قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن "الهجرة بأشكالها المختلفة تلعب دورا كبيرا في المنطقة العربية التي تضم بلدان منشأ وعبور ومقصد في نفس الوقت. ففي عام 2015 استضافت المنطقة العربية أكثر من 37 مليون مهاجر، كما بلغ عدد المهاجرين من البلدان العربية نحو 25 مليون مهاجر". وأشار في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الاستثنائي لعملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة، والتي استضافتها الجامعة العربية بمشاركة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وأمين عوض مدير المكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمنسق الإقليمي للأزمة السورية والعراقية،ورئيس مكتب مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن قضية اللاجئين في المنطقة العربية هي الأطول مدةً في العالم، حيث بدأت بالتهجير العربي الفلسطيني من الأراضي الفلسطينية المحتلة في أعوام 1947 و1948 و1950، وتفاقمت على مدى السنوات الأخيرة في أنحاء مختلفة من الوطن العربي بعد وقوع الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، وربما أيضا العراق بدءا من 2003، إضافة إلى الأوضاع الصعبة في كل من السودان والصومال. وتابع أبو الغيط: "بدخول الأزمة السورية عامها السادس، يشكل الوضع الإنساني تحديا كبيرا مما يساهم في تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين داخل سوريا وخارجها، ولذلك تؤكد جامعة الدول العربية دعمها للجهود الدولية الرامية لرفع المعاناة عن السوريين". وتوقع أن "تشهد للأسف الأيام والأسابيع المقبلة أوضاع معيشية صعبة في مدن سورية مثل حلب، على الرغم من قيام بعض الدول من خارج المنطقة باستقبال اللاجئين، والتعهد بتوفير فرص لإعادة توطينهم للتخفيف من الأعباء على بلدان اللجوء الأول، لا تزال هناك حاجة لإيجاد آلية تضمن قيام الدول المستقبلة بالالتزام بتعهداتها، حيث إن عددا كبيرا من اللاجئين لا يزالون في حاجة لملجأ يشعرون فيه بالأمان لأنفسهم ولأسرهم حتى انتهاء الأزمات في بلدانهم الأصلية، وهناك تضيق للإجراءات في تسجيل اللاجئين بسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة في الدول الأوروبية، ويوجد أيضا تدهور في الأوضاع المعيشية في أماكن الانتظار الخاصة باللاجئين، واحتجاز اللاجئين على الحدود في أوضاع معيشية ومناخية صعبة وعدم التدخل في بعض الأحيان لإنقاذ اللاجئين الذين يواجهون مواقف صعبة على غرار المتجهين إلى أوروبا في قوارب عبر البحر المتوسط، والذين أيضا يقعون ضحايا لحركات الهجرة المختلطة وفريسة للتهريب وللاتجار في البشر لدى قيامهم برحلات محفوفة بالمخاطر، لا سيما عن طريق البحر".