية رئيسية فاعلة يمكنها أن تلعب دورا مهما فى تحقيق استقرار المنطقة»، مشيرا إلى أنه منذ بداية الألفية الثانية، تبحث الدبلوماسية الفرنسية عن شريك لها فى البحر المتوسط، ووجدت بالفعل حليفا قويا لها، وهى القاهرة. وانتقل الباحث الفرنسى البارز، للحديث عن العلاقات بين روسيا ومصر، حيث قال إنها كانت جيدة حتى تحطم الطائرة الروسية فى سيناء، وهو الحادث الذى عكر صفو هذه العلاقات نوعا ما، لافتا إلى أن مصلحة الكرملين فى مصر تتمثل فى رغبته فى استعادة نفوذه القديم فى منطقة شرق البحر المتوسط. وبجانب القاعدة العسكرية فى طرطوس السورية التى تقع فى منتصف طريق المضائق التركية، وقناة السويس، ترغب موسكو فى تأكيد وتعزيز وجودها فى هذه المنطقة مستغلة نقاط الضعف فى التحالف الأمريكى المصرى، على حد قول مونجرينى. وتعليقا على إلغاء زيارة الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين إلى باريس، قال مونجرينى إن بوتين غير مرحب به فى باريس، مشيرا إلى أنه بعد التطورات الأخيرة فى الأممالمتحدة بشأن جرائم الحرب التى ترتكب فى سوريا، أصبح من الصعب مساهمة موسكو فى حلول سياسية لسوريا، لذا فإن هذه الزيارة إن تمت كانت ستكون «استفزازية». ومضى قائلا إنه ينبغى أن يعترف فرنسوا أولاند أننا فى حرب باردة جديدة، وأن القادة الروس لايزالون يبحثون عن الانتقام، وسياستهم الحقيقية هدفها الثأر. وتطرق مونجرينى إلى الأزمة السورية، وقال إن «أقل ما يقال عن الحل السياسى للصراع إنه بعيد المنال، فبشار الأسد لن يتخلى عن السلطة»، مشيرا إلى أن «الرئيس الروسى يؤيد تماما نظيره السورى، ويقدم له الدعم الكامل للحفاظ على نفوذ موسكو الجيواستراتيجى فى سوريا، خاصة القاعدة العسكرية فى طرطوس، والقاعدة الجوية فى اللاذقية، فضلا عن الرادارات وبطاريات الصواريخ المنتشرة فى البلاد ومنحت الروس وجود قوى فى الشرق الأوسط. وتابع أنه فى ظل طموحات بوتين، من المستبعد التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض فى سوريا. وعن الصراع في ليبيا، قال إن سيطرة قوات الجنرال خليفة حفتر على «الهلال النفطى» أدت إلى تعقيد الوضع، متابعا أن الشراكة الاستراتيجية الفرنسية المصرية يمكن أن تسهم بشكل إيجابى فى التوصل لحل للصراعين فى ليبيا وسوريا.