نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية تقريرًا ل«جدعون ليفى» المراسل والصحفى بالجريدة، ويتطرق التقرير إلى الضجة التى أُثيرت داخل المجتمع الإسرائيلى وجميع أوساطه عقب قيام إذاعة الجيش الإسرائيلى ببث مقتطفات من قصائد للشاعر الفلسطينى الراحل «محمود درويش» والتى ما زالت تمثل خطرًا وإزعاجًا على الدولة اليهودية وتبث الذعر إليها رغم رحيل كاتبها منذ أغسطس 2008. يبدأ «ليفى» بالتأكيد على أن شبح «درويش» لن يترك المجتمع الإسرائيلى أبدًا حتى بعد رحيله، فكل بضع سنوات تظهر لنا أشعاره وتهاجمنا وتُثير سخط ومشاعر الإسرائيليين إلى الحد الذى جعلهم يقارنونه بالديكتاتور الألمانى النازى «أدولف هتلر». ويستطرد قائلًا بأنه لن يتركنا شبح واحد من أشباح حرب 1948 إلا بعد الاعتراف بالجريمة الكبرى التى تم اقترافها ودفع التعويضات وتحمل المسئوليات عن كل الأخطاء التى تمت تجاه الفلسطينيين والاعتراف بالذنب وتقديم الاعتذار إليهم، وإلا ستستمر اللعنات فى مطاردتنا إلى الأبد. *** تعد الفضيحة والضجة التى أُثيرت مؤخرًا والمتعلقة بالشاعر درويش وقيام إذاعة الجيش الإسرائيلية ببث برنامج وقصائد له قد تم تأجيجها من قبل وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية «ميرى ريغف» ووزير الدفاع «أفيجدور ليبرمان» واللذين على الأرجح لم يتمكنا من قراءة أى قصائد للشاعر الفلسطينى، وما حدث ما هو إلا حلقة فى سلسلة من الأخطاء التى لا تنتهى. يشير «ليفى» إلى أن الشاعر الفلسطينى «درويش» يستمر فى قول ما ترفض إسرائيل دومًا إقراره من حدوث خطيئة كبرى منذ أن تم تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، فدرويش يستطيع أن يتلمس هذه الخطيئة الكبرى وذلك الجرح الغائر مما يجعل من المستحيل السيطرة عما يثيره. وإذا كان الإسرائيليون على اقتناع بعدم وجود خطيئة أو أى جرائم تم ارتكابها فلمَ الخوف من أشعاره، وإذا كان ذلك صحيحًا لترك درويش عالم الشعر والأدب الذى اشتهر به برمته. *** والحقيقة أن إسرائيل ما زالت تستخدم النهج العنيف والقمع تجاه الفلسطينيين والذى لم ينتهِ منذ 1948، فالدولة اليهودية لا تكتفى بالسلب والنهب والاحتلال بل تقوم بطرد الفلسطينيين الذين ولدوا وعاشوا على الأراضى الفلسطينية، ثم تذهب لتستريح غير مهتمة بما فعلته أو ما ستستمر بفعله بهذه الأرض ومن عليها. يختتم «ليفى» بالإعراب عن حزنه لوفاة «درويش» مبكرًا فى 2008، ولكنه يؤكد ثقته ويقينه بأن أشعاره أبدًا لن تموت وستستمر إلى الأبد، ويمكنكم التأكد من ذلك بسؤال ريغف وليبرمان! وجدير بالذكر أيضًا أن ما حدث فى 1948 لن يُنسى أو يموت تمامًا كأشعار «درويش» التى ستستمر فى مطاردة الدولة الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا وتواجهها بحقيقتها وجرائمها التى دومًا ما تُصر على إنكارها.