- غولن: لعن الله من شارك في الانقلاب.. وليشنقوني إذا ثبت ضلوعي - الداعية الإسلامي التركي: وفقا لتصور البعض فإن القوى القومية المتطرفة هي من خططت للانقلاب في تركيا - الزعم بقيام أردوغان بعملية الانقلاب بنفسه ادعاءات سخيفة ومهينة رفض الداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، الاتهامات الحكومية له بالتورط في الانقلاب العسكري، مبديًا استعداده لمواجهة حبل المشنقة بحال ثبوتها. وقال غولن إنه "لا يخشى لقاء ربه" بحال دعم الانقلاب، ولكنه دعا بالمقابل الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الخوف من "ملاقاة ربه بذنوبه" وفق تعبيره، واصفا العملية الانقلابية الفاشلة بأنها "سيناريو هوليوودي" فتح الباب أمام تنفيذ خطط الرئيس التركي. وكان الرئيس التركي رجب أردوغان ومعه حزب العدالة والتنمية الداعم له قد اتهموا الداعية الاسلامي غولن بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة من قبل بعض القيادات في صفوف الجيش التركي وطالب عددا من اعضاء البرلمان التركي واشنطن بضرورة تسليم غولن الذي غادر الى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ 15 عاما وقد قابل وزير الخارجية الأمريكي هذا الطلب قائلا «أن الدولة التركية حتى الآن لم تقدم أدلة وأسانيد دامغة تثبت تورط الداعية الاسلامي التركي فتح الله غولن في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في البلاد منتصف يوليو الماضي». وكانت تصريحات الداعية الاسلامي فتح الله غولن قد جاءت في مقابلة مع مذيع «سي إن إن»، وذلك من مقر إقامة الداعية التركي في جبال بوكونو في بنسلفانيا الأمريكية، والتي ذكر فيها أن ليس لديه مانع في قيام أي جهة دولية بالتحقيق فيما وصف بمسألة تورطه في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة قائلا «لتقم جهة دولية بالتحقيق في هذه المسألة بشكل معمّق، وإذا ما اكتشفت أنني قلت أي شيء لأحد شفهيا أو عبر اتصال هاتفي أو أن عُشر التهم الموجهة بحقي صحيحة فسأحني عنقي وأقول: أنتم على حق ولتقتصوا مني وتشنقوني، ولكنني أقول بثقة أنني لم أتحدث مع أحد حول الانقلاب ولم اتصل بأحد هاتفيا». وتابع حديثه لشبكة «سي إن إن» الإخبارية قوله: «ولكن في خلفية الأحداث، ربما يكون هناك بعض السُذج الذين تعرضوا للخداع وهم من المتعاطفين معي أو يظهر أنهم كذلك أو أنهم وعدوا بالحصول على مكافآت إن قالوا أمورا معينة. هؤلاء لا أعرف عنهم شيئا ولا يمكنني قول شيء عنهم، ولكن يمكنني القول أن طرد الآلاف من وظائفهم بعد يوم واحد على الأحداث يمثل دليلا على القرارات الاعتباطية التي اتخذتها السلطات ويؤكد أنها كانت قد صنفتهم بشكل مسبق وحددتهم وكانت تنتظر وقوع سيناريو مشابه للعملية. هذا ما يدلنا عليه المنطق والتفكير السليم». وبسؤاله عما تواتر من أنباء بنية غولن في الاتصال برئيس أركان الجيش التركي فور اعتقاله في بداية محاولة الانقلاب لإقناعه بتغيير نظام الحكم قال غولن «أعوذ بالله أن أكون قد تحدثت إلى رئيس الأركان. على المرء توجيه السؤال إليه: هل تحدث معي عبر الهاتف، هل أرسلت له رسالة عبر أحد؟ هل حصل على أي وثيقة مكتوبة أو موقعة مني؟ أنا لا أعرفه عن كثب ولكن بحسب ما أعرف عنه فهو رجل نزيه ولا أظن أنه سيقول غير الحقيقة. لذلك أرى توجيه السؤال إليه وأظن أنه بحال خدعه أحدهم وقال له أشياء أخرى فيجب التحقيق في الأمر. وأوضح غولن وفقا لتصوره وتحليله الشخصي المتسببون في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة قائلا « وفقا للبعض، فإن القوى القومية المتطرفة خططت للانقلاب ووضعت بعض المتدينين في المقدمة من أجل تشويه صورتهم على أمل أن يساعدهم ذلك في حشد التأييد الشعبي، هذا ما قاله البعض. في الواقع لقد قال الرئيس بنفسه إن ما حصل كان أشبه بهبة من الله ستسمح له بالقيام بما يريد وبكل سهولة. ونفى فتح الله غولن ما تم اشاعته عن قيام الرئيس التركي رجب أردوغان في القيام بعملية الانقلاب بنفسه سرا قائلا: «أظن أن مزاعم كهذه ستكون سخيفة ومهينة، وحتى لو كنت أمام عدوي الذي يريد أن يشرب من دمي فأنا أفضل أن ألقى ربي قبل أن أوجّه تهمة من هذا النوع فأنا أعلم أن الله سيحاسبني». واستطرد فتح الله غولن في حواره قائلا: «ربما يكون هناك بعض المتعاطفين معي ممن قاموا بمحاولة الانقلاب الفاشلة، ولكنني أرى أنهم خانوا الأمة ولم يحترموا أفكاري التي أحملها من زمن طويل وهي أساسية بالنسبة لي لأنه في أعقاب كل انقلاب يتأثر الفقراء سلبا ولذلك كنت دائما ضد الانقلابات التي أمضيت حياتي أشهدها وأتعرض للضغوطات بسببها وأرى أنه ما من خير ينتج عن الانقلابات التي لا تقوم إلا بتقسيم النساء وجعلهم يعادون بعضهم وتؤدي الأعمال العدائية هذه إلى التأثير على الأجيال المقبلة، كما يحدث في تركيا الآن». وعلق غولن على محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا قائلا: «هذا الأمر يبدو أشبه بفيلم هوليوودي وليس بعمل انقلابي عسكري كما يبدو الأمر وكأنه خطة مدبرة ويبدو مما رأيناه أنهم جهزوا الأرضية كي تستوعب ما سبق لهم التخطيط له و أنا أقول هذا الأمر بحذر شديد وأتجنب القفز نحو الاستنتاجات أو الإدلاء بتصريحات جازمة». وبسؤاله عن رغبته في احتمالية العودة الى تركيا قال فتح الله غولن: «العودة إلى تركيا ستزيد من تعقيد الأمور وتجعلها مشكلة مستعصية الحل فضلا عن أن النظام القائم سيبذلون قصارى جهدهم وإذا تمكنوا من إثبات عُشر التهم الموجعة ضدي واستردادي بالقول فلن يكون هناك شيء يمكنني القيام به والسؤال هو.. هل يمكنهم القيام بذلك بسبل قانونية؟ أنا لا أظن ذلك، وعموما فكل ما يحصل سيكون بإرادة الله». وفي ختام الحوار وجه الداعية الاسلامي فتح الله غولن رسالة شفهية إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفادها «أنا فقط أدعو له ألا يقابل ربه وهو يحمل كل تلك الذنوب التي ارتكبها».