موسم صيفى قصير.. اضطرابات أمنية داخلية ...أحداث سياسية مؤسفة.. عام دراسى جديد وشيك.. كل هذه العوامل لم تنجح فى التأثير سلبا على حجوزات المصايف فى مدينة الاسكندرية، وفى القرى على طوال خط الساحل الشمالى حتى مطروح، مما رفع أسعار الإيجارات إلى مستويات قياسية غير مسبوقة. «وقد عادت الاسكندرية لتتألق ولتكون المصيف الرئيسى للمصريين، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الرحلات الخارجية، وعدم استعداد الأسر المصرية لتحمل أى تكاليف إضافية للترفيه»، بحسب صاحب إحدى الشركات السياحية، محمد بلال.
ويضيف بلال «انخفض إقبال المصريين على السفر إلى الخارج منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وباتوا يفضلون المصايف الداخلية، وبصفة خاصة الاسكندرية ومطروح، فمدينة الاسكندرية قريبة، ولا تكبل المسافرين فاتورة كبيرة، أما عن مطروح، فرخص أسعار الفنادق والإيجارات بها يعوض تكلفة السفر الطويل»، على حد تعبير بلال، مشيرا إلى أن نشاطه السياحى العامين الأخيرين ركز على السياحة الداخلية بدلا من الخارجية.
ومع زيادة الإقبال على مدينة الإسكندرية وقصر مدة الموسم الصيفى، بسبب تخلل شهر رمضان الكريم له، «ارتفعت الأسعار بها إلى مستويات غير مسبوقة»، بحسب صاحب شركة السياحة.
«شهدت أسعار الإيجارات خاصة فى مناطق الهانوفيل والنخيل والبيطاش والعجمى، ارتفاعات تتراوح ما بين 30 و40% مقارنة بالصيف الماضى، ليتراوح سعر الليلة ما بين ال700 جنيه كحد أدنى 2000 جنيه كحد أقصى»، بحسب عم جمال، سمسار مصايف فى الاسكندرية، مشيرا إلى أن الأسعار ارتفعت بصفة خاصة فى العجمى والساحل الشمالى.
والأسر متوسطة الدخل هى التى تتردد عادة على هذه المناطق، ولذلك لم يستطع الكثير منها تحمل هذه الزيادة، بحسب عم جمال، مشيرا إلى ان بعضها قرر مشاركة أسرة ثانية فى إيجار شاليه أو شقة، أو الإيجار فى الاسكندرية البلد بسبب انخفاض الأسعار هناك.
فبرغم ارتفاع أسعار الإيجار أيضا فى الاسكندرية بنسبة لا تقل عن 30% مقارنة بالعام الماضى، إلا أن مستويات الأسعار هناك لا تزال أقل. فأسعار الشقق هناك متفاوتة وتختلف من منطقة لأخرى حسب مساحة وموقع الشقة وقربها من الشاطئ، ولذلك من الأسهل العثور على أسعار تتناسب مع جميع الطبقات. فمن الممكن وجود شقق للإيجار بأسعار لا تتعدى ال300 جنيه فى الليلة.
الساحل الشمالى الأغلى سعرا
يوضح محمد كامل، سمسار عقارات فى الاسكندرية، أن أسعار إيجار الساحل الشمالى والعجمى شهدت زيادة ملحوظة فى السنوات الاخيرة، نتيجة الإقبال عليها، وأصبح صعبا العثور على إيجار منخفض لأسرة منخفضة الدخل، مشيرا إلى أن الأسعار فى مارينا والقرى من حولها شهدت فى العيد زيادة لا تقل عن 50% مقارنة بأسعار الصيف الماضى.
«داومت على الإيجار فى مارينا منذ 4 سنوات فى نفس المكان وفى نفس التوقيت، ودائما كنت أشترك فى جمعية أحصل عليها اوائل شهر يوليو لتسديد الإيجار، الذى لم يكن يتجاوز ال 1300جنيه فى اليوم، وهذا مبلغ كبير بالمقارنة بحجم الشاليه، الذى يتكون من غرفتين فقط. ولكن هذا العام، فوجئت عند اتصالى بالسمسار، أن سعر الإيجار ارتفع إلى1800جنيه فى الليلة، وهذا فارق كبير خاصة وأن فترة الإيجار 15 يوما، لذلك قررت البحث عن شاليه فى مكان آخر، يكون سعره مناسبا وأقل»، تقول ماجدة جمال، ربة منزل، وزوجة مدير عام فى شركة قطاع خاص.
مطروح تظهر فى الأفق
وفى مقابل ذلك نجحت مدينة مطروح فى اجتذاب عدد من مصطافى اسكندرية هذا العام، فهى تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا، حيث وصلت نسبة الحجوزات بالفنادق والقرى السياحية والشاليهات والشقق المفروشة بها لأكثر من 90%، بحسب عم جمال السمسار، موضحا أن هذه المحافظة، نجحت نتيجة تقدم الخدمات بها، وظهور عدد من القرى الشهيرة والمعروفة بها، فى اجتذاب عدد كبير من أفراد الطبقة الوسطى العليا.
