انتقد النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان تبان دينج، الاثنين، بشدة قرار مجلس الأمن الأخير القاضي بنشر قوة أممية إضافية في بلاده، واعتبر أنه "ينتهك سيادة جنوب السودان". وجاء تصريح المسؤول الجنوب السوداني في اليوم الثاني والأخير من زيارته الأولى إلى الخرطوم بعد أسبوعين من تولي منصبه خلفا لنائب الرئيس السابق زعيم المتمردين في جنوب السودان، رياك مشار، إثر اشتباكات في جوبا خلفت مئات القتلى في يوليو الماضي. وقال تبان دينج، في تصريح صحافي مختتما زيارة إلى الخرطوم، التقى خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، ومسؤولين سودانيين، "نحن رفضنا قرار الأممالمتحدة 2304 بسبب انتهاكه سيادة جنوب السودان"، مضيفا "نريد أن نعرف تفويض قوات الحماية هذه، هل تريد حماية المدنيين أم أن تقوم بدوريات أم أن تحرس المباني الحكومية". وتابع المسؤول الجنوب السوداني في كلامه عن قرار مجلس الأمن: "قالوا إنهم يريدون تولي تسيير مطار جوبا فاي حكومة يمكن أن تعطي مطارها لأجانب؟". إلا أن تبان دينج أكد أن حكومته على استعداد للتفاوض مع الأممالمتحدة، قائلا: "نريد الجلوس معهم في جوبا وليس في نيويورك". وكان مجلس الأمن أقر في الثالث عشر من الشهر الحالي نشر أربعة آلاف جندي إضافي في جنوب السودان لضمان الأمن في العاصمة جوبا، والحؤول دون شن هجمات على قواعد الأممالمتحدة، رغم معارضة الحكومة. وتبنى المجلس القرار الذي صاغته الولاياتالمتحدة وتضمن تهديدا بفرض حظر على الأسلحة في حال أعاقت حكومة جنوب السودان نشر هذه القوة الإضافية. وستكون إثيوبيا وكينيا ورواندا الدول الرئيسية المساهمة في قوة حفظ السلام التي سيسمح لها "باستخدام كل الوسائل الضرورية" من أجل اتمام مهمتها. وهؤلاء الجنود الجدد، سيتولون أيضا تأمين الحماية للمطار "بسرعة وفعالية ضد أي شخص يتضح أنه يشن أو يخطط لهجوم". ورفضت حكومة جنوب السودان القرار، معتبرة أنه يقوض سيادتها وأن القوة الإقليمية الجديدة يجب إلا تكون تحت قيادة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تعد حاليا 13500 جندي. وتولى تبان دينج موقعه قبل أسابيع بدلا عن النائب الأول السابق رياك مشار. ولجأ نحو 200 ألف من مواطني جنوب السودان لمقرات الأممالمتحدة في مختلف مناطق البلاد منذ بدء النزاع في عام 2013، كما فر أكثر من مليوني مدني من منازلهم بينهم 930 ألف لجأوا إلى دول الجوار وفق للأمم المتحدة. وبعد عام على توقيع اتفاق السلام فر رياك مشار، من جوبا الشهر الماضي على إثر تجدد القتال، فأعفي من منصبه واستبدل بتبان دينج. وانفصل جنوب السودان عن شمال السودان في يوليو 2011، إثر حرب أهلية امتدت من عام 1983 إلى 2005.