من سيدة أولى وعضو بمجلس الشيوخ، إلى وزير للخارجية، كونت هيلارى كلينتون خبرات كبيرة و«جلدا سميكا» يؤهلها لتكون أول امرأة تتولى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذا فازت فى انتخابات نوفمبر على الملياردير الجمهورى، دونالد ترامب. هيلارى التى أعلن الحزب الديموقراطى ترشيحها رسميا للانتخابات الرئاسية، أمس الأول، هى اول امرأة تخوض السباق الرئاسى باسم احد الحزبين الكبيرين فى تاريخ الولاياتالمتحدة، وتبشر ببدء «مرحلة تاريخية» للنساء. وقالت كلينتون بعد اعلان ترشيحها رسميا «لا يمكننى أن أصدق أننا احدثنا شرخا غير مسبوق فى السقف الزجاجى»، فى اشارة إلى الحواجز الخفية التى تعرقل المسيرة المهنية للنساء. وقبل أن تحقق السيدة الأولى السابقة هذا الحلم، كانت تذكر احيانا مقولة شهيرة لايليونور روزفلت، زوجة الرئيس الديموقراطى الأسبق فرانكلين روزفلت: «إذا أرادت النساء ممارسة السياسة، لا بد أن يكون جلدهن سميكا كوحيد القرن». ولا يمكن إحصاء الانتقادات بالكذب والاحتيال والمحسوبية وحتى بالقتل التى وجهها إليها الجمهوريون، غير أن غالبية من الأمريكيين يرون أنها غير صادقة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. واستنادا إلى تاريخها الطويل فى العمل العام، قال الرئيس باراك أوباما الذى رافقها فى حملتها الانتخابية فى الفترة الماضية: «لم يكن هناك أبدأ أى رجل أو امرأة يملك مؤهلات أكثر من هيلارى كلينتون لشغل هذا المنصب.. وهذه هى الحقيقة». ولدت هيلارى دايان رودهام فى 26 أكتوبر 1947 فى شيكاغو ونشأت فى كنف عائلة متوسطة، من اتباع الكنيسة الميتودية، ومازالت متمسكة بكنيستها. وفى 1965، قبلت هيلارى كلينتون التى تتصف بالذكاء والطموح فى جامعة عريقة للشابات هى ويلسلى كوليدج غير البعيدة عن هارفرد. وفى 1969، التحقت الطالبة ذات النظارات السميكة والتى تتمتع بقدرات قيادية وشخصية قوية بكلية الحقوق فى ييل حيث التقت بيل كلينتون. وكتب بيل لاحقا «كان لديها تصميم وقدرة على ضبط النفس نادرا ما لاحظتها لدى رجال أو نساء». وعند انتهاء دراستها، اختارت العمل مع صندوق الدفاع عن الأطفال. وبعد اقامة فى واشنطن فى 1974، حيث وظفتها لجنة التحقيق فى فضيحة ووترجيت، تبعت بيل كلينتون إلى اركنسو (جنوب)، حيث انتخب هو نائبا عاما ثم حاكما للولاية بينما التحقت هيلارى بمكتب كبير للمحاماة. وتحت الضغوط، تخلت كلينتون عن اسم عائلتها مكتفية بكنية كلينتون وأصبحت السيدة الاولى لاركنسو ثم للولايات المتحدة بعد انتخاب بيل فى العام 1992. ورغم الاهانة التى شعرت بها من خيانة زوجها فى قضية مونيكا لوينسكى الشهيرة، إلا أنها دافعت عنه بقوة لتفادى إقالته فى العام 1998 مع أنهما كانا يقصدان خبيرا نفسيا لانقاذ زواجهما. ومع دنو موعد رحيلها من البيت الأبيض، انطلقت السيدة الاولى فى العمل السياسى وانتخبت فى نوفمبر 2000 عضوا فى مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. ورفضت الترشح للانتخابات الرئاسية فى 2004، قبل أن تعود وتفشل فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى عام 2008، ضد أوباما. وفى حدث لم يكن متوقعا، أصبحت وزيرة للخارجية فى حكومة باراك أوباما فى ولايته الأولى. ويقول معارضوها إنها لم تحقق أى نجاح يذكر.