تميل بعض الأندية إلى الاستقرار الفني التام والتريث فيما يتعلق بتغيير المدربين، في الوقت الذي تنتهج فيه أندية أخرى سياسة التغيير أملا في تحقيق البطولات والألقاب. المقارنة ربما لا تحمل الكثير من أوجه التشابه، بل على العكس، ربما يكون سبب المقارنة هو الاختلاف التام. ففي الوقت الذي استعان فيه الزمالك بعدد وافر من المدربين طيلة السنوات الماضية، فإن أندية أخرى مثل أرسنال الإنجليزي عرف استقراراً تاريخياً لا ينافسه فيه أحد. منذ عام 1996 استعان أرسنال بالفرنسي أرسين فينجر مدرب موناكو السابق وناجويا جرامبوس الياباني، واستمر معه الفرنسي ذو ال 66 عاماً، محققا العديد من الألقاب والبطولات. ومنذ نفس التاريخ 1996 استعان الزمالك في مصر ب 31 مدرب ما بين مؤقت ودائم، مصري وأجنبي، مدراس تدريبية عديدة. استمر الاستقرار الفني مع أرسنال ببقاء فينجر، يقابله تغيير دائم ومستمر في الزمالك بما يعني أنه كان يغير أكثر من مدرب كل موسم بالقياس إلى عدد المدربين الذين استعان بهم "31". سعي الزمالك لتحقيق الألقاب والبطولات من خلال التغيير تحقق في بعض الأحيان لكنه في أحيان أخرى كثيرة لم يكلف النادي الأبيض سوى المبالغ المالية والشروط الجزائية وفوق كل ذلك الخسارة الفنية. وبدأت رحلة الزمالك مع المدربين منذ 1996 أي في العام الذي تولي فيه فينجر تدريب أرسنال، عندما استعان الأبيض بلاعبه السابق أحمد رفعت ، قبل أن يخلفه الألماني فيرنر في موسم 96-97. وأعقب فيرنر فاروق السيد في اتدريب الفريق لكنه لم يستمر طويلا حيث تولى الهولندي رود كرول المهمة، لمدة موسم واحد. خلف كرول في قيادة الأبيض فاروق جعفر، ثم محمود أبورجيلة، وصولا إلى حلمي طولان الذي عمل مدربا مؤقتا لحين تولى الألماني أوتوفيستر تدريب الفريق الفريق وعمل معه طولان مدربا عاما. بعد أوتوفيستر تولى البرازيلي كارلوس كابرال تدريب الفريق، في أنجح فترات الزمالك فنيا ومن حيث النتائج. بعد كابرال حصد البرتغالي فينجادا ما زرعه سابقه كابرال، ليتولى لاحقا الألماني دراجوسلاف شتيبي قيادة الأبيض لفترة قصيرة، أعقبه تولي كابرال الفريق من جديد في فترة غير ناجحة، ثم الألماني ثيو بوكير لأشهر قليلة، ثم محمد صلاح مدرب مؤقت، ثم فاروق جعفر الذي استمر لموسم، خلفه البرتغالي مانويل كاجودا. وفي 2007 تولى محمود سعد تدريب الفريق بصفة مؤقتة، قبل أن يعمل مدربا عاما مع الفرنسي هنري ميشيل. وجاء بعد ذلك الهولندي رود كرول في ولاية جديدة توجها بكأس مصر أنهى من خلالها الصيام عن البطولات.. ثم تولى راينر هولمان المهمة أعقبه أحمد رفعت واحمد رمزي. وفي 2008 تولى السويسري ميشيل دي كاستال تدريب الفريق لكن التعادل مع المقاولون العرب في بداية الدوري عجل برحيله وتولى هنري ميشيل المهمة من جديد رغم انه رحل بصورة غير جيدة في الولاية الأولى. وجاءت النتائج سيئة مع ميشيل ليخلفه في تدريب الفريق حسام حسن، وانقذ العميد الزمالك من التراجع المخيف في جدول الدوري، ليرحل ويخلفه حسن شحاتة. بعد المعلم تولى جورفان فييرا تدريب الفريق في فترة ناجحة فنيا لم تكتمل لعدم استكمال الدوري. ثم تسلم الراية مجددا حلمي طولان، وفاز بكأس مصر، ليحافظ على اللقب أحمد حسام "ميدو" بعد توليه المهمة، قبل أن يعطي مرتضى منصور رئيس الزمالك الضوء الأخضر لعودة حسام حسن في فترة ولاية ثانية لم تدم طويلا. بعد رحيل التوأم حسن تولى محمد صلاح المهمة مؤقتا، يليه البرتغالي جايمي باتشيكو، ثم محمد صلاح من جديد، بعد خلافات ما بين البرتغالي ورئيس الزمالك. ثم جيزوالدو فيريرا صاحب الثنائي التاريخية مع الزمالك "الدوري والكأس". وبرحيل فيريرا تولى البرازيلي ماركس باكيتا تدريب الفريق، يليه محمد صلاح مؤقت، وأعقبه في المهمة أحمد حسام ميدو، الذي أمضى 37 يوما فقط، ليسلم الراية للاسكتلندي أليكس ماكليش. بعد رحيل ماكليش تولى محمد حلمي المهمة لمدة 14 مباراة محلية وقارية كانت الأنجح على مستوى النتائج لكنه رحل بخسارة أخيرة من صن داونز الجنوب أفريقي. ويبحث الزمالك عن مدربه ال 32 في الوقت الذي يمضي فيه فينجر أوقاتا من الاستقرار الطويل الامد مع أرسنال.