قال البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، إن القديس بولس الرسول أكد أن محبة المسيح تملأ الزمان والمكان، وأكد ضرورة أن يعمل المسلمون والمسيحيون في الشرق الأوسط في سبيل حفظ الإنسان بإعلاء القيم والمبادئ النبيلة ورفض العنف والتطرف. وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط رقم 11 بالعاصمة الأردنيةعمان: "علينا أن نذكر حاضرنا ونتطلع لمستقبلنا وماضي كنائسنا ومسيحيتنا في هذا الشرق، والكنيسة المسيحية لها دور قوي، وهي كيان روحي يهتم بخلاص الإنسان، ولها دور اجتماعي يؤكد على خدمة الأوطان، ونحن في مرحلة يجب أن نعمل وأن نخدم من أجل صيانة أوطاننا فالأوطان لها المعزة الأولى في حياة الإنسان، وهي البيت الكبير الذي يجمع كل مواطنيه". وشدد: "نحن نري أن دور الكنيسة والصوت المسيحي بجوار صوت أخوتنا المسلمين هو الصوت المعتدل في كل وطن، فالإنسانية تهدر في أماكن كثيرة نرى فيها عنفاً وتطرفاً وخروجاً حتى عن القيم والمبادئ الإنسانية، وعلينا أن نكون الصوت الفاعل في صيانة أوطاننا". وشارك في أعمال الجمعية بطاركة ورؤساء العائلات الكنسية الأربعة التي يتألف منها المجلس، ومنهم الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، إضافة إلى وفود كنسية من عدة دول، كما تحدث ممثل الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن في كلمة رحب فيها بضيوف المملكة، ويبلغ عدد رؤساء الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط 24 عضوا، يمثلون الكنيسة الكاثوليكية والكنسيتين الأرثوذكسيتين الشرقية والغربية إلى جانب الطوائف البروتستانتية، والإنجيلية، وممثلون عن الكرسي الرسولي بالفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي. وتأتي مشاركة البابا تواضروس، في أعمال الجمعية على خلفية زيارته الأولى للأردن منذ تجليسه عام 2012، حيث افتتح خلال الزيارة، دير الأنبا أنطونيوس بمأدبا بالعاصمة الأردنيةعمان، وزار جبل نيبو المقدس، وهو الجبل الذي يعتقد أن نبي الله موسى دفن فيه، ورافقه في الزيارة الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، والأنبا إيلاريون أسقف عام كنائس عزبة الهجانة، والأنبا هرمينا أسقف عام كنائس عين شمس، والقس أنجيلوس إسحاق والقس أمونيوس عادل سكرتيرا البابا، وكهنة وقساوسة كنائس عمان. وكان البابا يرافقه وفد كنسي رفيع المستوى، وصل السبت إلى العاصمة الأردنيةعمان، بدعوة من الملك عبد الله الثاني، ودير القديس الأنبا أنطونيوس الكبير، وضع حجر أساسه البابا المتنيح شنودة الثالث حلال زيارته الوحيدة للأردن يونيو 2005.