إبراهيم عبدالمجيد: مشكلتنا أن السينما تنتج 5 أفلام فقط فى السنة مجدى أحمد على: الدولة رفعت يدها عن الإنتاج السينمائى ولكنها تتدخل فى الاختيار طارق الشناوى: اللغة سبب نجاح روايات مثل «الفيل الأزرق» و«هيبتا» على الشاشة الكبيرة يوسف القعيد: الحكومة تدرس إنشاء شركة لدعم الصناعات الثقافية ب250 مليون جنيه أكد الأديب والنائب البرلمانى يوسف القعيد، مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الحكومة تدرس حاليا مشروعا لإنشاء شركة قابضة للصناعات الثقافية برأسمال قدره 250 مليون جنيه.
فى حلقة نقاشية نظمتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان «السينما والرواية»، قال القعيد إن الشركة المنتظرة ستكون حلاً لكثير من المشاكل التى واجهت مشروع دعم السينما، والذى خصصت له الحكومة أخيرا مبلغ 50 مليون جنيه بعد أن كانت 20 مليونا فقط، ولكن تعذرت آليات صرفها بسبب تعقيدات تعقيدات إدارية. ورغم أن الندوة نظمتها لجنة القصة بحثا عن حلول لأزمة الإبداع الأدبى وإشكالية غياب النص الأدبى على السينما، فإن أزمة السينما فرضت ظلالها بقوة على الحوار، حيث أكد المخرج مجدى أحمد من خلال سرد تاريخى لمراحل تطور فن وصناعة السينما، وقال: إن اعتماد صناع السينما على النص الأدبى كان مرحلة من مراحل النمو والتطور لفكرة فن السينما، وأن تيار السينما الواقعية الذى ظهر فى مصر فى السبعينيات والثمانينيات، صاحبته فكرة الكتابة المباشرة للسينما، وهو ما أثر على اعتماد المخرجين على نص أدبى. وأشار إلى أن مشكلة السينما ليست الكتابة بشكل مباشر للسينما، وإنما الأزمة الحقيقية فى أن كثيرا ممن يكتبون الأفلام ليس لديهم الثقافة الكافية لكتابة فيلم، وليس لديهم الدراية بطبيعة البناء الدرامى لعمل سينمائى. وانتقد مجدى أحمد على سياسة الدولة فى التعامل مع السينما، وقال: إن الدولة رفعت يدها عن الإنتاج، ولكنها تتدخل بشكل أو بآخر فى الاختيار. وأشار إلى أن الدولة تتحدث عن تجديد الخطاب الدينى ولا تقدم أى شىء فى هذا الاتجاه، ولو أنها جادة لفكرت فى إنتاج أعمال سينمائية عن المجددين مثل الإمام محمد عبده وعلى عبدالرازق وغيرهم ممن ساهم فى بناء نهضة فكرية وثقافية واجتماعية واقتصادية، مثل طلعت حرب، وذلك من خلال أعمال مبتكرة يشارك فى تجهيزها روائيون معاصرون وشباب. فيما أكد الناقد طارق الشناوى على القاعدة التى تقول: إنه ليس بالضرورة أن تصنع الرواية العظيمة عملاً سينمائياً عظيما، وقال: إن كثيرا من الأفلام العظيمة قامت على روايات ليست على نفس القدر من العظمة. وأوضح الشناوى أن المسألة تعتمد على طبيعة الرواية ومدى استخدامها للغة قريبة من لغة السينما، واستشهد بفيلم «الفيل الأزرق» المأخوذ من رواية للكاتب أحمد مراد، والتى تضمنت لغة سرد سينمائية، وكذلك فيلم «هيبتا» للكاتب محمد صادق، والتى كتبها بروح سينمائية، وحافظ على هذه الروح كاتب السيناريو وائل حمدى أثناء تحويلها لفيلم سينمائى. من جانبه أشار الروائى إبراهيم عبدالمجيد إلى عدم وجود نظام يحكم علاقة المؤلف بصناع السينما، وقال: إن المنتج يشترى الرواية ويوكل مهمة معالجتها لسيناريست بأجر أعلى مما يتقاضاه صاحب النص الأصلى، بينما يعتبر كاتب السيناريو أنه صاحب الحق فى التغيير والتبديل كيفما يشاء اعتقادا منه أنه شريك فى العمل. فيما أشار عبدالمجيد إلى أن أزمة السينما أكبر من كونها تعتمد على نص أدبى أم سيناريو كتب خصيصا للسينما، وقال: إن أزمة السينما أنه تقدم 5 أفلام فى السنة بعد أن رفعت الدولة يدها عن الإنتاج، فيما يحجم القطاع الخاص عن الإنتاج لأن الدولة لا تحمى أعماله من السرقة. وفى سبيل الخروج من الأزمة اقترح المخرج هاشم النحاس تشكيل لجنة من كبار النقاد لقراءة الأعمال الأدبية على مدار العام واختيار الأعمال الصالحة منها، لأن تكون فيلما سينمائيا، وترشيحها لصناع السينما سواء فى قطاعات الدولة العاملة بمجال الإنتاج الفنى أو حتى من منتجى القطاع الخاص. وانتقد أشرف توفيق أستاذ النقد الفنى بأكاديمية الفنون غياب دور الدولة فى الإنتاج السينمائى، وقال: إن الدولة وهى تفكر فى تجديد الخطاب الثقافى يجب عليها أن تعلم بأن السينما سلاح خطير ونافذ للوصول إلى القاعدة من جمهور الشارع. وتساءل قائلاً: «لمن يلجأ مخرج شاب يريد أن يقدم عملاً تاريخياً على شاشة السينما». وشارك فى الحلقة النقاشية التى أدارتها الكاتبة سلوى بكر، كل من عبدالناصر حسن أستاذ الأدب بجامعة عين شمس والروائى حسين عبدالرحيم والشاعرة عزة بدر والناقد الأدبى خيرى حمودة.