«كنت ألوح للسائق: توقف هناك فتاة أسفل الشاحنة».. هكذا قال نادر الشافعى، وهو مصرى الجنسية كان شاهدا على هجوم نيس الذى استهدف تجمعا احتفاليا بالعيد الوطنى، حيث كان يقف وجها لوجه أمام الشاحنة، على حد قوله. كان الشافعى (42 عاما)، أحد العاملين فى مجال البنوك وكان يقضى عطلته فى نيس، يظن فى بداية الأمر أن المسألة محض حادث، معتقدا أن السائق فقد السيطرة على الشاحنة فحسب. وحتى حينما «اكتسحت» الأخيرة الكثير من الأشخاص، سارع المصرى ليلوح بذراعيه للسائق لتنبيهه إلى الفتاة التى أصبحت للتو أسفل الشاحنة. وأضاف الشافعى: «رأيته (السائق) يلتقط هاتفا، على ما كنت أظن، وعند هذه النقطة كنت لم أزل أعتقد أنه حادث، ثم رأيته يسحب سلاحا، كان أشبه بمسدس جلوك. سحبه وفهمت أن هنالك شيئا ما خطأ»، حسب ما نقلت عنه شبكة «إيه بى سى نيوز» الأمريكية. وأردف شاهد العيان المصرى أنه بدأ يتحقق من كون الحادث هجوما متعمدا بعدما رأى السائق لا يبالى بما حوله، إذ كان ينظر فقط إلى الأمام وإلى الخلف، «ثم رأيت الشرطة تطلق عليه النيران». وتابع أن الجميع بدأ بالركض، وصاحت عناصر الشرطة فى المواطنين للهروب، لكن الشافعى لم يستطع الركض: «كنت فقط مجمدا»، غير أنه لم يوضح كيف نجا من الهجوم. وقال الشافعى إنه عندما كان يتنزه قبل الحادث بدقائق، لم يدر بخلده أن يحدث هجوما فى مثل هذا المكان المسالم. واختتم حديثه قائلا: «أنا معتاد على كل هذه الأمور فى الشرق الأوسط لكنى لم أكن أبدا فى مثل هذا القرب منها. قلت لأصدقائى: الآن لا يمكنكم الذهاب لأوروبا للهروب من الشرق الأوسط، فما يجرى هناك يحدث فى أى مكان».