قال المؤرخ إبراهيم عناني عضو إتحاد المؤرخين العرب، في دراسة تاريخية إن إنشاء قصر السلاملك له قصة غرامية، والسلاملك أو كشك الحب "الشاي" ليس مجرد قصراً، ولكنه جزء من تاريخ الإسكندرية. وأوضح عناني أن الخديو "عباس حلمي" أثناء وجوده في الإسكندرية، كان يخرج إلى النزهة مع بعض رجال الحاشية، وكان غالباً ما يقصد سراي الرمل على آخر الخط الحديدي بالرمل، ومنها يركب وصحبه الدواب إلى جهات مختلفة للتنزه في ضواحي الإسكندرية، خاصة طريق سيدي بشر إلى شاطئ البحر. وأضاف عناني أنه في أحد الليالي أمر "الخديو" بإعداد 80 حماراً ليركبها ليلاً في الصحراء على شاطئ البحر، وأمر أن ترافقهم الموسيقى الخديوية وعدد رجالها 45 رجلاً، وهم يعزفون بموسيقاهم حتى وصلوا إلى سيدي بشر، وبعدوا عنها قليلاً، متابعاً أنه عندما سمع الأهالي هذه الموسيقى هرعوا إليها، وحين علموا بوجود "الخديو" صاحوا بالتهليل ورافقهم في رجوعهم مسافة طويلة، وقد أعجب الخديو بالبقعة المجاورة لسيدي بشر فعزم على التوغل فيها لمشاهدتها عن قرب. وأشار عناني إلى أنه في اليوم التالي تجاوز "الخديو" في تجوال سيدي بشر بمسافة كبيرة وكان ثلاثة مع الخديو: "رولييه بك"، السكرتير الخصوصي، و"على بك شاهين"، معاون التشريفات، ومعاون آخر، حتى بلغوا مكان أعجب الخديو بمنظره تكتنفه رابيتان عاليتان وبينهما ضلعاً صغيراً، وفي طرفه الشمالي جزيرة صغيرة وهنا أمر الخديو بالتوقف. وتابع عناني: "ورأى الخديو أن تنزل حبيبته المجرية "ماري" في قارب صيد كان متروكا على الشاطئ لترتاد هذه الجزيرة لما حواليها، والتعرف بما فيها ونفذ ومن معه المطلوب حتى أشار لهم الخديو بالعودة، ومنذ ذلك اليوم قرر الخديو أن تكون النقطة التي اكتشفها وأعجب بها مصيفاً له، وأن ينشئ بها "قصر المنتزه" وملحقات للقصر الجديد لتبلغ مساحتها حوالي 370 فداناً زرعت كحدائق و منتزهات". وإستطرد عناني في دراسته: "وإتخذ الخديو من الخليج ميناء للسراي، وهو الميناء الذي كانت ترسو أمامه اليخت الشهير "المحروسة"، كما ربط الجزيرة بالشاطئ بجسر "إيطالي" على الطراز "القوطي"، وبنى على الجزيرة كشك كلاسيكي للشاي، كما الحق بالحديقة منحلا ومعملا للألبان وحظائر للكلاب الخصوصية ومزرعة للدواجن، وكان اقتراح "محمود شكري باشا" أن يسمى القصر باسم قصر المنتزه ووافق الخديو. وأوضح عناني أن قصة السلاملك وبناء هذا القصر وما حوله إلى ما فعله الخديو "عباس حلمي الثاني" عندما شيد قصر السلاملك المعروف ب "عاشقة كشك الحب القديم" بمنطقة المنتزه بالإسكندرية عام 1892م لمحبوبته الكونتيسة المجرية "ماري توروك هون زندو"، والتي تزوجها فيما بعد وعرفت باسم "جويدان هانم". والجدير بالذكر أن منظمة السياحة العالمية قد قررت المشاركة في تطوير المنتزة حفاظاً على قيمته التاريخية والأثرية.