الشتاء المقبل يشهد تعافيا تدريجيا للحركة السياحية الوافدة لمصر.. والأمل فى حجوزات اللحظات الأخيرة تجهيز الفنادق لاستقبال السائحين وعدم تخفيض الأسعار أولوية قصوى قال هشام على، رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء، إن هناك مؤشرات إيجابية تشير إلى استئناف الحركة السياحية الوافدة من روسيا خلال الفترة المقبلة أهم مدلولاتها هو التصريحات الإيجابية، التى أدلى بها الرئيس عبدالفتاح السيسى أخيرا بشأن عودة السياحة الروسية إلى مصر قريبا، وكذلك إعلان رابطة منظمى السياحة الروسية عن أسعار الرحلات لمصر فى فصل الشتاء. واعتبر على هذه التصريحات بأنها مؤشر إيجابى وانفراجة واضحة لقرب استئناف الرحلات الجوية بين البلدين خاصة أن العلاقات السياسية بين روسيا ومصر جيدة للغاية. وأكد هشام على فى تصريحات صحفية خاصة أن تصريحات الرئيس فى هذا التوقيت هو أمر مهم للغاية لبث روح الأمل فى قطاع السياحة الذى تعرض لأسوأ أزمة فى تاريخه كما تعكس اهتمام القيادة السياسية بالملف السياحى، واصفا تصريحات الرئيس بأنها تعد بمثابة «انفراجة» للعاملين بالقطاع السياحى الذين ينتظرون بشغف شديد تعافى السياحة. وأشار إلى أن تصريح الرئيس عن عودة السياحة الروسية والإنجليزية هو بمثابة خروج من مرحلة الجمود، موضحا أننا يمكن أن نلحق بجزء من حجوزات اللحظة الأخيرة بالنسبة لموسم الشتاء المقبل. ودعا رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء إلى الاستعداد لعودة الحركة من خلال تدريب العمالة لتعويض الفاقد الذى ترك العمل وقام بتغير نشاطه بسبب ضعف دخله نتيجة لتراجع الدخل وانخفاض الإيرادات. وأكد أن عمليات التدريب التى تقدمها جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء مستمرة، ولن تكون محددة بوقت بهدف تطوير مستوى العمالة، وليس تعويضا عن ترك النشاط فقط. وأضاف أن الشتاء المقبل سيشهد تعافى تدريجى للحركة الوافدة لمصر وأن الحركة السياحية عندما تعود من روسيا ستكون عودة تدريجية ولذا يجب وضع خطة للاستعداد لاستقبال الحركة الوافدة من موسكو، متوقعا بدء عودة الحركة السياحية الروسية والبريطانية مع بداية موسم الشتاء. تعافٍ تدريجى للحركة الوافدة وأشار على إلى أن إعلان رابطة منظمى السياحة الروسية أسعار الرحلات لمصر فى فصل الشتاء يعد أمرا مبشرا، وجاءت نتيجة جهد كبير من الجانب المصرى، إذ يوجد مكسب متبادل للطرفين. وأكد أن بديل مصر بالنسبة للروس هى جزيرة نيس فى إسبانيا، ولكن تكاليفها وساعات الوصول إليها تستغرق وقت أكبر من مصر، كما أن الروس يفضلون مصر أكثر لأنها مقصد يتناسب مع جميع الشرائح فى روسيا. وقال: إن السياح الروس توجهوا لعدد من الوجهات السياحية خلال فترة توقف الرحلات الجوية بين البلدين، وأدركوا أهمية المقصد السياحى المصرى بالنسبة لهم من حيث الخدمة المقدمة لهم وكذلك الأسعار. وأكد أن العودة التدريجية فى صالح مصر حتى نتمكن من تقديم خدمة جيدة، والحصول على سعر جيد للغرف الفندقية، ووقف بيع الغرف الفندقية بأسعار متدنية، مشددا على أهمية رفع كفاءة الفنادق والبدء فى أعمال الصيانة والتجديدات لاستقبال عودة السائحين. وأشار على إلى أن قرار السلطات الروسية بوقف رحلاتها إلى مصر كان قرارا سياسيا، وليس أزمة إجراءات أمنية بالمطارات، لافتا