أستنكرت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، القصف وسلسلة الغارات التي شنتها طائرات إسرائيلية استهدفت عدة مواقع في قطاع غزة. ووصف بعض الكتاب الهجمات الإسرائيلية "بالجرائم" ودعا آخرون الفلسطينيين إلى "دراسة خيارات الرد". وكان الطيران الحربى الإسرائيلي قد جدد قصفه على بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة رداً على اطلاق قذيفة صاروخية منها باتجاه الأراضي الإسرائيلية. "في الساعة الخامسة والعشرين" ونبدأ من الوطن العمانية، حيث تقول الجريدة في افتتاحيتها إن "العدوان الإرهابي الأخير الذي شنه كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يأتي استمرارًا لمسلسل الجرائم الإسرائيلية الذي تقوده حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث جاء في إطار حرب شاملة ومتنوعة على كل ما هو فلسطيني شجرًا كان أم بشرًا أم حجرًا". وتضيف الجريدة أن الهجمات الإسرائيلية "تتزامن مع ما تشهده مدينتا الخليل وبيت لحم من تهويد يسعى عبر السرطان الاستيطاني لسرقتهما من الضفة، وإقامة العديد من مخططات الاستيطان على أرضهما، بالإضافة لما يشهده المسجد الأقصى من عدوان سافر يسعى لهدمه". بدورها، أعربت الوطن القطرية عن رفضها للهجمات الإسرائيلية، قائلةً في افتتاحيتها إن "مأساة قطاع غزة المحاصر تتواصل، بينما العالم العربي لا يتحرك- إن تحرك- إلا بعد فوات الأوان، أو كما يقولون، في الساعة الخامسة والعشرين". وتضيف الوطن أن "مأساة الأشقاء الفلسطينيين في غزة لا تتوقف عند حدود العدوان الإسرائيلي عبر غاراته وتوغلاته، بل إن المأساة الحقيقية، تتمثل في استمرار حصار القطاع، وحرمان سكانه الذين يزيد عددهم على مليوني إنسان عربي، من أبسط مقومات الحياة، فتداعيات هذا الحصار اللاإنساني، تتفاقم يوما بعد يوم". على المنوال نفسه، تقول الشرق القطرية إن "العدوان على غزة مدان بأقسى العبارات، وهو جريمة حرب، وهذا التصعيد ليس مقبولاً، وعلى العالم أجمع إدانته، ولجم الآلة العسكرية للاحتلال، لأن القصف الاسرائيلي استهدف مناطق مأهولة، وستظل غزة صامدة بمقاومتها الباسلة وقادرة على الدفاع عن القطاع وأهله". "رد فعل الاعلام" جاء القصف الاسرائيلي بعد سقوط قذيفة صاروخية على بلدة سديروت الاسرائيلية (الصورة من الارشيف) وانتقدت حنان كامل الشيخ في الغد الأردنية "ردة فعل الإعلام العربي الباردة تجاه ما يجري من قصف وتدمير ممنهج، فوق رؤوس الشعب الفلسطيني في غزة" بحسب تعبيرها. وأضافت الكاتبة أن الأخبار المتعلقة بأحداث مثل "قصف غزة ومواجهات المسجد الأقصى شبه الأسبوعية، والتوسع الاستيطاني الضارب بعرض الحائط كل القوانين وردود الأفعال... لا تجد لها متسعا يحترم مكانتها الوجدانية ولا قيمتها الخبرية، في عناوين الأخبار والصحف العربية". وقال الكاتب ماهر حجازي في فلسطين أونلاين إن "استمرار الاحتلال في حصار غزة لن يزيد أهالي القطاع إلا تمسكًا وتشبثًا بمقاومته الكفيلة بإنهاء هذا الحصار، وردع الاعتداءات الصهيونية المستمرة بحق سكان قطاع غزة". وكتب حجازي أن "المقاومة الفلسطينية لابد أن تدرس خيارات الرد، وأن تدرس جميع الحسابات وتضع التوقعات، ولابد من رد على هذه الاعتداءات الصهيونية، التي هي بالون اختبار لقدرات المقاومة التي فاجأت العدو في كل حروبه معها بقدراتها وإمكاناتها المتطورة في كل عدوان عن الذي يسبقه" بحيب راي الكاتب. في السياق ذاته، يقول حمادة فراعنة في الدستور الأردنية "لأن الفلسطينيين يملكون العدالة ولا خيار لهم سوى العيش والكرامة على أرضهم التي لا أرض لهم سواها ، ولذلك سيواصلون الحياة المقرونة بالنضال والتضحية لأنهم ينبذون الذل والسكينة والاحتلال ويعشقون الحياة وينحازون لها".