وتبلغ أسعار الإيجار فى مطروح، رغم زيادتها هذا العام، مستويات معقولة حيث إن سعر إيجار الشاليه المطل على البحر والذى يتكون من 3 غرف، لا يتجاوز ال700 جنيه، بحسب عم جمال.
وهذا الإقبال المتزايد على مدينة مطروح، دفع الشركات السياحية لوضعها على خريطة السياحة الداخلية الخاصة بها، «لم نكن نخطط لتنظيم اى رحلات إلى مرسى مطروح ولكننا تلقينا كثيرا من الاتصالات للاستفسار عن رحلات إليها، ولذلك قررنا بدء تنظيم بعض الرحلات إليها فى فترة العيد وما بعدها، وبالفعل شهدت إقبالا غير مسبوق، مما دفعنا إلى تنظيم رحلتين إضافيتين» يقول بلال، صاحب شركة السياحة.
التخفيضات والعروض لم تنجح فى جذب المصريين فى العيد
بعض الفنادق فى الغردقة وشرم الشيخ قرر إغلاق أحد فروعه كتبت صفية منير:
عادة ما تشهد محافظتا سيناء إقبالا كبيرا خلال فترة الأعياد، إلا أن الأمر يختلف فى عيد الفطر هذا العام، فنسبة الإقبال ضعيفة بسبب الأحداث التى شهدتها مدينة رفح خلال رمضان.
«فى الوقت الذى فاقت فيه نسب الحجوزات فى الساحل الشمالى خلال العيد مثيلتها من الأعوام السابقة، فإن نسب الإقبال على جنوبسيناء والبحر الأحمر هذا العام أقل من الأعوام السابقة» تبعا لما ذكره إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية.
يقول الزيات، والذى يمتلك إحدى الشركات السياحية، إن ما شهدته مدينة رفح من أحداث أثرت على رغبة المواطنين فى الذهاب إلى منطقة سيناء بالكامل، وهو ما أدى إلى أن بعض عملاء شركته طلبوا تغيير أماكن الحجز من شرم الشيخ إلى الساحل الشمالى بعد أحداث رفح.
ويضيف رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية أن ضعف الإقبال على مناطق الغردقة وشرم الشيخ أدى إلى أن بعض إدارات الفنادق قررت أن تغلق بعض فروعها منها إدارة فندق بيراميزا التى قررت أن تغلق أحد فنادقها فى مدينة الغردقة، واكتفت بتشغيل واحد فقط.
ووفقا لتقديرات مجدى سليم، رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة، فإن نسبة الإشغال فى معظم فنادق شرم الشيخ خلال شهر رمضان بلغت فى المتوسط نحو 60%، وبلغت نسبة الإشغال فى الغردقة نحو 64%.
وكان وزير السياحة هشام زعزوع قد أشار فى تصريحات سابقة إلى أن نسبة الإلغاءات التى حدثت جراء أحداث رفح تتراوح ما بين 10- 15% وكانت أكثر الدول التى تأثرت سلبا، وكان لها رد فعل سلبى تجاه مصر هى روسيا وايطاليا وبلجيكا حيث أصدرت الأخيرتان تحذيرا لمواطنيهما من السفر إلى سيناء ومرسى علم.
من جانب آخر، يقول حسام الشاعر، رئيس غرفة شركات السياحة إن نسب الإقبال من المصريين أو الأجانب على شرم الشيخ والغردقة تأثرت خلال هذه الفترة ببعض الأحداث التى أعطت رسائل سلبية عن الأمن فى هذه المناطق منها قطع طريق مرسى علم إدفو، وتكرار ظاهرة قطع الكهرباء، وهو ما أدى إلى أن نسب الإقبال خلال أغسطس هذا العام أقل من العام الماضى.
ويضيف الشاعر، على العكس من مناطق سيناء والبحر الأحمر فإن حجم الإقبال على الساحل الشمالى تزايد عن كل عام، حيث يجد المصريون أن هذه المناطق هى الأكثر أمنا.
ويضيف توفيق كمال، رئيس غرفة المنشآت الفندقية باتحاد الغرف السياحية إن تكرار وجود أحداث سلبية مثل فتنة دهشور، والهجوم على فندق فيرمونت بكورنيش النيل، والانقطاع المتكرر للكهرباء أثر على رغبة الكثير من الأجانب فى الذهاب إلى مصر وأيضا من رغبة المصريين فى التواجد فى سيناء خلال العيد، وهو ما يظهر بوضوح من خلال العروض والأسعار التى تقدمها الفنادق فى هذه الأماكن خلال فترة العيد، والتى جاءت هذا العام أقل من مثيلتها من الأعوام السابقة كوسيلة لزيادة الإقبال فى الوقت الحالى.
وبحسب توفيق، على الرغم من أن فترة العيد قد تزيد من نسب الإشغالات إلا أن فنادق القاهرة والأقصر وأسوان ستظل تعانى من ضعف الإقبال.