مع بداية الأسبوع الثانى فى رمضان بدأت مايسة، 38 سنة، تشعر بالندم. تعرف مايسة «أزمة الوزن الزائد» السنوية فى رمضان، واستعدت لها جيدا، لكن الميزان فاجأها باثنين كيلو جرام زيادة فى الوزن، فى الأيام الأولى من الشهر الكريم. وبدأت تشعر بالحرج الشديد من زيارة طبيبها الخاص هذا الأسبوع، خوفا من كلمات التوبيخ التى تتساقط عليها بمجرد أن تصعد على الميزان ليعلم أنها فشلت فى أن تنقص وزنها، بل زادت. «الدكتور بتاعى بيشد فى شعره منى، بيقولى رمضان ده فرصتك علشان تخسى والمشكلة أن وزنى زاد». يظهر اليأس على مايسة وهى تقول «أنا فى العادى بازيد فى رمضان 3 كيلو على الأقل»، مؤكدة أن هذا بالنسبة لوزنها مشكلة كبيرة لأنها تحلم بأن تعود إلى 70 كيلو جراما، وهى الآن تزن 95 كيلو جراما. بدأت مايسة الذهاب لطبيب التغذية منذ ستة أشهر، وكان وزنها حينذاك 98 كيلوجراما، واستطاعت أن تفقد ثلاثة كيلو جرامات فقط خلال الفترة الماضية، لكن «رمضان لخبط الدنيا كلها»، واصفة نفسها «بالغول» الذى يلتهم الطعام بشراهة، حتى إنها تضرب بتحذيرات الطبيب من الحلويات عرض الحائط وتتناولها بكميات أكبر بكثير من المصرح لها. وعندما يراودها شعور بتأنيب الضمير على مخالفة التعليمات تقول «بكرة مش هاكل»، ويأتى الغد أسوأ، على حد تعبيرها. الإرادة الضعيفة أمام مائدة رمضان الغنية بأصناف الطعام المتنوعة والشهية، بعد يوم من الصيام قد تؤدى إلى مزيد من البدانة، والمرأة معرضة لذلك أكثر، فى رأى إخصائى التغذية د. هانى درويش، «لأن الرجل يتحرك أكثر ويحرق معظم ما يأكله». يواجه د. هانى سؤالا يوميا هذه الأيام: ليه وزنى زاد كتير يا دكتور؟. والإجابة بسيطة، تتلخص فى أن «الناس بتاكل فى رمضان ضعف وجباتها الرئيسية، ويستغربوا أن وزنهم زاد». ويرى أن الحل هو تنظيم الوجبات التى يتناولها الفرد ما بين الإفطار عقب أذان المغرب، مؤكدا أن تناول الطعام بكميات كبيرة لن يعوض الجسم عن صيام النهار، لأن الجسم ببساطة يأخذ من هذا الكم الهائل من الطعام ما يكفيه من سعرات حرارية تمده بالطاقة، ويقوم بتخزين باقى الطعام على هيئة دهون «وهى دى اللى بتعمل الوزن الزيادة». يعتبر د. درويش عيد الفطر موسم بالنسبة له «بعد رمضان بحس أن فيه هجوم على العيادة، وخصوصا من السيدات. كل واحدة زادت ما لا يقل عن خمسة كيلو جرامات، وكانت تعتقد أنها ستخسرها بعد العيد لكن من المؤسف أن كحك العيد بيبهدل الدنيا خالص»، كما أن الحياة بتعود بعد ذلك مستقرة من حيث تنظيم الوجبات، وهو ما يزيد من صعوبة الأمر فلا يستطيع أى شخص أن يفقد وزنه بسهولة، خصوصا مع تعود الجسم على كم معين من السعرات الحرارية فى أثناء شهر رمضان. وينصح كل سيدة بإعداد وجبة إفطار بسيطة مكتملة العناصر الغذائية، محذرا من الضغط على المعدة بتناول كميات زائدة خصوصا بعد الشعور بالشبع، «لا تكثروا من تناول الطعام فى وجبة الإفطار»، لأن المعدة تكون خاوية لأكثر من 13 ساعة، فلابد من تدريج الطعام لها فى البداية بأشياء بسيطة، ويفضل أن تحتوى على مواد سكرية والحساء الذى يهيئ المعدة لاستقبال الطعام. «الوصفة الشريرة للبدانة فى رمضان» بالنسبة للدكتور هانى تبدأ بوجبة ثقيلة على الإفطار، ثم الجلوس على الكنبة لمتابعة التلفزيون، مع الاستمرار فى تناول الطعام دون انقطاع، وهو ما يعنى عدم الحركة الكافية لحرق كمية السعرات الحرارية التى يختزنها الجسم، مؤكدا أنه من الأفضل وضع وجبة ثالثة بين وجبتى الإفطار والسحور حتى نمنع أنفسنا من تناول الطعام باستمرار. «الناس بتفكر بالمشقلب» يعلق د. درويش وهو يبتسم على السيدات البدينات اللاتى يتعالجن من السمنة، «كل واحدة بتزيد كيلو بيعملها هم كبير، لأنه بيأثر على شكلها وملابسها، وتبدأ فى رحلة حرق الأعصاب إزاى ترجع»، مؤكدا أن الحل فى يدها «استغلوا رمضان واخسروا وزن» ويضيف أن الطريقة سهلة وبسيطة «الكلمة السحرية اسمها حلويات» ابتعدوا عنها نهائيا، إلا إذا كان هناك ترشيد فى تناولها، قائلا بسخرية «هل تقول أى سيدة بدينة: قطعة واحدة تكفى؟».