- زيادة السعر لا تعوض إلا جزء محدود من خسائر جلسة الثلاثاء بسبب تقرير «الطاقة الدولية» انتعشت أسعار النفط، أمس، بعدما هبطت بنحو ثلاثة بالمائة فى الجلسة السابقة، إذ أظهرت بيانات نشرتها إحدى مجموعات القطاع، زيادة مخزونات الخام الأمريكية بأقل من المتوقع. وذكر معهد البترول الأمريكى، أن الزيادة التى تحققت فى المخزونات بلغت 1.4 مليون برميل فى الأسبوع المنتهى فى التاسع من سبتمبر، تقل عن ارتفاع بواقع 3.8 مليون برميل فى توقعات المحللين. وستصدر الحكومة الأمريكية بيانات المخزونات الرسمية فى وقت لاحق. وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمى مزيج برنت بسعر 47.39 دولار للبرميل فى بداية التعاملات بارتفاع قدره 29 سنتا أو ما يعادل 0.6 بالمائة عن سعر آخر تسوية. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 38 سنتا أو ما يعادل 0.9 بالمائة إلى 45.28 دولار للبرميل. وكانت أسعار النفط قد تراجعت بنسبة تتجاوز 3% يوم الثلاثاء، بعد أن عدل المستهلكون والمنتجون توقعاتهم على نحو يشير إلى استمرار تخمة المعروض العالمى من الخام لفترة أطول من التكهنات السابقة. وقالت وكالة الطاقة الدولية، التى تقدم المشورة إلى البلدان المستهلكة، إن تباطؤا حادا فى نمو الطلب على النفط وتضخم المخزونات وتنامى الإمدادات يعنى استمرار تخمة المعروض حتى نهاية النصف الأول من 2017 على أقل تقدير. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية يوم الثلاثاء، أن تتجاوز الإمدادات العالمية الطلب فى العام القادم، وذلك بعد شهر واحد فقط على تقديراتها السابقة بأن تشهد السوق اختفاء تخمة المعروض فى الفترة المتبقية من العام. وقالت إنه من المتوقع أن تشهد سوق النفط العالمية فائضا فى الإمدادات خلال العام القادم مع هبوط مفاجئ فى نمو الطلب وزيادة المعروض، وهو ما يدفع المخزونات العالمية إلى مستويات قياسية جديدة ويناقض توقعات سابقة من كبرى الهيئات المعنية بقطاع الطاقة. وقالت الوكالة «تشير توقعاتنا فى تقرير هذا الشهر إلى أن حركة العرض والطلب هذه ربما لن تتغير بشكل كبير فى الأشهر المقبلة. ونتيجة لذلك فإن العرض سيواصل تجاوز الطلب فى النصف الأول من العام القادم على أقل تقدير». وقال التقرير إن من المتوقع زيادة معدلات تشغيل المصافى العالمية بأبطأ وتيرة فى عشر سنوات على الأقل هذا العام، وهو ما سيقلص الطلب على النفط الخام مع ارتفاع المخزونات فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية إلى مستوى قياسى جديد عند 3.111 مليار برميل. وأضافت الوكالة «فى ضوء توقعاتنا الأشد تشاؤما لنشاط التكرير فى النصف الثانى من 2016 وتعديلاتنا المتعلقة بإمدادات الخام فإن السحب المتوقع (من المخزونات) فى الربع الثالث من 2016 بات أقل الآن بينما زادت وتيرة الارتفاع (المتوقع فى المخزونات) فى الربع الأخير من 2016». ويتباطأ نمو الطلب العالمى بوتيرة أسرع مما توقعت الوكالة فى وقت سابق. وأبقت وكالة الطاقة على توقعاتها لنمو الطلب فى 2017 دون تغيير عن تقديراتها فى يونيو عند 1.2 مليون برميل يوميا، لكنها خفضت توقعاتها لنمو الاستهلاك فى 2016 إلى 1.3 مليون برميل يوميا من 1.4 مليون برميل. وقالت الوكالة «التغير الرئيسى المتعلق بالطلب فى هذا التقرير هو انخفاض قدره 300 ألف برميل يوميا لتقديرات الطلب العالمى فى الربع الثالث من 2016 مع ما يترتب عليه من تقليص صافى توقعات 2016 بواقع 100 ألف برميل يوميا». وهبطت العقود الآجلة لخام برنت نحو اثنين فى المائة يوم الثلاثاء إلى 47.30 دولار للبرميل، لكنها لا تزال مرتفعة 70 فى المائة منذ بداية العام إلا أنها عند نصف مستوياتها قبل عامين. ورغم انهيار أسعار النفط وما ترتب عليه من تقلص الاستثمارات، فإن إنتاج الخام العالمى مازال فى صعود ولكن ليس بالوتيرة السريعة التى شهدها عام 2015. وتضرر المنتجون مرتفعو التكلفة خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» تضررا شديدا. غير أن أوبك عوضت هذه الخسارة حيث زادت كل من السعودية وإيران إنتاجها أكثر من مليون برميل يوميا منذ أواخر 2014 حينما غيرت المنظمة سياستها إلى الدفاع عن الحصة السوقية بدلا من دعم الأسعار. وقال يوجين فاينبرج، رئيس استراتيجية السلع الأولية لدى كومرتس بنك «يبدو أن الموقف تدهور بشدة من منظور أوبك ووكالة الطاقة الدولية أيضا». وأضاف «نحن فى الربع الثالث من 2016 ولن نرى توازنا على مدى الستة أشهر القادمة وهو بالقطع تغير رئيسى». ومع اقتراب إنتاج أوبك من مستويات قياسية وزيادة الإمدادات من المنتجين الآخرين فسيكون من الصعب على المنظمة التى تقودها السعودية ومنافستها روسيا الاتفاق على خطوات لدعم السوق. ومن المتوقع أن يجتمع المنتجون فى الجزائر على هامش منتدى الطاقة الدولى بين 26 و28 سبتمبر. جاءت تعليقات وكالة الطاقة بعد توقعات من منظمة البلدان المصدرة للبترول، يوم الإثنين، أشارت على نحو مفاجئ إلى تنامى الفائض فى العام القادم، بسبب حقول جديدة فى الدول غير الأعضاء، وصمود شركات النفط الصخرى الأمريكية لفترة أطول من المتوقع فى وجه الخام الرخيص. وقال يوجين فاينبرج، مدير استراتيجية السلع الألوية فى كومرتس بنك «يبدو أن الوضع تدهور بشدة فى نظر أوبك ووكالة الطاقة». «لن أندهش لرؤية استمرار ضعف السعر على هذا النحو لبعض الوقت لأن هذا لم يكن متوقعا من وجهة نظرنا». وأثر ارتفاع الدولار أيضا على الخام والسلع الأولية الأخرى المقومة بالعملة الأمريكية، حيث أصبحت أعلى تكلفة لحملة العملات الأخرى مثل اليورو.