• 50 % زيادة فى قيمة الإيجارات إلى 5 آلاف جنيه لليلة و100% نسبة الإشغال • رأس الحكمة تسحب البساط من الساحل الشمالى «التقليدى» «القرية كلها محجوزة من العيد الصغير إلى العيد الكبير.. الناس كلها حجزت المصيف منذ مايو الماضى لو ماكانش قبل كده.. إيجاد شاليهات للإيجار صعب جدا الآن»، كان هذا ردا اعتياديا من سعيد، مسئول الإيجارات فى إحدى قرى الساحل الشمالى، خلال اتصال هاتفى مع (الشروق). الرد جاء اعتياديا لأنه تكرر من عدة سماسرة هاتفتهم (الشروق) للتعرف على المتاح من شقق أو شاليهات خلال العيد، لكن معظمهم رد بأن جميع الأماكن محجوزة حتى العيد القادم. رشا بيومى، ربة أسرة، لم تنجح فى تأجير شاليه لمدة ثلاثة أيام فقط خلال شهر يوليو بالساحل الشمالى، «اتصلت بأكثر من سمسار فى 7 قرى قريبة من أصدقائى، وكان الرد واحدا، وهو أن القرية مشغولة حتى آخر الموسم، ولا يوجد حجز»، بحسب قولها. «نسبة الإشغال هذا العام 100%.. وأسعار الإيجارات سجلت زيادة 50% نتيجة قصر الموسم الصيفى والطلب الكبير على الساحل الشمالى هذا العام»، يقول سعيد. ويمتد الساحل الشمالى «التقليدى» على ما يقرب من 70 كيلو حتى مارينا، ولكن الإقبال الكبير دفع الناس إلى الاتجاه شمالا فى القرى البعيدة والتى تمتد على مدى ما يقرب من 70 كيلو أخرى باتجاه محافظة مرسى مطروح. «تأخرنا فى قرار السفر هذا العام لأننا كنا نخطط للسفر إلى الخارج ولكن مع ارتفاع سعر الدولار الرسمى، وعدم توافره أصلا بالإضافة إلى القيود التى تفرضها البنوك على الدولار، قررنا عدم السفر إلى الخارج لأن فرق العملة فى السوق السوداء يضاعف من التكلفة»، تقول رانيا إمام، موظفة فى إحدى شركات المقاولات. وقام البنك المركزى برفع سعر الدولار الرسمى فى مارس الماضى إلى 8.88 جنيه لحل مشكلة السوق السوداء، لكن وعلى الرغم من ذلك لا يزال الدولار يسجل ارتفاعا فى السوق الموازية حيث يبلغ حاليا 11.2 جنيه. ومع الممارسات الضارة التى يمارسها تجار السوق السوداء وفى ظل نقص العملة فى البلد قام المركزى أخيرا بفرض العديد من القيود على الأفراد المسافرين تحد من قدرتهم على الحصول على دولارات من البنوك. هذا الواقع دفع بالكثير من الأسر إلى الاكتفاء بالمصيف الداخلى مما تسبب فى قفزة كبيرة فى الأسعار فى الساحل الشمالى. فالساحل الشمالى بات خلال السنوات الأخيرة ملاذا للطبقات المتوسطة العليا والغنية فى مصر، لا سيما بعد ازدحام مدينة الاسكندرية بأفواج المصطافين من مختلف القرى والمحافظات. «أصحاب الشاليهات بالغوا فى تقييم الايجارات لاستغلال الموسم فى تعويض إغلاق الشاليهات خلال العام بأكمله»، يضيف سعيد. وفى مناطق كسيدى كرير، شهدت أسعار الإيجارات ارتفاعات تتراوح بين 30 و40% مقارنة بالصيف الماضى، ليتراوح سعر الليلة ما بين 700 جنيه كحد أدنى و2000 جنيه كحد أقصى، بحسب عم سيد، سمسار مصايف. «الأسعار تزداد كلما اقتربت القرى من مارينا أو هاسيندا أو مراسى، والمنطقة التى تمتد من مارينا إلى سيدى عبدالرحمن، والتى يطلق عليها اسم «رأس الحكمة» بدأت تسحب البساط من الساحل الشمالى التقليدى، وبدأت الأسعار تسجل فيها ارتفاعا كبيرا، لا سيما مع الطبقات الغنية التى تتسارع عليها، فأسعار الشاليهات هناك تتراوح بين 3000 و5000 جنيه لليلة الواحدة»، يقول عم سيد. وتزداد أسعار الشاليه نفسه كلما كان قريبا من البحر، أما عن مارينا نفسها، فنسبة الإشغال فيها من بداية العيد لا تقل عن 90% (من مارينا 1 إلى 6)، يقول إسلام سلامة، سمسار، مؤكدا أنه لا يتبقى فيها سوى بعض الشقق، فى أماكن بعيدة عن الشواطئ والبحيرات والمناطق الحيوية، وبالرغم من ذلك، ف«إيجارها لا يقل عن 2000 جنيه فى اليوم»، بحسب قوله. وانعكس هذا الطلب الكبير على أسعار الفنادق أيضا، فبدلا من 2000 جنيه لليلة خلال العام الماضى، ارتفعت الأسعار 30% أو أكثر، لتصل فى الفنادق المعدودة بمارينا إلى ما بين 2600 و3000 جنيه لليلة الواحدة إفطار فقط، يقول طارق سلام، موظف فى فندق أوشين بلو. بلاجات خاصة، وسائل للترفيه والألعاب المائية وخدمات متميزة، كافيهات ومطاعم.. خدمات لا يقوى على تحمل نفقتها الطبقات الفقيرة فى المجتمع، مما جعل قرى الساحل الشمالى تقتصر فى الجزء الأكبر من روادها على الطبقات الأعلى فى المجتمع.