- تقارير: الدبلوماسيون انتقدوا سياسة بلادهم تجاه سوريا ودعوا لاستخدام مدروس لأسلحة بعيدة المدى وغارات مباشرة.. وموسكو تقصف مقاتلين مدعومين من واشنطن قرب معبر «التنف» وقع أكثر من 50 دبلوماسيا بوزارة الخارجية الأمريكية، أمس، على مذكرة داخلية، تنتقد بشدة سياسة بلادهم فى سوريا، وتطالب بضربات عسكرية ضد النظام السورى، لانتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بالتزامن مع خرق النظام لهدنة أعلنتها موسكو فى حلب «شمال» لمدة يومين. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، يتعلق بمعلومات نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» بشأن هذه المذكرة الدبلوماسية، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربى، وجود «مذكرة (دبلوماسية) منشقة أعدتها مجموعة من موظفى الوزارة تتعلق بالوضع فى سوريا». ورفض كيربى كشف المضمون الدقيق للمذكرة، مكتقيا بالقول «مازلنا ندرس هذه المذكرة التى صدرت قبل وقت قصير جدا». فى المقابل، أكدت صحيفتا «وول ستريت جرنال» و«نيويورك تايمز»، اللتان اطلعتا على مسودة للنص، أن المذكرة تطلب صراحة شن ضربات عسكرية أمريكية ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد. وقالت الصحيفتان إن البرقية هى مذكرة قصيرة وقعها نحو 50 دبلوماسيا وموظفا فى وزارة الخارجية. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن المذكرة تدعو إلى «الاستخدام المدروس لأسلحة بعيدة المدى وأسلحة جوية»، أى صواريخ كروز وطائرات بلا طيار وربما غارات أمريكية مباشرة. من جانبه، انتقد المحلل هارون ديفيد ميلييه، الذى كان مستشارا لستة وزراء خارجية على التوالى، فى تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» المذكرة قائلا: إن «دبلوماسيين أمريكيين يحثون أوباما على ضرب الأسد، بأى هدف؟ أمر جيد أن وزارة الخارجية لا تقود السياسة الأمريكية». بدوره، حذر المحلل، ستيف سيديمان من أن «الضربات الجوية ليست سحرية، وستزيد من خطر نزاع بين الولاياتالمتحدة وروسيا»، ملمحا إلى دعم موسكو لنظام دمشق. فى غضون ذلك، تعرضت الهدنة الروسية المعلنة فى حلب لمدة 48 ساعة (تنتهى اليوم) للانتهاك مع شن النظام السورى غارات جوية على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، والتى ردت عليها بقصف مدفعى استهدف الأحياء الغربية الموالية للنظام. وأكد المرصد السورى لحقوق الإنسان، شن «قوات النظام غارات على أحياء عدة بينها قاضى عسكر والسكرى وباب النيرب»، مضيفا أنها «أسفرت عن مقتل 7 أشخاص». وأشار المرصد إلى «سقوط المزيد من القذائف التى أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق فى حيى السريان الجديدة والأشرفية بمدينة حلب». فى سياق متصل، أعلن مسئول أمريكى، أن طائرات روسية شنت «سلسلة غارات» فى جنوبسوريا على مقاتلين من المعارضة السورية تلقى بعضهم دعما من الولاياتالمتحدة. وقال المسئول- طالبا عدم نشر اسمه، إن هذه الغارات التى استهدفت المقاتلين قرب معبر التنف الحدودى مع العراق «تثير مخاوف جدية بشأن النوايا الروسية فى سوريا»، مضيفا أن «الطائرات الروسية لم تنشط فى هذه المنطقة من جنوبسوريا منذ بعض الوقت، كما أنه لا توجد قوات برية روسية أو للنظام السورى فى محيطها». ولم يفصح المسئول الأمريكى عن عدد المقاتلين الذى استهدفتهم الغارات الروسية ولا عن مصيرهم. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» قد أطلقت مطلع عام 2015، برنامجا بقيمة 500 مليون دولار، يهدف إلى تأهيل وتجهيز مقاتلين سوريين راغبين فى محاربة تنظيم «داعش».