قال أحمد الطيب شيخ الأزهر، إنه يتفق مع رأي بعض العلماء الذين أرجعوا سبب التوقف عن تجديد الخطاب الديني إلى عوامل سياسية. وأضاف «الطيب»، خلال برنامجه «الإمام الطيب»، المذاع على قناة «سي بي سي إكسترا»، أن "هذه العوامل السياسية التي أخرت تجديد الخطاب الديني ظهرت مبكرًا مع قيام الدولة الأموية، والتي ظهر فيها نوع من الاستبداد، ما جعل أفكار علماء الإسلام تبتعد عن الجوانب السياسية والاقتصادية، لتصبح مُنصبة حول الجوانب الفقهية والتعبدية فقط". وأوضح: "في الدولة العباسية تجرأ على الفتوى في الدين من ليس أهلا لذلك، حيث تضمنت فتاواهم أهواء أو أغراض، ليبدأ المجتمع الإسلامي في الاضطراب، ما أدى إلى اتفاق العلماء والفقهاء على وقف باب الاجتهاد رسميًا في ذلك الوقت". وتابع: "وقف باب الاجتهاد في العصر العباسي كان ضرورة في ذلك الزمان فقط، ولكن هذه السياسة استمرت للأسف حتى الآن، وأصبح التجديد يعد خروجًا أو شذوذًا عن القاعدة، بالرغم من أن الرسول أوصانا بتجديد أمور ديننا كل 100 عام". وعن أسباب عدم التجديد في الخطاب الديني حتى العصر الحالي، رد «الطيب» قائلا: "بصراحة.. كلنا مقصرون وخائفون من التجديد، فهناك من يخاف من أتباعه وآخر يخشى الناس، وثالث لديه ورع زائد عن الحد فيقول خلي الأمور كدا عشان ماتحملش أي حاجة أمام الله". وأكد على ضرورة التخلي عن كل هذه العقبات التي تحول دون تجديد الخطاب الديني وتجعله متجمدًا، مضيفًا: "يجب أن ننزل إلى الناس ونرى واقعهم، لنقدم شريعة تسعد وتريح المسلمين، في إطار ضوابط النص القرآني والمقاصد العليا للشريعة والمعايير الأخلاقية".