إلى أن عددا كبيرا من المستثمرين أغلقوا جزءا من فنادقهم، ويجب التحرك سريعا للاستعداد لاستقبال السائحين. مؤكدا ضرورة إعداد برامج للتدريب لرفع كفاءة العاملين بالفنادق ورفع مستوى الخدمة، بعد هروب العمالة المدربة خلال السنوات الماضية. وأضاف هشام على أنه من المتوقع أن يتم استئناف الرحلات من خلال الطيران المنتظم، وليس العارض فى البداية لأن الحكومة الروسية يمكنها التحكم فى عدد الرحلات، على العكس من ذلك بالنسبة للطيران العارض. وحذر رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء من عودة الحركة السياحية الوافدة لمصر فى ظل الوضع المتردى للفنادق والذى سيؤثر بالسلب على سمعة مصر السياحية، قائلا: «المطلوب استعادة العمالة المهاجرة والتركيز على جودة الخدمات خاصة أن معظم السائحين ذهبوا لمقاصد اخرى وبالتالى ستكون جودة الخدمات أهم وسائل المقارنة بين المقاصد السياحية المنافسة». انتقاد وزير السياحة ليس فى محله وحذر أيضا من حدوث كارثة تؤثر بالسلب على سمعة السياحة المصرية فى حال عدم الإسراع بعمليات الإحلال والتجديد لهذه الفنادق، التى أصبحت متهالكة تماما مما يضع مصر خارج المنافسة بيم المقاصد السياحية العالمية رغم المقومات المتميزة التى تتمتع بها مصر وغير الموجودة فى أى مكان بالعالم. وأشار إلى أن أعدادا كبيرة من العمالة تركت القطاع، وهاجرت للعمل بالخارج نتيجة لسوء الأوضاع التى تمر بها السياحة منذ تداعيات ثورة 25 يناير 2011. وشدد هشام على على ضرورة أن يكون الشغل الشاغل لجميع المستثمرين نظافة وتأمين فنادقهم، وليس حرق الأسعار كما يفعل البعض. وأشار إلى أن معظم الفنادق أصبحت فى حالى يرثى لها لدرجة أنها أصبحت غير جاهزة لاستقبال السائحين حال عودة الحركة السياحية مجددا إلى مصر خلال الفترة المقبلة. وطالب هشام على زملائه من المستثمرين بضرورة جلد الذات والتوقف عن الانتقادات الهادمة للمسئولين بقطاع السياحة، وعلى رأسهم وزير السياحة يحيى راشد. وقال: إن الحملة التى يتعرض لها وزير السياحة غير منصفة خاصة أن الوزير يعمل عملا غير عادى لن تشعروا به إلا لو الأزمة انفرجت حيث عقد اتفاقات مع أكثر من 12 شركة طيران عالمية، وهذا الاتفاق سيكون مردوده إيجابيا للغاية خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الأزمة ليست أزمة وزير خاصة أن الوزير يعمل بكل جهده لاستعادة الحركة السياحية الوافدة لمصر بل هى أزمة سياسية بحتة. وأكد هشام على أنه لو تعافت السياحة ستساهم فى حل مشاكل مصر الاقتصادية بصفة عامة، وهذا ليس كلاما بل هو واقع فعلى لأن رواج السياحة يساهم فى رواج أكثر من 73 صناعة مختلفة وركودها يساهم فى ركود كل هذه الصناعات. مما يؤكد أن تعافى السياحة سيكون له أثر إيجابى على حل الكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية فى وقت واحد خاصة بالنسبة للشباب الذى سيعود للعمل مجددا بعد أن ترك عمله وتفرغ لوسائل التواصل الاجتماعى، التى أصبحت نقمة خلال الفترة الأخيرة. وشدد على أن هذه الأزمة تتطلب تضافر جهود جميع الجهات الحكومية وأجهزة الدولة المعنية ومؤسساتها والقطاع الخاص والتنسيق فيما بينهم لدعم صناعة السياحة واعتبارها مشروعا قوميا قادرا على النهوض بالاقتصاد المصرى باعتبار أن السياحة أهم قاطرة للتنمية الاقتصادية.